×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إلى جنّة الخلد يا أمير الحكمة يا حارس التنمية


د. فايز بن عبدالله الشهري

لله الأمر من قبل ومن بعد، "إنّا لله وإنّا إليه راجعون"، لا حول ولا قوة إلا بالله، مضى راحلاً عن دنيانا الفانية الفارس النبيل أمير الحكمة وسيف الوطن نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- مضى إلى جوار ربّه آمنا مطمئناً تاركاً وراءه مع القلوب التي تدعو له وتترحّم عليه تراثاً هائلاً من الإنجازات والعمل عبر عقود طويلة قضاها رحمة الله- في البذل والسهر على أمن وطنه في أكثر مراحل التاريخ المعاصر تعقيداً.

لقد ظل وسيظل نايف بن عبدالعزيز آل سعود حالة إنسانيّة نادرة في تاريخ السياسة السعودية، لم يتوان في يوم من الأيام عن اتخاذ القرار الصعب حينما تكون مصلحة أمن بلاده على المحك. طيلة حياته الوظيفية لم يضحّ نايف بن عبدالعزيز بالمبادئ ولم يزايد بالشعارات كان المنطلق الأهم عنده تعزيز ركني وحدة وطنه الأساسيين وهما التوحيد الخالص للخالق والأمن الشامل للجميع.

ومع أن "نايف بن عبدالعزيز" قضى معظم سنوات خدمته وزيراً للداخلية وهو المنصب الذي يتطلب عادة قدراً من الصرامة والحزم إلا أن مهامه الإنسانية على المستوى العام والشخصي ستظل علامات مضيئة في تاريخه وسيرته. لقد تولى إلى جانب واجباته الرسمية مهمة الإشراف على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية التي عمّ نفعها كثيراً من الشعوب الإسلامية وغيرها في مراحل الحروب والكوارث. وفي جانب يعرف أبعاده الإيمانية المقربون كان نايف بن عبدالعزيز ناصراً حقيقياً للسنة مؤمناً أصيلاً بأن الوسطية الصحيحة هي منهج حكم وحياة.

شرفت بالسلام عليه والحديث معه رحمه الله- عشرات المرات طيلة حياتي العملية وكان دائماً يوجه بأهمية توظيف البحث والدراسة مركّزاً على الموضوعية وتحقيق المصلحة العامة دون اعتبار للمصالح الشخصية. وفي مرات كثيرة كنّا حينما نعرض عليه نتائج دراسة علمية أو خلاصة عمل فريق بحثي ونقدر للاجتماع نصف ساعة على الأكثر ولكن "نايف بن عبدالعزيز" يصر على استكمال كل نقطة وسماع وجهة نظر كل مشارك وفي غالب الأحوال تظهر نتائج الدراسة آليات عمل للكثير من المؤسسات. أذكر أننا كنا عقدنا العزم في مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال لزيارة الأمير نايف وطلب قبول الرئاسة الفخرية للجمعية فقبل الطلب، وطلب الرأي في قضايا الإعلام الأمني واستمع للرأي والنقد ولم يكتف بهذا بل دعم الجمعية بقطعة أرض كبيرة وطلب من المجلس عقد الدورات وورش العمل المتخصصة للرقي بالإعلام عموما والإعلام الأمني على وجه الخصوص.

لا رادّ لحكم الله وعزاؤنا الحار والعميق نوجهه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وللأسرة المالكة ولعائلة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز التي فقد معها الشعب السعودي الأب الحكيم والموجه الحاني ولا نقول لهم في هذا المصاب الجلل الا أعاننا الله وإياكم على الصبر وندعو معكم ربنا الكريم الغفور الرحيم ونقول اللهم اغفر لعبدك نايف بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناتك إنّك أنت السميع المجيب (إنا لله وإنا إليه راجعون).
 0  0  6501