الأمن الفكري فريضة إسلامية
الأمن الفكري فريضة إسلامية
سيعقد قادة العالم الإسلامي مؤتمرهم الاستثنائي للتضامن الإسلامي في رحاب مكة المكرمة يومي 26 و 27 من هذا الشهر الكريم لتدارس المستجدات والاحداث وما يهم اوضاع المسلمين.
وفى هذا السياق فإن عرض ما يقع للمسلمين من قضايا ومشكلات على طاولة البحث وفى ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من اوجب الواجبات , وان من القضايا ذات الاهتمام والاولوية موضوع معاناة اخواننا في الكثير من البلدان ,حيث انهم يتعرضون الى شتى المهددات الداخلية، والخارجية، , ومن ذلك : استباحة حرمة الدماء المعصومة والأموال, والابتداع في الدين, والاستبداد, واتباع الهوى, وتنفير الناس من الاسلام ،وإلصاق الأعمال الإرهابية والاستبدادية به ,وإعطاء الذرائع للآخرين لمحاربته والنيل من أبنائه.
ان انحراف بعض الانظمة في عالمنا الاسلامي , وانتهاج سياسة الاستبداد والطغيان على شعوبهم كما هو الحال مع طاغية الشام بشار الأسد , انما ذلك يعد ترجمة لأيديولوجيات وتنظيمات حزبية او طائفية منحرفة لم تحصد الامة منها عبر اكثر من نصف قرن , الا الخراب والتخلف , وهذه نتيجة طبيعية لكل من يتنكر لمنابع تعاليم الاسلام الاصيلة :عقيدة وشريعة ونظام حياة.
ان الحل مما تعانيه الامة هو في وجوب العودة إلى الله تعالى , عودة صادقة والالتزام بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ هما ركيزتا العمل المخلص الجاد في سبيل إحياء الأخوة الإسلامية , والتضامن الاسلامي , وبناء الأجيال على اسس اخلاقية , ومنظومة الامن الفكري للتصدي للغزو الفكري والانحرافات والاختلالات التنموية .
ان التعاون حول استراتيجية الامن الفكري الاسلامي يحقق للأمة الاسلامية أعظم ضروريات الحياة التي لا يمكن العيش دون المحافظة عليها وصونها : الدين والنفس والعقل والعرض والمال , فحماية الأمة من مهددات هذه المقاصد يعد أمراً ضرورياً، لاسيما وأن الضرر الناتج عن الإخلال بالأمن الفكري الاسلامي يتعدى كل الأنساق الى شرائح المجتمعات كافة . فكثيراً ما يكون القتل وسفك الدماء، وانتهاك الأعراض نتاج أفكار منحرفة خارجة عن دين الله تعالى تعصف بمقومات الامة وتصيبها بالقلاقل ولضعف والتخلف , والانحطاط الاخلاقي .
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مـــأتماً وعويــــلاً
ان مبادرة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الى الدعوة لعقد هذا المؤتمر في رحاب مكة المكرمة وفي هذه الظروف التي هي بالغة الحساسية انما هو في اطار استراتيجية المملكة عبر تاريخها الحافل بجلائل الاعمال واسماها , حيث انها تسعى دائما الى جمع كلمة المسلمين, وتوحيد صفوفهم , والعمل على كل ما يحقق خدمة المصالح العليا للامة الاسلامية .
ومن هذا المنطلق فإن المتابعين والمهتمين , وابناء الامة الاسلامية يتوقعون الخروج من هذه القمة بنتائج ترقى إن شاء الله إلى تطلعات الأمة الإسلامية.
أ. د علي بن فايز الجحني
جامعة الاميرنايف العربية للعلوم الامنية