×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المتسولون

سعد بن مغرم
بواسطة : سعد بن مغرم
المتسولون
سعد بن مغرم


هاتفني أحد الأصحاب متسائلاً بحرقة وانفعال شديدين : يا إلهي , أين نذهب من هؤلاء المتسولين الذين يحاصرون تنقلاتنا جيئة وذهاباً ؟ في التقاطعات وأمام المحلات التجارية وأماكن الأكل والشرب ! يجبرونك على أن تقسو بمشاعرك مخالفاً قوله تعالى : ( وأما السائل فلا تنهر ) أو أن تعطي المال لمن لا يستحق ! فماذا نفعل وماذا ستفعل لو كنت مكاني ؟!
لم أستطع أن أقدم له أي حلول فليست في حدود قدرتي ولا صلاحياتي , كل ما استطعت ان أقدم له هو تبادل لنفس الشكوى أوضحت له فيها رؤيتي للمشكله أما حلها فعند غيري .
كانت أول صدماتي مع المتسولين في حج عام 1411هـ حين فوجئت في يوم الحج الاكبر بأسراب هائلة من المتسولين خاصة ذوي الاعاقات الجسدية التي والله اعلم بأحوال أصحابها لم يفعل فيهم ذلك الا لغاية واحدة وهي التسول وكسر قلوب الناس واستمالتهم للدفع بغض النظر عن احوالهم المادية .
المشهد الثاني كان قرب سوق المحمل بجده بعد الحادثة الاولى بثلاث سنوات تقريبا حين تعرضت لحملة استعطاف شديدة من احدى الصغيرات فما ان اخرجت لها ريالات قليلة حتى علا صياحها في زملاء وزميلات المهنه وإذ بي أمام كتيبة من المتسولين فما كان مني الا ان سلكت أقصر الطرق الى السيارة وآثرت السلامة على الاحسان .
أما الآن فالمتسولون يحظون بوضع اجتماعي (مقبول) فيرتدون من الملابس ما يرغبون وحسب الشريحة المستهدفه , وينتشرون بين اشارات المرور ومداخل المستشفيات (والمولات) بطريقة احترافية ومهنية عالية , فإشارات المرور لا يمكن بحال من الاحوال أن تجد في التقاطع الواحد ثلاثة او اقل ولا خمسه ولا اكثر , أربعة يعني أربعة !! لنقل انها صدفه , ولكن !!!
الاشارة الثانية كذلك والثالثة , في شمال المدينة وجنوبها , انها خطة انتشار دقيقة وتوزيع حدود مسؤوليات رائع . أما المتسولات أمام أبواب المستشفيات فالوصفة الطبية جاهزة كقرينة لإستدرار العطف وعلى ذلك يتم القياس .
كل ذلك يتم جهارا نهارا ونحن معشر المغلوب على أمرنا ما زلنا محاصرين بين عدة خيارات لا توفر حلولاً :
فإما التغاضي والتقيد بقوله تعالى (وأما السائل فلا تنهر)
أو الاعطاء وأنت لا تثق فيمن دفعت له نقودك أيستحق أم لا ؟!
أو النهر والزجر والمنع لعل حالاً مائلاً أن يعتدل وأنى له , وهم لا يخلون من احدى حالتين : الاولى ان يكونوا محتاجين حقيقة فيما تراخت اليد المفترض بها أن تطعمهم , والثانية انهم نصابين كذابين ويفترض بهم ان يكونوا تحت طائلة القانون .
بواسطة : سعد بن مغرم
 0  0  6831