×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

" من هموم الفصحى..."

من هموم الفصحى,,,"

عبدالعزيز بن عبدالوهاب الجهضمي

مما يؤسف اليوم ما نراه ونسمعه من التقليل من شأن اللغة العربية، حيث أصبح من يتلفظ بالعربية على حد قول الكثير من الجهلة ـ متفلسف ـ لا لشيء إلا أنه يتلفـظ بالعربية الفصحي لغة القرآن ـــ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـــ وما ذاك إلا بسبب عزوف الكثير من المعلمين عن استخدام العربية الفصحى في تعليم أبنائنا الطلاب ، حتى إن مدرس اللغة العربية وعلى وجه الخصوص لا يعرف العربية الفصحى إلا عند عتبة باب الفصل الذي يدرس فيـه ـــ وقليل ما هم ــــ فإذا ما خرج تسمع اللسان قد تبدل غير الذي كان ، وغير مدرس العربية من باب أولى. إلى غير ذلك من الأسباب التي لا مجال لذكرها , وهذا واقع مر وإهمال ونسيان للغة الأم ، فهل نحاول أن نصحح من مسارنا في هذا المجال ونبذل الوسع في سبيل خدمة لغة الضاد لغة القرآن الكريم، ولتعلم أيها الفاضل أن العربية ذلك المفتاح السحري القادر على إزاحة الستار الحديدي أمام العالم لفهم حقيقة العرب والمسلمين ـ ليست كأية لغة من اللغات الأخرى، بل هي فريدة في نوعها اصطفاها الله من بين اللغات جميعاً لتكون وعاء لكتابه الخالد، كما اختارها لتكون لسان نبيه الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ، لذا أوجب الشارع الحكيم تعلمها، حتى تفهم مقاصد الشريعة.يقول الإمام الشافعي (رحمه الله) : «فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده حتى يشهد به أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك».
وقد أرجع شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (رحمه الله) (661هـ ـ 728هـ) الخلط في الدين عند أهل البدع إلى قلة فهم اللغة العربية.ويؤكد هذه الحقيقة الجاحظ (159هـ ـ 255هـ)، إذ يقول: «للعرب أمثال واشتقاقات وأبنية، وموضوع كلام يدل عندهم على معانيهم وإرادتهم... فمن لم يعرفها جهل تأويل الكتاب والسنة والشاهد والمثل، فإذا نظر في الكلام وفي ضروب من العلم، وليس هو من أهل هذا الشأن هلك وأهلك».ومن هنا أوجب شيخ الإسلام ابن تيمية على المسلم تعلم اللغة، فقال: «إن معرفة اللغة من الدين ومعرفتها فرض واجب، وإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب».وبعد هذا كله هل نعي ونقدر لغتنا العربية حق قدرها ما دامت تحتل هذه المكانة من بين اللغات، وهذا نداء إلى كل معلم أن يبذل الوسع في خدمة لغة القرآن الكريم حتى نثبت للجميع أن لغتنا هي الرائدة على جميع اللغات هذا ما نأمله، وما ذلك على الله بعزيز طالما صدق العزم وخلصت النوايا...وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


المدينة المنورة
aziz1@maktoob.com
 0  0  7098