صحافتنا والمقالات المسمومة
صحافتنا والمقالات المسمومة
إن المتأمل والمتابع لواقع صحافتنا المحلية "الورقية" وما تعج به من أفكار وأطروحات ومقالات الغث فيها يفوق بمئات المراحل السمين، والمحزن أن بعض هؤلاء الكتاب نصب نفسه مفتيا فأصبح يخوض في الأمور الشرعية، والأسوأ من كل ذلك أن غالبية من خُصص له عمود يومي أو أسبوعي من هؤلاء فأصبح يروج لرؤى ويطرح مقالات مسمومة تضر بالمجتمع.
أحد هؤلاء الكتاب ـ لا كثرهم الله ـ كاتب في صحيفة "الاقتصادية" كتب مقالا قبل عدة أيام قسمه على حلقتين (الأول بعنوان: "افصلوا الكاشيرات 1"، والثاني بعنوان: "في قضية الكاشيرات.. موقف وزارة العمل 2").
باختصار ملخص المقالين هو استنكار الكاتب المدعو عبدالله باجبير قيام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفصل موظفات "كاشيرات" بمركز تسوق شهير بمكة المكرمة، وكنت أتمنى من الكاتب وأمثاله أن ينتفض عندما كانت ومازالت بعض الشركات والمؤسسات تقوم بالتضييق على الشباب السعودي وتعرض البعض منهم للفصل التعسفي دون وجه حق، ووزارة العمل لديها الكثير من مثل هذه القضايا، بل إن غالبية هذه الشركات تفضل إحلال الأجنبي مكان ابن البلد، فأين أنت وأمثالك عن معاناتهم.. أما ما تروجون له بين الحين والآخر تحت ذريعة الدفاع عن حقوق المرأة فإنكم تسيئون للمرأة السعودية المسلمة ولا تدافعون عنها.
أما بخصوص المقالين وقيام الهيئة بفصل "الكاشيرات"، إن كان الأمر صحيحا، فيبدو أن الكاتب لا يعلم أن هناك فتوى صريحة وواضحة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعلى رأسها مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وعضوية بعض المشايخ مثل الشيخ عبدالله المطلق وغيرهم (بعدما ورد للجنة سؤال عن قيام بعض الشركات والمحلات بتوظيف النساء كاشيرات أو محاسبات) فحسمت اللجنة الجدل بأنه لا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان فيه اختلاط بالرجال لما فيه من الفتنة وأن هذا العمل محرم شرعا، وبالتالي فمن مسؤوليات الهيئة "النهي عن المنكر".. ألا يعد الاختلاط أيها الكاتب بناء على فتوى اللجنة الدائمة من المنكر؟ إلا إن كنت ترى غير ذلك.
للأسف هذا الكاتب وأمثاله الكثير في صحافتنا يهدمون المجتمع بأطروحاتهم الغريبة، فهذا المقال ليس الأول لعبدالله باجبير فقد سبقه الكثير، منها استهزائه بالدعاة كقوله في إحدى مقالاته "لماذا لا يذهب الداعية الشاب الحبيب الجفري إلى هوليوود.. لعل بيرتني سبيرز ونيكول كدمان وزيتا جونز يعتزلن، ويقضي على الفن الأمريكي". وهذا الكلام أورده ضمن مقال بعنوان (الحبيب.. في هوليوود)، والذي ركز فيه على تحجب الفنانات المصريات ووصف ذلك بـ "هوجة" التحجب والاعتزال وذكر ضمن مقاله "أن محاولة القضاء على الفن المصري هي محاولة للقضاء على الفن عموما في العالم العربي، وهي محاولة خطيرة لا تتم لوجه الله أبدا".
أيضا كان له رأي بخصوص العنوسة في المجتمع السعودي يقول فيه:
"فإنني بعد ربع قرن من الكتابة في هذا الموضوع أضيف أن ثمة أسباب أخرى مهمة ومؤثرة في انتشار ظاهرة العنوسة في المجتمع السعودي، منها عدم وجود آلية للمقابلات الاجتماعية بين العائلات كما هو حادث في المجتمعات الأخرى، بحيث تتاح للفتى والفتاة اللقاءات البريئة في الحفلات والأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهي الآلية الفاعلة في قيام الخطوبة والزواج، ثم هناك الأسوار العالية التي تحيط بالفتاة فتمنعها من الخروج أو الحديث أو المقابلة في المناسبات المختلفة، فهي أسيرة البيت والحائط في انتظار العريس ولا أدري كيف يجتاز هذا العريس كل هذه الموانع ليرى عروسه ويخطبها).
هؤلاء هم من يتصدرون صدر صفحات الصحافة الورقية يوميا وتلك رؤاهم وما يحاولون بشتى الطرق تغذية المجتمع به.. فهل نعول على مثل هذه الأقلام تبني قضايا وهموم وشجون المواطن والتطرق لما يؤرقه من مشكلات كالتي تتعلق بالمعيشة وارتفاع أسعارها، وأخرى اجتماعية ترتبط بالمرأة إن كان فعلا يهمه أمرها كالعنف الأسري، والطلاق، وغيرها، بدلا من الخوض في أمور وثوابت حُسم الجدل فيها عن طريق المخولين بالأمر من جهات الإفتاء التي أوكل إليها ولي الأمر ذلك.
