×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

"حقوق الإنسان" تدين "الحسبة"!

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
"حقوق الإنسان" تدين "الحسبة"!



صمتت هيئة حقوق الإنسان طويلا، إلا أن هذا الصمت خرج أخيرا وليته لم يخرج، حيث أخرجت تقريرا يوم السبت 29 محرم 1433هـ نشرته وتسابقت عليه الصحف كعادتها فيما يخص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المهم أتعلمون ما فحوى التقرير؟ إنه إدانة للهيئة بحجة واهية تقول "إن الهيئة تجاوزت صلاحياتها". وزعم التقرير كذلك "أن الهيئة تقوم بتفتيش الممتلكات الخاصة دون مبرر والقبض على النساء دون محرم والإجبار على التوقيع على محاضر دون قراءتها، بالإضافة إلى استخدام سيارات خاصة لنقل الموقوفين إلى أحد مراكز الهيئة" هذه خلاصة التقرير باختصار.
ما يثلج الصدر وكرد من بعض أبناء هذا الوطن (حسب الأخبار المصاحبة لهذا التقرير إلكترونيا) هو رفضهم لهذا التقرير، بل تعدى ذلك إلى الشكر والثناء للهيئة وجهودها الواضحة والملموسة في الحد من انتشار المنكرات ومنع "المعاكسات" وحماية المرأة من التحرش بكافة صوره وأشكاله، وأجمل ما قيل كذلك ضمن هذه الردود المعبرة قول أحدهم (الأخطاء البسيطة تغطي عليها الأفعال الكبيرة للهيئة).
نفخر بمثل هؤلاء الأبناء البارين بوطنهم الغيورين على دينهم الحريصين على أسس وثوابت بلادنا الغالية، وعدم التأثر بما يحاك في الخفاء والحملات الشرسة والمسعورة التي يشنها الإعلام وبعض المنتمين له على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نحن لا ننزه بعض المنتمين لجهاز الحسبة عن الخطأ لأنهم ليسوا ملائكة بل هم بشر مثلنا، فكلنا خطاءون وخير الخطاءين التوابون، لكن السؤال المحيّر: لماذا أخطاء أفراد "الهيئة" تضخم ويهتم الإعلام بنقلها وإبرازها؟ الإجابة وبكل بساطة: أن هناك من يمني النفس بألا يكون للهيئة أي وجود على أرض هذا الوطن.
هناك أجهزة حكومية ارتكبت وما زالت ترتكب أخطاء شنيعة راح ضحيتها الكثير من الأبرياء ووزارة الصحة على رأس القائمة.. فأين الإعلام والإعلاميين عن ذلك؟ أين المنصفين؟
الحقيقة التي يجهلها أو يتجاهلها هؤلاء هي أن هناك دراسة ميدانية قامت بها جهة علمية محايدة لدراسة جهود الهيئة وصورتها لدى المجتمع، مدعمة بالأرقام، وعنوان الدراسة (دراسة وقوعات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دراسة ميدانية لأنواعها، حجمها، أسبابها، الآثار المترتبة عليها، وأساليب الحد منها)، وكانت النتائج ما يلي:
1. دلت الدراسة على أن نسبة (90 %) وصفوا تعامل أعضاء الهيئة بالعادي أو اللطيف.
2. إن الاتجاه العام في المجتمع السعودي نحو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمبدأ وشعيرة وجهاز وأعضاء إيجابي وبدرجة عالية.
3. إن اتجاه مرتكبي الوقوعات نحو الهيئة إيجابي وقوي إلا أنه يختلف باختلاف نوع الوقوعة، حيث يرتفع في مرتكبي وقوعات العقيدة والعبادة والمطبوعات، بينما يقل هذا الاتجاه في مرتكبي وقوعات المخدرات وأصحاب المحلات التجارية.
4. إن الاتجاه العام نحو أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إيجابي.
5. دلت الدراسة على أن (85 %) من أعضاء الهيئة حصلوا على دورات تطويرية، وأن (15 %) منهم يجيدون لغة أخرى غير العربية، وأن (63 %) منهم يجيدون التعامل مع الحاسب الآلي.
أما فيما يتعلق بدراسة المشكلات الميدانية دراسة ميدانية تقويمية لمشكلات العمل في مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنفذة عام 1429هـ فقد قاست الصورة الذهنية للجهاز في المجتمع وخرجت بأن درجة تحقق مؤشرات الصورة الذهنية عن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إيجابي لدى أفراد العينة من العاملين في الجهات ذات العلاقة بعمل الهيئة؛ حيث بلغت نسبة مئوية مقدارها (74 %)؛ وهذا يوضح أن الصورة الذهنية عن الهيئة لدى أفراد العينة تتسم بالإيجابية بدرجة جيدة.
وقد جاء كذلك: أن الهيئة مؤسسة حكومية تقوم بوظيفة مهمة في المجتمع بالمرتبة الأولى بنسبة مئوية مقدارها 92 %.
المسؤولون في الدولة كانوا جزء من أداة الدراسة عن طريق المقابلات الحرة، على رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وغيرهم من المسؤولين في جميع مناطق المملكة، وقد لمس الفريق من خلال هذه المقابلات الثناء على الهيئة، وبيان مكانتها المهمة، التي لا يجادل فيها أحد، وكذلك أثرها في حفظ الأمن في المجتمع، وذكروا بعض الإيجابيات، منها:
1. الهيئة من أقل الأجهزة الحكومية أخطاء، وما ينسب للهيئة من أخطاء فإنما هي مضخمة.
2. للهيئة جهود جبارة في مكافحة الجريمة.
3. رجل الهيئة يبذل جهداً كبيراً في عمله؛ فهو يتميز بأنه لا ينظر في الوقت، بخلاف غيره.
4. أفاد بعض المسؤولين أن رجال الهيئة متمكنين من عملهم، فمحاضرهم تأتي واضحة، ويتميز عملهم بقوة الضبط والمسوغات والقرائن والتعابير اللغوية الدقيقة.
ختاما.. أقول مثلما قال أحد الكتاب الذي سبقني في مقالٍ منصف عن الهيئة، حيث ذكر أن بعض الأطروحات الصحفية هي دعوة من منطلقات ليبرالية أخذت على عاتقها التغريب والاحتفاء بالنموذج الغربي للحرية الشخصية، الذي أصبح مجال مراجعة ونقد في الغرب ذاته.
كما أنني أتمنى أن أرى تقريرا ممثلا من هيئة حقوق الإنسان يدين وزارتي (التربية والتعليم والنقل) معاً نتيجة ضحايا الطرق والحوادث من المعلمات والطالبات اللاتي يغادرن منازلهن قبيل طلوع الفجر بينما الأسر تضع أيديها على قلوبها بين انتظار العودة ووصول خبر مفجع.
ثم أين "حقوق الإنسان" من قيام بعض الشركات الكبرى بالفصل التعسفي لبعض الموظفين من أبناء الوطن، واسألوا وزارة العمل عن هذه الشكاوى, إضافة إحلال الأجنبي وغيرها الكثير والكثير.
أما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالمجتمع بأسره شاهدٌ على إنجازات هذا الجهاز التي ما زالت تتوالى ويسطرها رجالها الأفذاذ في جميع مناطق المملكة، فما هي إنجازاتكم يا "حقوق الإنسان"؟




وقفة أخيرة
كفانا انهزامية واتباعا للغرب، فلم يتبق لنا إلا ديننا وتعاليمه، أم تريدون أن تحرمونا منها أيضاً؟
(من درر الدكتور طارق الشدي ـ في مقاله "بين الهيئة واليمامة").





عامر الشهري
الرياض
Am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  3534