×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

السنن الربانية في الأحداث الشامية

التحرير
بواسطة : التحرير

السنن الربانية في الأحداث الشامية



الخطبة الأولى :

الحمد لله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيدة الخير وهو على كل شي قدير , أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما أغشى له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد القائل " وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري " صلوات الله وسلامة علية وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى فمن اتقى الله فأولئك لهم الدرجات العُلى ومن أعرض عن الله فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى .
أيها المؤمنون / إن بلاء أخواننا في بلاد الشام -الأرض المباركة - يدمع العين ويحزن القلب القتلى أكثر من خمسة عشر ألف قتيل والمعتقلين أكثر من مائة وخمسين ألف معتقل ولعل أشدها ألماً ما وقع مؤخراً في مذبحة حُولة حيث يقتل الأطفال والنساء ذبحاً ورمياً بالرصاص حتى صرحت إسرائيل بأن على الأسد أن يتعامل بغير هذه الطريقة والعجيب أن تصبح إسرائيل التي سلمت جثمان واحد وتسعين فلسطينيا ماتوا في المعتقلات الإسرائيلية أن تصبح هي التي تستنكر أعمال الأسد .
وفي مثل هذه الفتن يجب أن تتذكر أموراً وسنناً لله تبارك وتعالى .
فأول ذلك أن لهذا الكون رباً واحداً يقول للشيء كن فيكون يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد هو الأول فليس قبلة شيء وهو الآخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس دونه شيء ينفس الكرب ويفرج الهم ويذهب الغم كل شيء هالك إلا وجهه وكل ملك زائل إلا ملكة .
أرغم أنوف الطغاة وخفض رؤوس الظلمة ومزق شمل الجبابرة وأهلك النمرود ببعوضة وهزم أبرهة بطير أبابيل لا يخفى عليه شيء ولا يعجزه شيء ولا يغلبه شيء يجيب المضطر ويكشف السوء ناصر المظلومين ورب المستضعفين ومذل المتكبرين يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدر توكلنا عليه وفوضنا أمرنا إليه وهو حسبنا ونعم الوكيل منه يستمد النصر " وما النصر إلا من عند الله " " إن ينصركم الله فلا غالب لكم "
أيها الأخوة ومما ينبغي كذلك الإيمان بالقضاء والقدر فوالذي نفسي بيده ما سالت قطرة دم ولا توفيت نفس إلا بقدر الله " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنه ) رواه مسلم
"وما كان النفس أن تموت إلا بأذن الله كتاباً مؤجلاً .." " فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
ونعلم ونؤمن يقيناً أن الله لا يقدر شرا محصنا بل إن أقدار الله كلها خير قد نرى ذلك أو لا نراه .
وليس معنى ذلك العجز بل إن الله أمر بالمدافعة .

