نايف.. قصة وطن
وطن وأمير.. وقصة أمن كتبها نايف بن عبدالعزيز.. أمة تقرأ تاريخ رجل عظيم.. وحجم المفاجأة وصدمة الحزن الأليم.. نايف وطن سيبقى في ذاكرة الأمة.. مساحة من الحب والعرفان.. وتأكيد على أنه كان شريكاً في مسيرة البناء على خارطة التوحيد.. ومسافات الزمن.
بعد موت نايف في خبر سريع كان استقباله أكبر من احتمال العقل.. رغم ان الموت حق على كل البشر لكنني تذكرت ان الله خالق هذا الكون قد وعد بأن كل من عليها فان ولا يبقى إلاّ وجهه ذو الجلال والإكرام.
بالأمس عادت بي الذاكرة إلى الكثير من المواقف التي جمعتني بالأمير الراحل. وكان آخرها في العام الماضي حين تحدثت معه عن المواجهة مع أؤلئك المتسللين المسلحين على حدودنا الجنوبية كان رده أن أقسم لي سموه يرحمه الله انه لا يتمنى ان يموت من أولئك الناس الذين تواجههم قواتنا أي احد. بل يريد ان يهديهم الله ويعودوا إلى بلدهم سالمين.فهل سمعتم محارباً يدعو لعدوه بالسلامة أم أنها عقيدة نايف الإنسان قبل الامارة والمكان؟ .
نعم: انه الرجل المتسامح حين يعود للطرف الآخر صواب الحكمة وصوت العقل. بل يبحث له عن مخرج للهروب إلى شاطئ الأمان ومحاسبة الذات.
في حين تقفز شخصية نايف في شكلها ومضمونها الأمني في قوة مستندة إلى الإيمان.. حين لا يبقى إلاّ المواجهة.. ومنها وعليها يعلن الانتصار المبكر .ومن نايف عليك ان تختار الوجه الذي يتعامل مع الحق بقوة .. أو يقمع الباطل بقوة الحق.
ومن بعد رحيله.. يكتب التاريخ تفاصيل مسيرة اطول زمن لوزير داخلية في العالم.. واجه أكبر تحديات في ملفات امن بلاده. وفي وطن مختلف ومناسبات دينية متعددة في كل عام.. ومن كل بلدان الأرض.. أمم تحمل حسابات وبغضاء بينها.. تلتقي في مكان واحد .. ثم يحتفل الأمير في نهاية المطاف.. ويرسم ابتسامات الفرح من فوق منابر النجاح.واليوم ومن جوار (شاهِد القبر) ..يشهد التاريخ ان نايف بن عبدالعزيز كان وما زال على الأرض وفي ذاكرة التاريخ قصة وقصيدة وطن.