×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

رحمك الله يا أسد "الداخلية"

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
رحمك الله يا أسد "الداخلية"

فُجع الوطن برحيل رجل دولة وأحد أعمدتها الرئيسية، ذلكم هو رجل الأمن الأول، نايف الأمن، نايف الحكمة والحنكة وبعد النظر والرأي السديد.
لقد فقدت بلاد الحرمين الشريفين برحيل الأمير نايف رجلا نذر لنفسه لخدمة دينه ووطنه، فكان كل عام يتولى الإشراف عن كثب على أعمال الحج ومتابعة الخطط الأمنية التي تنفذها الجهات ذات العلاقة داخل المشاعر المقدسة منذ اليوم الأول لقدوم ضيوف الرحمن للأراضي المقدسة وحتى رحيلهم، بل كان يحرص على التواجد وزيارة المشاعر والاطمئنان على جاهزيتها لاستقبال ضيوف بيت الله الحرام، ولا يألوا جهدا في تذليل كافة العقبات والصعاب التي تعترض طريقهم.
ولأن كانت وفاة نايف الأمن والقوة والحزم أفرحت بعض الأعداء والأذناب في الداخل أو الخارج، إلا أن مما شوهد ـ ولله الحمد ـ بناء على ردود الأفعال العالمية والعربية والخليجية سواء عن طريق برقيات التعازي أو الحضور للصلاة على الفقيد ـ رحمه الله ـ أو حتى التفاعل على الخبر عن طريق القنوات الإلكترونية، أن هذا الخبر أحزن العالم بأسره، آلم العارفون بشخصية هذا الرجل وما قدمه طوال مسيرة العطاء والجهد والبذل بكل تفانٍ وإخلاص لخدمة دينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية، فلا نامت أعين الجبناء.
خسئتم أيها الحاقدون فالإساءة لرموز هذه البلاد وقادتها وعلمائها إساءة لكل مواطن سعودي، وهيهات أن تصلوا إلى ما وصل إليه نايف العزة، نايف الشجاعة، فصفحته بيضاء كرداء حجاج بيت الله الحرام الذي كان همه السنوي ـ رحمه الله ـ السهر على راحتهم، أما صفحاتكم فسوداء كلون عمائم معمميكم.
إن رحل نايف فلدينا المئات كلهم نايف يسيرون على خطاه ويتبعون منهجه الأمني وحكمته وسداد رأيه، فإن غاب عنا أسد "الداخلية" بالصوت والظهور المباشر، فلن يغيب عنا ما حيينا بأفعاله ومآثره، وسيسير من يخلفه على خطاه، وسيكون أبنائه منسوبي وأفراد الداخلية عند حسن ظنه بهم وكما كان يقول عنهم بأنهم "محل ثقة القيادة والشعب".
إن الحديث عن رجل بقامة نايف بن عبدالعزيز من الصعوبة بمكان، فقد لا نستطيع بكلمات بسيطة وأسطر متتابعة أن نرصد مسيرة رجل أمضى جُل حياته عينا ساهرة على أمن الوطن وراحة المواطن، فرحمك الله يامن كنت قبضة قوية وسيفا مسلطا على من حاولوا زعزعة أمن وطننا العزيز واستقراره، رحمك الله يا أسد "الداخلية" وغفر لك وجزاك عما قدمت خير الجزاء.
الحزن عميق والمصاب جلل، والفجيعة أكبر من الوصف، فبالأمس تحمل نعش أخيك سلطان الخير، في صورة أخوية معبرة، وبالأمس القريب تُحمل على الأعناق، ولكن لا نقول إلا أحسن عزاءنا وجبر مصابنا ومصاب قائد وطننا خادم الحرمين الشريفين وإخوانه وكافة أبناء الفقيد والأسرة المالكة والشعب السعودي، وعوضنا خيرا، والحمدلله على قضائه وقدره، وإنا لله وإنا إليه راجعون.





عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
الرياض
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  2538