×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ليست كل العادات حميدة ( 7 )


التنافس الأعمى . والاستنزاف المفرط للمياة

ونحن كمجتمع قروي فلاحيّ في الأصل وحبنا للأرض والزراعة لا شك فيه مطلقاً لكننا لم نعد نهتم كثيراً بزراعة الحبوب كالذرة والقمح والشعير والعدس ( البلسن ) فلأن الزراعة أصبحت تكلف كثيراً من حرث وحصاد الى جانب قلة الأمطار والتقلبات الجوية إضافة الى غلاء الأيدي العاملة والتكاليف المصاحبة فقد عمد الكثير من أصحاب الأراضي الزراعية الى تأجيرها على العمالة الوافدة وخاصة المصرية لأستغلالها بزراعة الفاصولياء والطماطم فكان تبعاً لذلك حفر عشرات بل مئات الآبار الارتوازية العشوائية والمتقاربة وبنسب متفاوتة العمق وكلما استنزف مخزون أي بئر يتم حفر أخرى حتى أصبح الخطر يداهم منطقتنا بالتصحر واجتثاث أي مخزون مائي
ومن المؤسف أن معظم أصحاب الأراضي الزراعية يقلدون من سبقهم أو جيرانهم في التأجير والحفر حتى شمل البلاء أغلب المنطقة إن لم تكن كلها واستنزفت الثروة المائية التي تكونت حسب الدراسات الجيولوجية منذ العصور الجليدية ولم نجد من يرحم هذه الثروة من الاستهلاك المفرط من قبل العمالة المستأجرة أو أصحاب الوايتات والمقاولين للسقيا فأصبح أي مخزون يتم الحصول عليه بواسطة الحفر لا يدوم لأكثر من عام واحد أو أقل من ذلك ثم يتم حفر آخر وهكذا حتى أنه لا يبعد الحفر عن الآخر في مواقع كثيرة عن عشرة أمتار وذلك تحت ضغوط العمالة والطمع وحباً في الكسب السريع ، وهذا التصرف ينذر بعواقب بيئية خطيرة الى جانب خسارة المخزون المائي وصعوبة تعويضه خاصة وأن الأمطار الموسمية لم تعد كالسابق لوقوعنا ضمن دائرة الدورة الفلكية المتقلبة ونتيجة لما سبق فإن مئات الآبار الارتوازية قد نضب مخزونها ولم يعد أي بئر من الآبار القديمة التقليدية يوجد بها أي منسوب مائي فإن الحفاظ على أي منسوب مائي أو مخزون لا يزال أمانة في الأعناق بحيث لا يستغل لأي نوع من التجارة

فالماء أهم من أي مال ولا تضاهيه أي ثروة أخرى فاتقوا الله ولا تسرفوا ودعوا التنافس في التأجير والبيع فالمستفيد ثبت أنه غيركم لأن هذه الممارسات أصبحت مقلقة وعسى الأ تكون ضمن العادات الغير حميدة السائدة في مجتمعنا والله المستعان .

بقلم الأستاذ
سعيد علي الشهري
 0  0  2877