×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الغربال 3 (الحقيقة)

الغربال 3 (الحقيقة)
الحقيقة

قال الفضل بن عيسى الرقاشى في قصصه : «سل الأرض فقل مَنْ شق أنهارك , وغرس أشجارك , و جنى ثمارك ؟ فإن لم تجبك حواراً أجابتك اعتباراً»(1) , وفي ذلك يقول الشاعر (2) :


قل للطيب تخطفته يد الردى=من يا طبيب بطبه أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما=عجزت فنون الطب من عَافاكا؟
قل للصحيح يموت لامن علة =من بالمنايا يا صحيح دهاكا ؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة=فهوى بها مَنْ ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الز=حام بلا ارتطام : من يقود حطاكا
قل للجنين يعيش معزولا بلا=راع ومرعى ما الذي أبكاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى=فاسأله من يا نخل شق نواكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه=فاسأله من ذا بالسوم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش أو تحيا=وهذا السم يملأ فاكا
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت=شهداً وقل للشهد من حلاكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان=بين دم و فرث ما الذي صفاكا؟
قلت : إن ذلك كله يقود إلى الإيمان بالله وحده , وانه الحي القيوم الخالق البارئ المصور : «الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون»(3)
ــــــــــــــــــــــــ



(1): الجاحظ , «البيان والتبيين»167,168
(2): هذه الأبيات على ضعف أسلوبها للشاعر المصري المعاصر إبراهيم بدوي .
(3): سورة النحل من آية 88 .



أ.د ـ عبد الله بن محمد أبوداهش




هذا المقال من عمود الأسبوعي الذي كان ينشر في جريدة الجزيرة كل يوم سبت , تحت عنوان « الغربال » ومضى علية زمن يزيد على ستة أعوام , ثم توقف

 0  0  7939