×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تحية وثناء للرائدات من بنات الوطن

( تحية وثناء للرائدات من بنات الوطن )


على ربوة من ربوات السروات ، مخضلة الخضرة وارفة الظلال تحفّ بها أشجارها المورقات وشدو أطيارها المغرّدات نشوة بإشراقة الشمس الربيعية الهادئة وصيفها الدافئ الممتلئ حيوية في إندماج مثاليّ من الجمال الكوني وما يحويه من تنوع طبيعي ناشراً أريج زهوره وشذا وروده على سفوحه وشواهقه وقراه وبلداته

أقف على هذه الربوة موجهاً رسالتي إلى الرائدات والمبدعات من بنات وطني والمتمثلة في تسجيل التقدير والإعجاب والإعتزاز لما قمن به من قطع أشواط بعيده من الكفاح والعمل المتواصل الوثاب والغوص في أغوار بحور المعرفة واستخراج الدرر من أعماقه وانتهاءً لا نهاية بالتأمل على مرافئه وشطآنه ، فحققن التفوق المدهش وبمستويات مختلفة من البحوث والتحصيل العلمي بالدرجات المشرفة المرموقة فهن المعيدات والطبيبات والعميدات والاكاديميات إلى جانب تخصصات إنسانية ومهنية مشرّفة وفي المجالات الابداعية المتنوعة وأصبحن قائدات لجوانب متعددة من التخصصات والنهضة العلمية في جامعاتنا وخوض المجالات الأكاديمية في شتى الفروع وتجلياتها يأتي ذلك وما يليه كحصاد طموح متجذر في أصل قاعدة راسية راسخة من الثقة بعد عبور واجتياز بعض رواسب البيئة المزمنة وظلامية بعض العادات المتوارثة في كثير من الجوانب فكان هذا الانطلاق أنموذجاً رائعاً للفتاة العربية المسلمة أولاً وللمواطنة الوطنية السعودية ثانياً وفي إطار مجتمعي محافظ يبعث ذلك كله على الفخر والتقدير . كيف لا وهن الشقائق والبنات ومنجبات الأفذاذ من العنصرين وبهما يكتمل العنصر الانساني الواحد .

وإلى جانب التفوق العلمي وخوض غمارة في شتى مجالاته وتنوع مشاربه ياتي دور الأبداع الفكري الأدبي والثقافي عموماً فنجدهن مشاركات بفاعلية مشهودة في مضارب وفنون الكتابة الصحفية والأدبية والأعلامية والوقوف بشجاعة أمام التحديات للحفاظ على البقية الباقية من تراثنا العربي الأصيل الذي يُخشى عليه من التهجين في ظل هجمات التحديث المريع واللهجات المحلية والمفردات والمصطلحات الغريبة تحت مسميات الحداثة والعصرنة ، ووجوب الوقوف المشترك في وجه طمس الهوية العربية المتمثلة باللغة الأم .

وأنا هنا أشيد برائداتنا جاعلاً الاستاذة / بثينة بنت علي الشهري استاذ اللغويات المشارك بجامعة الأميرة نورة . مثالاً للريادة علماً وأدباً وثناءً على نتاجها ومستواها الفكري واهتماماتها بما يكتب نثراً أو شعراً وهي الاستاذة الجامعية المؤهلة فإني أثني وأثمن لها متابعاتها لما يُكتب في موقعنا هذا وأقف أمام ذلك ببالغ الأعتزاز شاكراً للثناء الحسن ورقيّ وجلاء المنطق وصفاء ونقاء الطرح الدال على المكانة المرموقة من الأدب والتربية والسمو الفكري والاخلاقي.

وبعيداً عن العشائرية بالرغم من افتخاري وانحيازي فإني لا أعرفها إلا بأدبها ومكانتها المشرّفة ولا أعدها ومثيلاتها من بنات وطني إلا كإبنتي ( أم عاصم ) وأرى أنه من أقل الواجبات عليّ تسجيل الثناء والتقدير لبناتنا وأن نثمن جميعاً ما يستحقينه لما وصلن إليه من الدرجات العلمية المختلفة وإسهامهن في دفع عجلة الحياة لنكون معاً الأيدي الفاعلة والمحركة للنهضة الشاملة والمتعددة لبناء وطننا ومن يعيش على ثراه وأقول شعراً :

أنا أستعذب الريادة في الإن*** سان حـرٌ لا يـعرف المستحيلا
تنطوي تـحـته الصعاب فيرقى *** في سماء العلياء جيلا فجيلا
إن هـامـاتـنـا علوّاً تراها *** شامخاتٍ بالفخر عرضـاً وطولا
بـشـباب قـد شـمـّروا وبعزمِ *** لبنـاء الأوطـان خـير سبيلا

********************************
والحمد لله أولاً وآخراً


بقلم الأستاذ
سعيد علي محمد الشهري
تنومة
 0  0  2625