×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

اتقوا الله يا صناع الاشاعات


( اتقوا الله ياصناع الاشــــاعـــــــــــات )



تجتاح الاشاعات المختلفة معظم مجتمعاتنا وعلى مستويات شتى . وحسب براعة الاعداد والاخراج أصبحت الاشاعات لدينا تضاهي ( النكت المصرية ) فلا تطلع شمس يوم إلا وهناك مجموعة من الاشاعات منها الصغيرة والمتوسطة ، أما ذات الحجم الأكبر فهي غالباً ما تكون اسبوعية أو شهرية . وبعضها يكون الاساس فيها حقيقياً أو شبهه ولكنه يتم تطويرها حتى تصبح بحجم الجبال عن طريق تناقلها وكلٌ يزيد أو ينقص حسب قدرته وتفننه في هذا المجال .

ومن السذّج والسذاجة اعتبار مثل هذه الاشاعات أداة للتسلية أو لفت النظر وتأكيد صدقيتها بالرغم أنها تتضمن أمورٌ مخيفة كالاعتداءات الدموية والسرقات والسطو على المنازل والمتاجر أو وجود أشباح أو جن في المكان الفلاني والمخيف أكثر هي الاشاعات المتضمنة الاختطاف واختفاء الاطفال والنساء وبنات المدارس أو فقدان أي من الأرواح البشرية وأشياء من هذا القبيل .

ولأننا شعب عاطفي ومسالم جداً والكثير من مجتمعاتنا بدائي التعليم والمدنية والتفكير فإن مثل هذه الاشاعات تسري سريان النار في الهشيم ولها خلفيات مدمرة على النفسيات وإشاعة الخوف وتأسيس العقد لدى الأطفال ومتوسطي الاعمار وحتى كبار السن ومع اننا نسلم بوجود مثل بعض هذه الاشاعات وحقيقتها فهي قليلة جداً ويتم التعامل معها من قبل السلطات بحذر شديد وسرية تامة غالباً ولكن المختصون في فن الاشاعات بسوء نية أو حسنها يطورونها حتى تصبح مسلسلات أو مسرحيات درامية وبطرقهم هذه تفقد بعض الاحداث مصداقيتها ويتمكن مرتكبوا بعض الاحداث المماثلة من الهرب والتعامل مع الاشاعات بذكاء فيستفيدون مما يقال ويتداول .

لذا نرى أن تتحلى مجتمعاتنا بالوعي والوقاية من نشر أو تصديق هذه الاشاعات المضللة وأن تقوم الجهات المسؤولة بالتركيز على برامج التوعية عن طريق الوسائل الاعلامية والمحاضرات في المساجد والمدارس وتكثيف الجهود لإستئصال هذه الظاهرة وأمثالها وزرع ثقافة الامن والثقة في المجتمع بدءً بالنشأ وانتهاءً بالعامة ، وخير الكلام ما قلّ ونفع والله المستعان .

بقلم الاستاذ
سعيد بن علي الشهري
 0  0  2815