خيانة وطنية وقضية أمن وطني
خيانة وظنية وقضية أمن وطني
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين وبعد فإن ما حدث في شركة أرامكو من اختراق شبكة الشركة المعلوماتية خلال إجازة العيد لهو شيء خطير وأمر جلل إذا صدقت الأنباء حول ذلك الخبر ويجب أن لا يمر مرور الكرام ولا يكتفى بالفصل بل يجب أن يقدموا للمحاكمة بتهمة الخيانة الوطنية وتسحب منهم الجنسية السعودية، فحسب المعلومات والمصادر أن المتورطين في هذه الجريمة النكراء من الطائفة الشيعية ولبناني، وهنا أتساءل:-
هل كل قضية وطنية قضية أمن وطني ؟
- إن أهمية القضايا تختلف حسب حساسيتها وجوهريتها لأمن الوطني وحسب درجة حدة هذه القضايا أو المشكلات أو الأزمات الناشئة عنها.
- ويمكننا أن نعدد أهم هذه القضايا وتصنيفها بإيجاز مرتبة حسب أهميتها:
قضايا جوهرية:
كيان المملكة العربية السعودية ويقصد بها أركان الدولة الرئيسية:
الشعب والأرض والسيادة ونظام الحكم، وأي مساس بأحدها يصبح قضية القضايا وأمر يمس الأمن الوطني.
أما النظام السياسي للملكة العربية السعودية، فيستمد شرعية من احتكامه لكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
الإسلام والعقيدة الإسلامية:
المملكة تأخذ قضية الحفاظ على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الاعتداء والتحريف وتجاه الحرمين الشريفين ومقدسات المسلمين. وتأخذ هذه القضية مأخذ الجد على جميع الأصعدة، داخلياً وخارجياً.
الأمن الداخلي:
من أهم قضايا الأمن الوطني قضية ألأمن الوطني الداخلي بكل أبعاده. والأمن الداخلي هو أهم واجبات الحكومات في الدولة الوطنية الحديثة، بل ومسوغ وجودها. واستقرار الأوضاع الداخلية هو من أهم أهداف الحكومات والدول.ويتحقق ذلك من خلال السياسة الداخلية. والمملكة تتبع سياسة داخلية لها أسس مستمدة من الشريعة الإسلامية تحقق العدل والمساواة، وتحفظ الحقوق وتحقق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.
أمن الحج والحرمين الشريفين:
أمن الحج والحرمين تأتي في أول قائمة قضايا الأمن الداخلي،ولكن لأهميتها وعلاقتها بالإسلام والشريعة الإسلامية وبالعالم الإسلامي فقد يكون من المناسب إظهارها كقضية مستقلة من قضايا الأمن الوطني، بحكم مسؤولية المملكة السيادية والعقائدية.
قضايا أخرى:
النفط: يمثل النفط أهمية كبرى للمملكة فهو موردا اقتصاديا ومصدر دخل واحتياطا وإنتاجا وتكريرا وصناعة وتسويقا وتسعيرا وغير ذلك من ما يتعلق به من كمصدر رئيس للطاقة في العالم ورئيس لإيرادات الحكومة.وبالتالي فإن النفط يمثل أهمية قصوى لأمن المملكة العربية السعودية الوطني ومصلحة حيوية مهمة جدا.
الأمن الإقليمي: ويشمل أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وامن دول الجوار وأمن البحر وأمن الجزيرة العربية والخليج العربي وقضايا الحدود والمياه الإقليمية.فأمن المملكة يتأثر سلبا وإيجابا بما يجري في محيطها الإقليمي.
الأمن القومي العربي: ويشمل القضايا العربية ذات البعد الأمني على النظام العربي ودوله، وقضية فلسطين والقدس الشريف وغيرها من القضايا المؤثرة في الأمن العربي الجماعي والفردي.
القضايا الإسلامية: وتأتي في مقدمتها قضية فلسطين والقدس والأقليات المسلمة والحروب والفتن والصراعات بين العالم الإسلامي والحضارات الأخرى.
قضايا دولية: ويأتي في مقدمتها الأمن والسلم الدوليين وأمن البيئة والجرائم العابرة للحدود وقضايا الفضاء والغزو الفكري والتطهير العرقي وأسلحة الدمار الشامل.
قضايا اقتصادية: مثل الجريمة الاقتصادية والبطالة والجريمة المنظمة وحرية التجارة الدولية وحركة الأموال والحقوق في المياه الإقليمية وأعالي البحار وأزمات المياه والمخدرات كجريمة اقتصادية
سعيد بن علي الفقيه
الرياض