×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

( بل هكذا ترد الظماء وتصدرُ )

(بل هكذا ترد الظماء وتصدرُ)


ا
طلعت مؤخراً على مقال الشقيق (أبو رعد ) والذي استعرض فيه عدة نقاط وأنا هنا أشكره لإدلائه بدلوه في موقعنا هذا . أما ما استعرضه من إثارة موضوع الشعر الشعبي رداً على مقالتي ( ما أحوجنا للأعتدال ) أقول :

1- لايوجد خلط أو سوء فهم لما اوضحته في مقالتي المنوه عنها فكل ما اوردته مترابط مع بعضه .
2- أما التسفيه فإننا نربأ بانفسنا عن السفاهة والسفهاء ولا نسفه أحداً ولا حسابات مع أحد لتكون التصفية على هذا النحو .
3- الشعر الشعبي أصبح معظمه يستخدم لإيقاظ العصبيات القبلية والغزل السامج والتكسب والبحث عن الشهرة باعتباره من أسهل الطرق لعدم إلتزامه بقواعد النحو والصرف وافتقاره لسلامة السبك والبلاغة وباعتباره شعر الاميين فإنه من السهل استخدامه لأغراض محدودة. ونذم من الشعر بصفة عامة ما كان للتزلّف والمديح والتدجيل والتطبيل وأكثره شيوعاً الشعر العامي.
4- هل كل من يكتب أو يجيد نظم أو رص بعض الكلمات ويسميها شعراً يلقب صاحبها بالشاعر ؟؟ فليتك تطوف على المكتبات أو بعضها كم هي مكدسة معظم النتاجات الشعرية ومكوثها في أسافل الادراج وقد غطتها الاتربة وربما كان هذا مكانها الصحيح ولكثرة ما نشر من هذا النوع تحت عناوين مختلفة يتبين لأي مطلع ضعفه وتدني مستواه شكلاً ومضموناً ومعنى فإن أغلبه مدعاة للسخرية أما الشعر الذي يستحق أن يقال له شعراً فإننا نقدره ونقدر اصحابه خاصة إذا كان يعالج بعض قضايانا بعيداً عن التعصب والاسفاف.

وأما القول بأن الشعر العامي يرقى الى مستوى شعر الفصحى وهي اللغة الام فكلا وألف كلا وقد جانبك الصواب وجانبته وهذا كلام مردود لا يقرّه عقل ولا منطق واتساءل هل يوجد بيت شعر واحد من الشعر العامي في ثنايا مناهج التعليم ؟ في أي دولة أو اقليم او منظمة؟؟ ثم أن من يغرد خارج السرب أو خارج التغطية ويعمد الى التهويل والتضخيم وإيراد حجج واهية للمقارنة بين الفصيح والعامي إذ أن مساواته أو مقاربته لا تتفقان فالفصيح يكفي اسمه أما العامي فهو الهجين الملفق فالعربية هي لسان العرب والذي يمثل الشعر العربي جزءاً منها والدفاع عنها واجب على كل من يحمل الرسالة المثلى والقلم الصادق حتى وإن كان محدود العلم والألمعية في هذا المجال والمدافع عن ثوابت العربية ليس كالمتعصب لشعر (الدروشة والبشكات والمقاهي وسوالف ليل أو لفريق كرة قدم) ، فإن العربية التي ينبثق منها الشعر الفصيح هي لغة القرآن الكريم والتشريعات السماوية , فهل يوجد حديث أو قانون يُكتب باللهجات الدارجة ؟ أم هي باللغة الأم ؟ ولا يتمثل إلا بالفصيح من القول شعراً أو نثراً إذ أن العرب اشتهرت بالبلاغة لأن العربية مصدرها الأساس وليس ( حب يدك وخشها أو دسها أو طشها ... وما أدراك ) فلا جدلان ولا معطان وهذه الكوكبة مهما بلغ كمها إلا وهو قاصر عن الوصول لثقافة وشعر النخبة المتميزة ثقافةً وبياناً وأقول شعراً :
إن المغرد خارجاً عن سربه ،،، مهما يغرد انها لن تسمعه

ثم اننا نكتب للإصلاح الاجتماعي بدءاً بمجتمعنا الصغير نسبياً فالواقعية مطلوبة والوضوح أهم بعيداً عن الرمزية أو تلميع الكلمات وتنميق العبارات وابتذال الانشاء فقد تجاوزنا هذه الانماط وكذلك رعاء وإيراد واصدار المواشي فالقراء يعرفون ماذا يقرؤون وأقول شعراً

نضع النقاط على الحروف لعلّها ،،، تجلو الحقيقة للأصمّ المبصرِ

وأقول في معنى آخر

إنما نورد الظّماء لتروى ،،، وهي غرثى وبعد ريٍّ تعودُ

أما جهلي بالشعر الشعبي الذي يغطي مساحة واسعة مثل ما قلتم فإن لدي ما هو أهم منه وليته كجهلي بصحافة مجنونة القدم والتي ليس من نتاجها أو معظمه إلا استخدام العبارات المهيجة للأعصاب وإحياء فوضى المناكفات والمشاكسات التي تهدر الوقت وتحفز على التخلف الفكري والثقافي وعدم الارتقاء به الى مستواه الذي يجب ان يكون عليه . وإننا نحترم النقد الهادف والبناء الذي يخدم الكلمة والمجتمع أما النقد الفاقد للقيمة والمعاني واللجوء لإختلاق مواضيع ضعيفة أو هزيلة أو هفوة من الهفوات فإن ذلك ليس نقداً بل تطفلاً وليس مثل ما قلتك ( عنز ولو طارت) وأيضاً ( .... نطّت .....) مع بالغ الاعتذار للقراء والمحبة والاحترام للشقيق وختاماً أقول


فإذا انتضى هذا المحارب سيفَهُ ،،، قلنا أعده فغمدهُ أولى بهِ

والله المستعان .


بقلم الاستاذ
سعيد علي الشهري
 0  0  2723