الاتحاد الخليجي أصبح ضرورة مُلحّه
( الاتحاد الخليجي أصبح ضرورة مُلحّه )
بقلم / محمد بن فراج الشهري ..
البادرة التي تناولها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتبنتها المملكة العربية السعودية وهي الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الخليجي وهو المطلب الذي كان يفترض بدول مجلس التعاون منذ سنوات أن تحققه فروابط الدم والأخوة والجوار تحتم على هذه الدول أن لا تكون منفردة وان تكون وحدة واحدة حتى تحافظ على أمنها ومكتسباتها واقتصادها ومواطنيها في ظل وحدة واحدة امتثال لقول الشاعر العربي
(تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا )
وليس المطلوب الاتحاد في أمر معين أو اثنين بل الواجب على دول الخليج أن يشمل اتحادها كل الأمور الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية حتى تكون جبهة واحدة موحدة لها ثقلها السياسي على المستوى العربي والإقليمي والدولي بما تحتوي من ثروات اقتصادية وريادة سياسية وموقع جغرافي .. مع مراعاة التطورات التي حدثت في السنوات الأخيرة على المستوى الإقليمي للمنطقة والتي تستدعي التعجيل بالتوحد ولم الشمل الخليجي على صعيد واحد .. وماحصل من تطورات وتداخلات مع بعض دول الجوار ومنها إيران يعزز من أهمية وجود الوحدة الخليجية ويجعلها مطلب أساسي من الآن وصاعداً لأمور مهمة أهمها وحدة الصف الخليجي وحماية مكتسبات دولة والحفاظ عليها وثانياً مراعاة التنامي المتسارع للأحداث الجارية المحيطة بدول الخليج والتسلح الإيراني الأخطر في المنطقة والذي لا ينبئ بنوايا حسنة لدول الخليج يتضح ذلك في منظومة الصواريخ " أس 300 " وأنظمة الصواريخ " تورام " والأنظمة المحلية الصنع " ميثاق-2 " المتنقل ومضادات الطائرات .
وتوسعها في تصنيع طائرات " الصاعقة " من الجيل الخامس التي تحاكي مقاتلات " أف 18 " الأمريكية كذلك تسعى لشراء منظومة " أس 300 " الروسية وكذلك إمدادها بالوقود النووي الروسي , ولدى إيران أيضا مجموعة من الصواريخ البالستية بعيدة المدى لاسيما صواريخ " شهاب 3 " والتي يصل مداها إلى 2000 كلم والتي طورها الإيرانيون بعد كشفهم عن تجريه جديدة لصاروخ " سجيل " البعيد المدى الذي يعمل بالوقود الصلب مع قدرة على المناورة والدقة في إصابة الأهداف كما أنها أجرت تجربة على أول صاروخ فضائي العام الماضي باعتبار أن مداه يتجاوز 5000 كلم وتدعي إيران انه مخصص للأغراض البحثية والعلمية .. ومايقلق في وضع إيران هو حجم الترسانة الصاروخية وعددها في الوقت الذي أشارت فيه معلومات استخباراتيه غربية إلى أن إيران قادرة على تصنيع 50 صاروخاً في السنة , كما أعلن وزير الدفاع الإيراني السابق علي شمخاني أن إيران تنتج صواريخ شهاب على غرار سيارات "بيكان" الوطنية وهي بالآلاف سنوياً.
كما أن تهديدات إيران لجيرانها لم يتوقف عند حد وخاصة منذ العام 2010 وحتى الآن والمصيبة الأخرى ماذكرته مجموعة " أكسفورد " للأبحاث من أن إيران بإمكانها في القريب امتلاك نحو 50 ألف جهاز طرد مركزي محلي الصنع , مخبأه في أماكن أمنة كما أن إيران تمتلك جيشاً نظامياً يفوق الـ500 ألف جندي والاحتياط 220 ألف والحرس الثوري 280 ألف وقوات التعبئة " الباسيج " 13 مليون وهم من الطلاب والمتطوعين على اختلاف أعمارهم.
كما أن لديها عشرات الآلاف من مرابض المدفعية ودبابات ذو الفقار عدد لا بأس به ودبابات " تي 72 " الروسية ومايقارب 480 دبابة وبوارج وفرقاطات وسفن أجنبية الصنع ومحلية وطائرات " ميج-29-وميج-31 " الروسية عدد غير معروف .
