الغربال 3
قال مالك بن حريم الهمداني :
قلت : انظر إلى البيت الأخير , ستجد صورة حقيقة لهذا المعدم المحتاج , هو إنسان يحسّ كما يحسّ غيره , يحب مكارم الأخلاق , ويرغب في علو المعاني , واستقامة المنهج , ولكنه لا يجد الأسباب : قليل ذات اليد , فقير معوز , والمقام يحتاج إلى متاع ينهض في رحابه بما يريد , والله سبحانه هو الذي يرزق من يشاء , فلا مشاحة ولا اعتراض .
ألا ترى الألفاظ في هذا البيت نفسه , وهي تحمل المعنى وتؤديه , انظر إليها وهي تستجمع المعنى لتحقق المحصلة التي نعرفها جميعاً في مجتمعاتنا , ونعرف أصحابها , ولكنها لا تبخسهم حقوقهم , فلربما في سمت أنفسهم الكريمة ذوات الخصال الحميدة على هذا الواقع الاجتماعي المعروف فتدفعه , فالشمائل الرفيعة , والخلال السامية تدفن هذا العوز , ولغيه , ومن حق المجتمع أن ينمي هذه المروءة ولا يلتفت إلى سواها , نعم هذه ألفاظ : «يرى» «درجات المجد» «يقعد» «لا يتكلم » تكوّن هذه الصورة الاجتماعية والفنية بما يجعل القارئ يتعاطف مع أصحابها , وهي في ذات الوقت نفسها تدعو للشفقة والاحترام معاَ علّ يدركها يحترمها ولا يبخس صاحبها حقه .
هذا المقال من عمود الأسبوعي الذي كان ينشر في جريدة الجزيرة كل يوم سبت , تحت عنوان « الغربال » ومضى علية زمن يزيد على ستة أعوام , ثم توقف
<div style="margin-left:auto;margin-...hesh.com</div>
أنبت والأيام ذات تجارب =وتبدى لك الأيام ما أنت تعلم
بأنَّ تراء المال ينفع ربه =ويثنى عليه الحمد وهو مذمم
وأن قليل المال للمرء مفسد=يحز كما حزّ القطيع المجرسم
يرى درجات المجد لا يستطيعها =ويقعد وسط القوم لا يتكلم
بأنَّ تراء المال ينفع ربه =ويثنى عليه الحمد وهو مذمم
وأن قليل المال للمرء مفسد=يحز كما حزّ القطيع المجرسم
يرى درجات المجد لا يستطيعها =ويقعد وسط القوم لا يتكلم
قلت : انظر إلى البيت الأخير , ستجد صورة حقيقة لهذا المعدم المحتاج , هو إنسان يحسّ كما يحسّ غيره , يحب مكارم الأخلاق , ويرغب في علو المعاني , واستقامة المنهج , ولكنه لا يجد الأسباب : قليل ذات اليد , فقير معوز , والمقام يحتاج إلى متاع ينهض في رحابه بما يريد , والله سبحانه هو الذي يرزق من يشاء , فلا مشاحة ولا اعتراض .
ألا ترى الألفاظ في هذا البيت نفسه , وهي تحمل المعنى وتؤديه , انظر إليها وهي تستجمع المعنى لتحقق المحصلة التي نعرفها جميعاً في مجتمعاتنا , ونعرف أصحابها , ولكنها لا تبخسهم حقوقهم , فلربما في سمت أنفسهم الكريمة ذوات الخصال الحميدة على هذا الواقع الاجتماعي المعروف فتدفعه , فالشمائل الرفيعة , والخلال السامية تدفن هذا العوز , ولغيه , ومن حق المجتمع أن ينمي هذه المروءة ولا يلتفت إلى سواها , نعم هذه ألفاظ : «يرى» «درجات المجد» «يقعد» «لا يتكلم » تكوّن هذه الصورة الاجتماعية والفنية بما يجعل القارئ يتعاطف مع أصحابها , وهي في ذات الوقت نفسها تدعو للشفقة والاحترام معاَ علّ يدركها يحترمها ولا يبخس صاحبها حقه .
هذا المقال من عمود الأسبوعي الذي كان ينشر في جريدة الجزيرة كل يوم سبت , تحت عنوان « الغربال » ومضى علية زمن يزيد على ستة أعوام , ثم توقف
<div style="margin-left:auto;margin-...hesh.com</div>