×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عفوا جاري إنها مجاري

عفواً جاري إنها مجاري


تساءل أحد سكان مدينة تنومة عن سبب هذه الحفريات الضخمة وهذا المشروع الجبار والذي أخذ كل الجهد والوقت والإزعاج للسكان، عندما قال له جاره: إنني بحثت هذا اليوم عن وايت ماء للشرب لأنه لا يوجد قطرة ماء واحدة داخل منزلي وقد هلكت ماشيتي ومزرعتي، فأنت كما تعلم عن معاناتنا جميعاً، فقد جفت الآبار الزراعية وقلت الأمطار ولم تعد تهطل بغزارة كالسابق، وأصبحت المياه غورا فلا ارتوازي يكفي ولا آبار تروي ولا وايتات تغذي ولا مصادر للمياه تغني.
قال له جاره مبشرا له : أسمع أزف إليك التهاني والتبريكات، فهذا المشروع الضخم سوف ينهي معاناتنا المستمرة ويجود بالماء الغزير العذب لمنطقتنا التي تعاني من العطش الشديد وتسد حاجة العباد والبلاد للماء قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي) صدق الله العظيم.
فقال له جاره وهو مبتسم ابتسامة حزينة وقد ارتسمت على وجهه الدهشة والاستغراب وقال بلغة كلها حزن وألم ومعاناة : عفواً جاري إنها مجاري!!! , وليست مشروع ماء عذب جاري!!

ومن هنا نجد سؤال يفرض نفسه هل مشروع الصرف الصحي أهم من مشروع حيوي وهو إيصال مياه الشرب عن طريق محطات التحلية إلى المدينة والتي أصابها القحط والجفاف منذُ سنين طويلة!!
وهل الحياة سوف تتوقف إذا لم يكن هناك صرف صحي أم أن السكان والمزارع سوف يعيشون بدون ماء سؤال ارجوا أن تضع المديرية العامة للمياه بعسير تحته ألف خط وخط؟!!

هل هذه الأولويات في نظركم وفي خططكم التنموية للمنطقة عامة ولمدينة تنومة خاصة؟!!
وهاهو مدير عام المديرية العامة للمياه بعسير يصرح إلى أن الموازنة التي تم اعتمادها بلغت مليار و550 مليون سيكون لها دور كبير في استكمال البنية التحتية للمياه والصرف الصحي بالمنطقة وتحقيق التوجه العام للدولة بالاهتمام بمشاريع المياه والصرف الصحي لما لها من علاقة مباشرة بصحة الإنسان ورفاهيته وتحسين بيئته المعيشية.

نعم إن مشاريع الصرف الصحي لها علاقة مباشرة بصحة الإنسان ورفاهيته وتحسين بيئته المعيشية، أما المياه وتوفيرها لأهل المدينة وسكانها فإنها من الأمور الثانوية وغير المهمة وليس لها الأولوية!! أيصدق مثل هذا الكلام !! عجبي فهو أغرب ما سمعت !!.

الجدير بالذكر أن هناك تعثر في تنفيذ مشروع الصرف الصحي بتنومة من قبل الشركة المنفذة إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبيئة المحيطة بالمشروع والقرى والمزارع القريبة منه!! هكذا يقول الخبر !!.

من منا لا يحب مدينته ولا يتمنى أن تكون من أفضل المدن وأن تتوفر لها كل مقومات الحياة الكريمة والتنمية والرفاهية ومن ضمنها الصرف الصحي ولكن..
أين الأولويات في اختيار المشاريع حسب أهميتها وحيويتها وحاجة السكان الماسة لها؟!!
وقد ثبت أن عدم التخطيط الجيد لأي مشروع يدخل ضمن إهدار المال العام ويضع الجهة تحت المسئولية والمساءلة!!



سعيد بن علي الفقيه
Saas1000@hotmail.com
الرياض
 0  0  2258