والعشرات من مقاتلات " اف-4 " و " اف-5 " و طائرات الصاعقة الإيرانية وغواصات روسية تعمل على الديزل وغواصات صغيرة ومتوسطة محلية الصنع وعدد من صواريخ " النور " البحرية و طربيدات سريعة من إنتاج إيراني .. والترسانه الايرانيه لا تتوقف عند هذا الحد بل تسعى لإضافة المزيد إلى ترسانتها الحربية سواء بالتصنيع المحلي أو بالشراء وكثر استفزازها في الأشهر الأخيرة بقيامها لأجراء العديد من المناورات العسكرية والتجارب الصاروخية والتدخلات السافرة في شؤون البلدان العربية والإسلامية شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً فماذا تنتظر دول الخليج حتى الآن.
إن التهديدات الإيرانية ليست موجهة بالتأكيد لإسرائيل فهي تدعي ذلك منذ 30 عام وتقول بزوال إسرائيل ولكننا نرى تحالفات تدار من تحت الطاولة وهي واضحة للجميع وليس للسياسيين فقط ولا ننسى تصريح الرئيس الإيراني باعتراف بلادة بإسرائيل في 24/9/2008 لصحيفة نيويورك ديلي نيوز الأمريكية حين أكد لها استعداد بلادة للاعتراف بإسرائيل كما أننا نرى بأم أعيننا أن إيران تنفذ حالياً كل ماهو في مصلحة إسرائيل والغرب كما أنها تتاجر بقضية فلسطين وتسعى إلى تفكيك الوحدة الفلسطينية من الداخل في أكثر من موقف كما أنها سعت بكل قوة لزعزعة آمن دول الخليج في كل قطر فهي تحتل 3 جزر إماراتية عياناً بياناً منذ 30 عام ولاتريد تفاوض ولا فتح ملفات وماتقوم به بالبحرين أصبح تدخل سافر مكشوف تموله وترعاه , وفي الكويت مشكلة ( الجرف القاري ) والخلاف مع إيران على ترسيمة , وتفكيك المجتمع الكويتي عن طريق الطوائف , ولا ننسى حزب الله الكويتي المدعوم من إيران وتعدى الأمر دول الخليج إلى ( مصر ) ولا يخفى على كل ذي لب ماتقوم به إيران من دسائس ومؤامرات داخل الضواحي والمدن المصرية ولا ننسى عندما تم القبض على خلية تخريبية وتغلغلها داخل الجماعات واستغلال الربكة في الأحداث الماضية على صعيد مصر .
وفي العراق مانراه من تفجيرات وعدم استقرار سياسي لأن من يحكم العراق الآن هم إتباع إيران الذين تغلغلوا في الباطن العراقي بسبب التشتت العربي والسياسة الأمريكية غير المنضبطة تجاه العراق بعد الرحيل وقبله.
أما في سوريا فحدث ولاحرج فقد كان الهدف واضح بجلاء تبلور ذلك في الأحداث التي تدور الآن في الشقيقة سوريا والتي نجح الإيرانيون من قبل في عزلها عن الآمة العربية وجعلها ممر لتزويد حزب الله بالسلاح المهرب والهيمنة عليها لضرب أهداف أخرى وكذلك الحال في باكستان وأفغانستان واليمن أن إيران تنفق نصف ثرواتها لزعزعة السلم العربي والإسلامي وإيران تستغل كل حادثة في الوطن العربي وغيرة وتشعلها وتغذيها بالمال والسلاح والأخطر من كل ذلك ( المخدرات ) ولا تتوقف عند حد بل تخترع كل يوم مايزعزع الأمن العربي في كل الاتجاهات وهنا لابد أن تدرس دول الخليج وضعها وتعيد حساباتها من أول وجديد وان تقوم ببناء مستقبل أجيالها بمزيد من الحذر والاستعداد لكل طارئ وان تعد العدة لقادم الأيام وخير عدة تبدأ بها هي ( الوحدة ) والترابط والتلاحم وعند تحقيق الوحدة بكافة مضامينها لن يستطيع أي دخيل أن يفسد الود الخليجي أو يعكر صفوة أبدا فهي مجتمعة قوة لا يستهان بها على المستوى الإقليمي والدولي وبإمكانها ردع كل من تسول له قواه أن يتدخل في شؤونها وتحد من غطرسته مهما كان تسليحه و غناه فالقوة لا يرهبها إلا قوة تفوقها وأهمها قوة ( الوحدة والتلاحم) نأمل أن نرى ذلك وقد تحقق في اقرب وقت ممكن فلا مجال لتضييع الوقت بكثرة الاجتماعات فالهدف معروف ولا يحتاج إلا إلى التنفيذ .
حفظ الله لنا دولنا من كل سوء وحفظ قادتها الأخيار وشعبها المسلم الآبي من كل شر وعلى الخير والمحبة والعطاء والتقارب يلتقي خليجنا بإذن الله والله الهادي إلى سواء السبيل ...
عقيد م / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com