كلمة وفاء في وداع الشيخ عبدالله العليان
كلمة وفاء في وداع الشيخ عبدالله العليان...."
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
دائماً هي سطور الشكر والثناء تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة والإعداد , ربما لأنها تشعرنا دوماً بقصورها وعدم إيفائها حق من نهديه هذه الأسطر .
واليوم نقف أمام هذه الصعوبه بذاتها ونحن نحاول صياغة كلمات شكر وإمتنان ـ بعد شكر الله جل في علاه ـ للشيخ عبدالله العليان قاضي محكمة تنومة والذي بدأ يلملم أوراقه ويجمع رحله للإنتقال إلى مكة المكرمة مهبط الوحي ـ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ـ بعد صدور قرار المجلس الأعلى للقضاء بنقله بناء على طلبه , والشيخ عبدالله غني عن التعريف فقد أحبه الصغير والكبير من أهل تنومة ولقد كان لي الشرف في الالتقاء بفضيلته والتواصل معه حتى أبلغني بخبر نقله وفقه الله والذي لم يهن عليه فراق تنومة الغالية التي إنغرس حبها في سويداء قلبه وأن تنومة قد أصبحت جزء منه وسيبقى لأهلها مودة محبة في قلبه كما ذكر فضيلته , ولكن الشوق والحنين الى مكة المكرمة مازال به حتى تحقق له ما يريد بإذن ربه , وبقدر حزننا على فراقه لتنومة إلا أن سعادتنا كانت كبيرة بتحقق رغبته ولا تزال مكانته عند محبيه كما عهد وستظل فالشيخ عبدالله رجل فاضل وكريم له بصمات مشرقة لاتنسى وحقيقة لايمكن لأحد أن يتجاهلها , نعم أنها كلمة حق أقولها في حق هذا الرجل ليس مجاملة فمن لايشكر الناس لا يشكر الله , فهو رجل علم وخلق وتواضع و حكمة وإصلاح وحق له وهو يشغل هذا المنصب الذي يتطلب منه ومن أمثاله أن ترتسم هذا الفضائل فيهم فتكون واقعاً يلمسه الناس فيهم ومهما قلت وذكرت فلن أوفي الشخ حقه , فالشيخ عبدالله تجده في كل المواقف فعندما تذكر الحكمة والطيب تجد هذا الرجل منبع للحكمة والطيب , وعندما تذكر التواضع فإنك تجده يتمثل في خلقه واضعاً نصب عينيه أن من تواضع لله رفعه فقد أحبه الصغير والكبير والموظف والعامل على حد سواء فهو لا يتجاهل أحد ينصت ويسمع لكل صاحب حاجة ودعوى, فقد كانت فترة عمله بمحكمة تنومة قد قطعت شوطاً كبيرا في إنجاز وقضاء حوائج الناس رجل شعاره الأمانة والعمل بكل إخلاص وصدق إبتغاء وجه الله نحسبه والله حسيبه فحاز مكانة الثقة والتقدير من أهل تنومة بشهادة الجميع وهذا من توفيق الله له وماذا عسى أن نقول أو نقدم نحن أهل تنومة الإ الدعاء له بالتوفيق والسداد أينما كان وأن يرزقه فوق ما يتمنى , وأن يعوضنا فيه خيرا ,,وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عبدالعزيز بن عبدالوهاب الجهضمي
المدينة النبوية.
