وجهة نظر خاصة .. حول الضربة القاضية
حسين بن شار
إن الثقافة التي يتلقاها الطفل اليوم , ومن خلال الإعلام المرئي ( خاصةً ) الغاية منها الإسهام في التأثير على أخلاقه وقيمه , ومن أجل ذلك لابد من أن تكون هناك جهود إضافية من قبل الأسرة ومن بعدها يأتي دور المجتمع , وهذه الجهود تبذل في سبيل إيجاد بيئة ثقافية مناسبة للنشء.لا يخفى على الجميع مايقوم به الإعلام الفضائي من نشر لكل ماهو مربح مادياً قبل أي تربية أو تسلية للطفل , فهناك المئات من القنوات الفضائية التي تتبع الطرق الربحية في بثها المرئي واستخدامها لنفس المادة الثقافية التي بثت عبر القنوات الأخرى , وليس هناك فرق إلا في التوقيت الزمني لبث مثل هذه المواد الثقافية الخاصة بالطفل .
إنها تعتمد على الأفلام الكرتونية , والتي تخلط بين الواقع والخيال , وهذه المواد التي تبث لايمكن ومع الأسف أن تبني شخصية متزنة للطفل أو تغرس فيه قيماً أخرى ذات فائدة لنفسية هذا المتعلم الجديد للحياة .
إن هذه الثقافة المعلنة عبر هذه القنوات تعتمد على بث روح العداوة بين الأطفال عندما يخرجون بحصيلة كبيرة من الكلمات العدوانية مثل " أنا السهم القاتل " أو " الضربة القاضية " أو ماشابه ذلك من الواقع الخيالي لهذه المواد .
لقد حز في نفسي ذلك المنظر الذي وقع أمام ناظري لمجموعة من الأطفال , وهي تردد تلك الكلمات مع استخدامها للعنف المتدرج , والذي تم تعلمه بكل تأكيد من خلال مشاهدتها لنفس المادة الكرتونية المعروضة عبر القنوات الفضائية .