بطاقة تهنئة
نهنئ القيادة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية بقدوم شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا جميعا باليمن والخير والبركات، ووطنا ينعم بالأمن والأمان والاستقرار، وكل عام وأنتم بخير.
أحد هؤلاء الكتاب ـ لا كثرهم الله ـ كاتب في صحيفة "الاقتصادية" كتب مقالا قبل عدة أيام قسمه على حلقتين (الأول بعنوان: "افصلوا الكاشيرات 1"، والثاني بعنوان: "في قضية الكاشيرات.. موقف وزارة العمل 2").
باختصار ملخص المقالين هو استنكار الكاتب المدعو عبدالله باجبير قيام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفصل موظفات "كاشيرات" بمركز تسوق شهير بمكة المكرمة، وكنت أتمنى من الكاتب وأمثاله أن ينتفض عندما كانت ومازالت بعض الشركات والمؤسسات تقوم بالتضييق على الشباب السعودي وتعرض البعض منهم للفصل التعسفي دون وجه حق، ووزارة العمل لديها الكثير من مثل هذه القضايا، بل إن غالبية هذه الشركات تفضل إحلال الأجنبي مكان ابن البلد، فأين أنت وأمثالك عن معاناتهم.. أما ما تروجون له بين الحين والآخر تحت ذريعة الدفاع عن حقوق المرأة فإنكم تسيئون للمرأة السعودية المسلمة ولا تدافعون عنها.
أما بخصوص المقالين وقيام الهيئة بفصل "الكاشيرات"، إن كان الأمر صحيحا، فيبدو أن الكاتب لا يعلم أن هناك فتوى صريحة وواضحة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعلى رأسها مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وعضوية بعض المشايخ مثل الشيخ عبدالله المطلق وغيرهم (بعدما ورد للجنة سؤال عن قيام بعض الشركات والمحلات بتوظيف النساء كاشيرات أو محاسبات) فحسمت اللجنة الجدل بأنه لا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان فيه اختلاط بالرجال لما فيه من الفتنة وأن هذا العمل محرم شرعا، وبالتالي فمن مسؤوليات الهيئة "النهي عن المنكر".. ألا يعد الاختلاط أيها الكاتب بناء على فتوى اللجنة الدائمة من المنكر؟ إلا إن كنت ترى غير ذلك.
للأسف هذا الكاتب وأمثاله الكثير في صحافتنا يهدمون المجتمع بأطروحاتهم الغريبة، فهذا المقال ليس الأول لعبدالله باجبير فقد سبقه الكثير، منها استهزائه بالدعاة كقوله في إحدى مقالاته "لماذا لا يذهب الداعية الشاب الحبيب الجفري إلى هوليوود.. لعل بيرتني سبيرز ونيكول كدمان وزيتا جونز يعتزلن، ويقضي على الفن الأمريكي". وهذا الكلام أورده ضمن مقال بعنوان (الحبيب.. في هوليوود)، والذي ركز فيه على تحجب الفنانات المصريات ووصف ذلك بـ "هوجة" التحجب والاعتزال وذكر ضمن مقاله "أن محاولة القضاء على الفن المصري هي محاولة للقضاء على الفن عموما في العالم العربي، وهي محاولة خطيرة لا تتم لوجه الله أبدا".
أيضا كان له رأي بخصوص العنوسة في المجتمع السعودي يقول فيه:
"فإنني بعد ربع قرن من الكتابة في هذا الموضوع أضيف أن ثمة أسباب أخرى مهمة ومؤثرة في انتشار ظاهرة العنوسة في المجتمع السعودي، منها عدم وجود آلية للمقابلات الاجتماعية بين العائلات كما هو حادث في المجتمعات الأخرى، بحيث تتاح للفتى والفتاة اللقاءات البريئة في الحفلات والأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهي الآلية الفاعلة في قيام الخطوبة والزواج، ثم هناك الأسوار العالية التي تحيط بالفتاة فتمنعها من الخروج أو الحديث أو المقابلة في المناسبات المختلفة، فهي أسيرة البيت والحائط في انتظار العريس ولا أدري كيف يجتاز هذا العريس كل هذه الموانع ليرى عروسه ويخطبها).
هؤلاء هم من يتصدرون صدر صفحات الصحافة الورقية يوميا وتلك رؤاهم وما يحاولون بشتى الطرق تغذية المجتمع به.. فهل نعول على مثل هذه الأقلام تبني قضايا وهموم وشجون المواطن والتطرق لما يؤرقه من مشكلات كالتي تتعلق بالمعيشة وارتفاع أسعارها، وأخرى اجتماعية ترتبط بالمرأة إن كان فعلا يهمه أمرها كالعنف الأسري، والطلاق، وغيرها، بدلا من الخوض في أمور وثوابت حُسم الجدل فيها عن طريق المخولين بالأمر من جهات الإفتاء التي أوكل إليها ولي الأمر ذلك.
بطاقة تهنئة
نهنئ القيادة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية بقدوم شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا جميعا باليمن والخير والبركات، ووطنا ينعم بالأمن والأمان والاستقرار، وكل عام وأنتم بخير.