وكذلك يجب أن نعلم ـن هذا ابتلاء لعباد الله فمنهم من ثبت على دينه وزاده ذلك يقيناً ومنهم من تزلزلت قلوبهم وأصبحوا يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية.
قال سبحانه " ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض "
وقال سبحانه " وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً "
وهذا الابتلاء يزيد المؤمن إيماناً ويرد الناس إلى دينهم ويتوبوا إلى ربهم واسمعوا هذا الخطاب الذي وجهه الجيش الحر إلى أهل سوريا " ياأ بطال وأحرار وحرائر دير الزور ها قد طلبتم المساعدة والعون من العالم أجمع ولم ينصركم ونسيتم خالق العالم وخالق الكون وهو على نصركم لقادر عودوا إلى الله وأقيموا صلاتكم ولا تتركوها وأكثروا من الدعاء والاستغفار والله لا يضيع عملكم انصروا الله ينصركم فإنه على نصركم لقادر واعلموا لن ننتصر حتى تصبح صلاة الفجر كصلاة الجمعة الله الله يا أمة رسول الله " أ.هـ .
وفي هذا البلاء استدراج للظالمين وزيادة في رصيد سيئاتهم وفضحاً لهم على أعين الناس " ولا يحسبن الذين كفروا أنما تملي لهم خير لأنفسهم وإنما تملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب أليم " وقال صلى الله علية وسلم "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وقرأ قولة تعالى " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه اليم شديد " رواه مسلم
ولنعلم أيها الأخوة أن الصبر هو طريق النصر قال صلى الله علية وسلم " واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً " وقال سبحانه " سيجعل الله بعد العسر يسراً " وقال " إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً "
وقال " أم حسبتم أن تدخلوا الجنه ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم شئتم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب .."
ولقد كان النبي صلى الله علية وسلم يمر بآل ياسر وهم يعذبون فلا يملك إلا أن يقول لهم صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة "
وقتل يوم أحد سبعون من أصحابه صلى الله علية وسلم ورضي الله عنهم ومُثل بعمة حمزة وأصيب في كتفة ودخلت حلقتا المغفر في وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيتة وأنزل الله بعد هذه المعركة قوله سبحانه " ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإن فإنهم ظالمون"
ومع ذلك فقد كان سلف هذه الأمة وأصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم طلاب شهادة في سبيل الله يبتغون الموت مظانه فعن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ) متفق عليه
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤهـا.......سجداتنا والأرض تقذف نـارا
بمعابد الإفرنـج كـان آذاننـا ....... قبل الكتائب يفتـح الأمصـارا
كنا نرى الأصنام مـن ذهـب ....... فنهدمهـا ونهـدم فوقها الكفـارا
لو كان غير المسلمين لحازهـا.......كنزا وصاغ الحلي والد ينـارا
أرواحنا يا رب فوق أكفنا.......نرجو ثوابك مغنما وجوارا
أولستم أيها الأخوة تقرؤون في كتاب ربكم ما فعلة ذلك الطاغية في نجران عندما أمر بحفر الأخاديد وأن توقد فيها النيران وإلقاء الناس فيها , هل تجدون في كتاب الله ماذا فعل الله بأولئك الظالمين في هذه الدنيا , إن القرآن لم يتحدث عن نهاية أولئك الظالمين في هذه الحياة الدنيا كما تحدث عن نهاية غيرهم وإنما قال " إن اللذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " نعم إنه عذاب الآخرة وما نسبة عذاب الدنيا مع عذاب الآخرة .
إن عذاب الدنيا غايتة أن يموت الأنسان أما عذاب الأخرة فلا يعلم شدتة إلا الله وإن كانوا لا يؤمنون به فإنا نؤمن به .
" الذي يصلى النار الكبرى ثم لايموت فيها ولا يحيى " إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الجحيم خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الجحيم . ذق إنك أنت العزيز الكريم )
والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها " وقال سبحانه
(وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل "
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم....





" الخطبة الثانيه "

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان واهتدى بهديه... أما بعد
أيها المسلمون / فإن الطغاة تتكرر أفعالهم فما يفعله النظام النصيري البعثي العلوي هو ما كان يفعله فرعون وزيادة فقد كان فرعون يقول أنا ربكم الاعلى ويقول ما علمت لكم من إله غيري وأنتم تسمعون ما يقول جنود هذا الطاغية من تأليه زعيمهم الهالك بأذن الله وكان فرعون يُقتل ويذبح الأطفال وهذا ما فعله نظام الظالم السفاح فقد قتل الأطفال وفرعون كان يستحيي النساء أي يتركوهم على قيد الحياة وأما عصابة الإجرام الدموية في الشام فقتلت النساء وفي بعض الروايات أن فرعون كان يُقتل الأطفال ويتركهم السنة الثانية وطاغية الشام يقتل كل يوم .
وعندما أراد الله أن يهلك ذلك الطاغية أخذه وجنوده فأغرقه في البحر قال سبحانه " فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم " أي ألقيناهم في البحر .
يروى أن جبريل عليه السلام قال للرسول صلى الله عليه وسلم لو رأيتني وأنا آخذ من طينة البحر فأضعها في فمه حتى لا تدركه رحمة الله
بهذه النهاية ينتهي ملك ذلك المغرور المتكبر ويورث الله الأرض عباده المستضعفين " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين "
فالفرج قريب والنصر قادم بأذن الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون أكثروا من الدعاء لإخوانكم المستضعفين في بلاد الشام ادعوا لهم سراً وجهاراً ليلاً ونهاراً وتذكروا قول الله تعالى " وقال ربكم أدعوني أستجب لكم .."
ثم صلوا وسلموا .........




عبدالله علي
بواسطة : التحرير
 0  0  1850