×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مجلس الأمن لشكاوى العرب فقط

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج


بقلم / محمد بن فراج الشهري ..
بدون مقدمات واستذكار لكل ما جرى في الشهور الماضية أقول أن ما يحدث الآن في الشقيقة العربية سوريا يوضح بكل جلاء تباعد العرب عن قضاياهم المصيرية واختلافهم الذي يفسد الود والصفاء ويشعرنا بالأهانة والمذلة في كل قطر عربي .. لولا تباعد العرب واختلاف رأيهم ورايتهم .. لما اخذ المراهق بشار هذه المساحة من التدمير والقتل والتعذيب وإعمال كل ذلك في أبناء الشعب السوري ومفكريه ورواده وشيبانه وشبانه ولما استباح الحرمات كما حدث في قدوم هولاكو لبغداد وغيره من القادة المرضى الذين لايرويهم إلا الدماء ولايجدون في ذلك حرجا طالما أنهم لايجدون من يردعهم أو يوقف تصرفاتهم ..
والحقيقة المعروفة والمشهورة التي لاتخفى على كل ذي لب أن هنالك تآمر دولي من الدول المهيمنة على مجلس الأمن ومزايده وصفقات على سوريا الشقيقة اتضح ذلك في السكوت الأمريكي المعروف نواياه لماذا .. واتضح ذلك في تصرفات الحليف الرسمي الروسي وكذلك الإخطبوط الصيني .. والمستفيد الأول إسرائيل .. فالولايات المتحدة الأمريكية لاترغب في ذهاب بشار فهو من خان شعبه وأبقى الجولان تحت الاستعمار الإسرائيلي وهو من ريح إسرائيل وبعث فيها الاطمئنان وهيا لها المناخ لتستأ سد على الفلسطينيين الذين بقوا وحدهم بعد تسليم بشار وجميع زبانيته للعدو الإسرائيلي مما جعل الاسرائيليين يشعرون بالارتياح لوجود حاكم يعمل لصالحهم في سوريا فلماذا لايساعدونه على البقاء .. وكذلك أمريكا ومن يدور في فلكها ، إذ أن من صالح إسرائيل أن يبقى بشار النصيري ووجوده يبعث الاطمئنان ويكرّس الاحتلال في الجولان وفي فلسطين .. الذي دعاني لكتابة هذه المقالة هو أنني تذكرت قول (مارجريت تاتشر ) وذلك خلال النزاع الذي وقع بين الأرجنتين وبريطانيا على جزر (فوكلاند) قيل وقتها لرئيسة وزراء بريطانيا (مارجريت تاتشر) لماذا لاتلجأون إلى مجلس الأمن لفض النزاع عوضا عن اللجوء إلى الحرب .. فقالت : ما معناه : قد تركنا مجلس الأمن للعرب ليرفعوا إليه شكواهم ، أما نحن فننتزع حقوقنا بأيدينا ، وأظن أن في هذا الكلام من الاهانة والوضوح ما يكفي .. إذ أن العرب لم يتفقوا على رأي موحد وإجراءات صارمة موحدة . الدولة الوحيدة التي وقفت بكل وضوح وصراحة هي المملكة العربية السعودية ومنذ اندلاع الشرارة الأولى قالت رأيها دون مواربة أو تلون كما كان رأي الملك عبدالله واضح وصريح دون لبس أو غموض .. فلماذا لم تحذوا الدول العربية هذا النهج .. طالما أن القضية واضحة ولا تحتاج إلى تفسير .. الشعب السوري الشقيق يهان .. تستباح الحرمات .. يقتل الرضع .. تنتهك الأعراض أمام الملأ عيانا بيانا ماذا ينتظر العرب ، لقد قالت الثكالا وصاحت منادية (وعرباه) ولا من مجيب كما أننا نرى سكوت غريب على التدخل الإيراني الواضح والسافر للشؤون العربية .. ووقوفه بكل بذائة إلى جانب ربيبه بشار .. وإمداده بالسلاح والخبراء وشبيحة إيران إضافة إلى شبيحة الأسد وهم يريدون بذلك أن يتمكنوا من سوريا كما تمكنوا من العراق وأصبحوا في كل شبر فيه بفضل التفكك والانشغال العربي بالخريف والربيع والصيف الذي لن يزيد العالم العربي إلا دمار وضعف وإنهاك لكل مقومات الأمة العربية .. الم يأن للدول العربية أن تستفيق وتنظر لما يحيط بها من مخاطر جسيمة لا تحمد عقباها . ألا يوجد طريقة لإيقاف المذابح للشعب السوري الشقيق . هل سنظل نستجدي الغرب والدول الكبرى لحل مشاكلنا والتدخل في أمورنا .. لماذا لا نقف صفا واحدا ضد التأييد السوفيتي والصيني وغيره .. ونهدده اقتصاديا وسياسيا ودوليا بما لدينا من قوة اقتصادية ضاربة تجعل الشركات الروسية والصينية تغير اتجاه البوصلة .. فليس لديها الكثير في سوريا لكن بشار حليف رسمي لروسيا وحليف مبطن لإسرائيل شاء من شاء وأبى من أبى . يجب على العرب أن يدركوا هذه الحقيقة وان يقوموا بما عليهم من واجبات لان الأيام القادمة تشير إلى صفقات على حساب الشعب السوري لكي لاينهار بشار واهم هذه الصفقات بين بشار وإسرائيل برعاية روسية تنص على تدمير الأسلحة الجرثومية والكيماوية السورية ، وتحجيم حزب الله واستعادة صواريخه مقابل منع التدخل العسكري والأطلسي والعربي والتركي ومنع تسليح الجيش الحر بضمان أمريكي والمؤشرات واضحة في هذا المجال إذ أن السفن الحربية والروسية تتمخطر قبالة الساحل السوري لحماية نظام بشار .. فماذا تنتظروا أيها العرب .. وماذا ينتظر مجلس الأمن وهو يرى البحرية الصهيونية والروسية تشكل حماية أيضا للبوارج الإيرانية لعبور قناة السويس لإيصال الأسلحة والذخائر إلى عصابات بشار .. ماذا ينتظر الأخوة العرب هل فعلا سينامون على بوابة مجلس الأمن حتى يقتل عموم أبناء الشعب السوري ورموزه المخلصة والوطنية ثم ينهضون على رفات الثكالى والشهداء .. لابد أن يقوم العرب بما يمليه عليهم واجب الدين والأخوة والدم العربي واللغة ، السكوت على ما يجري يعد مؤامرة يشترك في استمرارها كل العرب ولابد من حل سريع وعاجل وان نستفيق قبل أن تحدث كوارث اكبر مما حدث والله من وراء القصد .. وهو الهادي إلى سواء السبيل ..


محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com

بواسطة : ابو فراج
 0  0  2511