×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

نظافة البيئة واجب وطني

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج

نظافة البيئة واجب وطني


النظافة ليست مصطلح يتم حصره في عده كلمات وانما هي مفهوم كبير جداً يترتب عليه او يندرج منه سلوكيات لها تأثير كبير على المجتمع والبيئة فهي اذا ماتم التركيز عليها وتطبيقها بشكل جدي تظهر مدى رقي المجتمع, اما اذا اهملت فأنه ينتج عنها مشاكل بيئية وصحية كبيره وتظهر مدى عدم قابلية المجتمع للتطور والوصول للحضارة المنشودة. ومما يؤسف له في مجتمعاتنا ان باب النظافة البيئية مغلق ولا يزال الوعي البيئي في اقل درجاته ونشاهد ذلك بأم اعيننا يومياً ولا نحرك ساكن .. نرى ذلك في قرانا والهجر والشوارع والمدن ومابين المباني والمنتزهات والادهى والامر مانراه من اهمال متعمد في المنتزهات الكبيرة واستهتار غير مبرر من كل المتنزهين والغالبية من الشباب وذلك برمي النفايات والمخلفات وتخريب دورات المياة والعبث بالاشجار واشعال النار في جذوعها وغير ذلك من التصرفات التي لاتبشر بخير.
ونحن عندما نتحدث عن النظافة فإننا نتحدث عن الصوره الحضارية التي تعكس الوجة الحضاري للمجتمع او مدى تقدمه, ونحن نعلم ان التطور والتقدم يحتاج الى التربية والتعليم, ان النظافة هي سلوك مكتسب نتعلمه نتيجه للتربيه التي ننشأ ونتربى عليها. والطفولة هي المكان او اللبنة الاساسية للبدأ في موضوع حماية البيئة ونظافتها, والعناية بشؤونها, حيث ان الانسان يعتبر حجر الاساس في انشطة التنمية المستدامه وفي الحفاظ على البيئة وهذا ماتم اقراره في مؤتمر الارض في البرازيل عام 1992م
والمشكله التي تعاني منها بيئتنا هي تصرف الكبار وعدم وعيهم بأهمية الموضوع وحجم المشكلة مما يؤثر سلباً على الاطفال ثم ان هذا الموضوع غير مدرج في المناهج التعليمية بحيث يساعد على رفع وعي وادراك الاطفال, ولا ننسى ان ذلك بأسباب غياب القدوة والندوات والمحاضرات والتوعية البيئيه داخل المجتمع. كذلك عدم تفعيل دور الطفل وتنمية شعوره بالمسؤولية تجاه حماية البيئة والتهاون في غرس مايحث عليه ديننا من اهمية النظافة في نفوسهم منذ الصغر. وعدم التركيز على برامج اعلامية لنشر الوعي الصحي والبيئي بين الاطفال. ومن ثم عدم تبسيط فكرة الحفاظ على البيئة ومردود ذلك على صحة الفرد والمجتمع وكذلك عدم التركيز على ربط التعليم بالتربية البيئية وعدم رفع مستوى الحس البيئي والممارسات الصحية (مثال لذلك : اساليب التعامل مع النفايات لدى افراد الاسرة) وترك الاطفال بدون توجيه في استخدام المواد الاولية .. وعدم تشجيعهم على الاستفاده من تلك المواد بإعادة استخدامها, مما يساعد في نقص التلوث البيئي واهمال التوعية بتقدير المبالغ المصروفة من قبل الدوله في شؤون النظافة وهذا مايجب ان يدركه الكبار اولاً. لان الابناء يسيرون على نهج الاباء لكن التناقض في سلوك الاهل امام الطفل يولد مثل هذه التصرفات, كما ان اطفالنا جاهلون وليسوا سيئين .. سلمناهم للخدم فلا حوار ولا تدريب على السلوك المقبول .. وكذلك الحال بالنسبة للمراهقين .. كما ان النقص في التعليم البيئي حول الاهتمام بالنظافة والنقص في التعليم المدرسي, وعدم توجية الملاحظات في وقتها للطفل بالاضافة الى عدم توجيهة في الاماكن العامة كل ذلك يسهم في عدم حرص اطفالنا على ممتلكات ليست لهم, وعدم الاحساس بالبيئة ومن ثم الرغبة في الحفاظ عليها.
كذلك نجد ان طرق التوعيه بدائية جداً وبخاصة في وسائل الاعلام ولا تكاد تذكر لكنني لا زلت اوؤكد ان القدوه السيئة من اب لا مبال او اخ مراهق .. وسوء التربية حين يبديء الاهل اهتماماً بالبيئة امام الاخرين وليس في جيمع الاحوال, كما يمكن ان ينصب اهتمامهم على حماية مايمتلكون ولا يهتمون بالممتلكات العامة.
لذلك نجد فجوة كبيره في المجتمع ككل يجب ردمها فلا اعلام يوازي اهمية المشكلة ولا توعية كافية من الاهل الذين يهملون توجية ابناءهم وبخاصة خارج بيوتهم .. والاسرة مشغولة عن دورها الاهم واذا تحدثنا عن المدرسة وجدناها غير قادرة على اكمال القصور .. تركيز على الكتاب ونقص في الانشطه الصيفيه ولا وقت لدى المعلم, وقلة هم الذين يقدمون توعية مختلفه مثيره لاهتمام الطالب وتجاوبه.
والاعلام فيه قصور كبير .. البرامج غير المدروسة والاتجاه الى المنافسة في امور لا تحقق للبيئة أي ثمر.
خلاصة القول .. ان نظافة البيئة وسلامتها وحمايتها وجمالها تبدأ بفرد حقاً .. لكن من يربي هذا الفرد وينشئة على الممارسات السليمة اللائقة المتمدنه ؟ لا شك ان مؤسساتنا جميعاً مسؤولة .. الراشدون جميعاً مسؤولون عن تقديم القدوة الطبية والعادة الصحيحة والتوجية العلمي السليم اللائق بنا .. لكي نكون امة نظيفة متحضره كما امرنا بذلك ديننا وكما يجب ان نكون بين الامم ...

العقيد م/ محمد بن فراج بن سامره
بواسطة : ابو فراج
 0  0  4958