ليست كل العادات حميدة ( 6 )
المبالغة في المديح أمرٌ قبيح
وهذه الحلقة تخص ما يدور في مجتمعاتنا من أساليب متعددة للمديح وخاصة بين المنتفعين والمداهنين والمتسلقين بل وربما المنافقين . فقد أصبح المدح والممادحة موضة يتفنن أصحابها في ابتكار أساليبه وعباراته ، واستشرى في أماكن ومجالس ومواقع كثيرة فعسى ألا يكون مع استمراره ضمن العادات الممقوته التي يجب تنظيف مجتمعاتنا منها وتبعاتها وشرورها فإن المديح والمبالغة فيه والإغراق في ابتذال عباراته وصياغته مدعاة للأشمئزاز ففي مجالس المناسبات أياً كانت تدور عدة جوانب منها السئ ومنها الحسن فمن مساوئها المديح الذي لا مبرر له أصلاً كقولهم ( فلان مطلق - وفلان يذبح للراس راس - مقدم ربعه - بيته مفتوح ) ومن هذه العبارت وعكس ذلك ( فلان الله المستعان - فيه كذا وكذا ) فهذه أولى مساوئ المديح إذ يجر الى نقيضه ( الذمّ)
وكذلك تدخل عبارة الاعتذار وهي في قالب مدحيّ مثل ( حضرت وماحضر واجبك - سوينا واجب البطون وواجب التقدير معروف - لو نذبح كل يوم ما جمّلتنا) وهكذا
أما الأدهى فهو ما يدور في المنتديات والمواقع وبعض المجالس أيضاً من مدح بعض الشعراء أو الكتّاب وهي من العيار الثقيل كالقول ( الشاعر الكبير - الاستاذ الجليل- والاديب الكبير ) بينما لو وُزِنَ نتاج أو إبداع الممدوح إن وجد لما كان يساوي الحبر الذي كتب به امتداحه فماذا تُرك لجهابذة المفكرين والمبدعين الذين أسمعوا الدنيا روائع شعرهم وأدبهم وأفنوا حياتهم أو معضمها في خدمة الأوطان ومجتمعاتهم بعيداً عن المدح واستجداء الثناء وتبادله مثلما يحدث الان.
ولأن الواقعية في كل ما يقال ويكتب مطلوبة في أي حين فإن التعامل من هذا المبدأ هو الأجدى والأمثل والاكتفاء بالعبارات التي تُطيّب الخاطر لمن يستحقها كقول ( بارك الله فيك - وفيت وكفيت - أحسنت أحسن الله إليك - شكر الله لك ) بعيداً عن التملق والمداهنة والمجاملات بأساليب المديح والتي لا تجلب للمادح والممدوح إلا وبالاً حتى إنه يثقل كاهل الممدوح أحياناً بالغلو في مدحه وتحميله مالايطيق سواء استحق ذلك أم لا . فالواقعية مطلوبة فأين ننحن منها ؟؟
ويكفينا الإقتداء بنبي الرحمة ورسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه ففي صحيح مسلم أن رجلاً جعل يمدح عثمان فعمد المقداد فجثى على ركبتيه وكان رجلاً ضخماًفجعل يحثو في وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب . صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وخير الكلام ما قل ودل وكفى .
وكذلك تدخل عبارة الاعتذار وهي في قالب مدحيّ مثل ( حضرت وماحضر واجبك - سوينا واجب البطون وواجب التقدير معروف - لو نذبح كل يوم ما جمّلتنا) وهكذا
أما الأدهى فهو ما يدور في المنتديات والمواقع وبعض المجالس أيضاً من مدح بعض الشعراء أو الكتّاب وهي من العيار الثقيل كالقول ( الشاعر الكبير - الاستاذ الجليل- والاديب الكبير ) بينما لو وُزِنَ نتاج أو إبداع الممدوح إن وجد لما كان يساوي الحبر الذي كتب به امتداحه فماذا تُرك لجهابذة المفكرين والمبدعين الذين أسمعوا الدنيا روائع شعرهم وأدبهم وأفنوا حياتهم أو معضمها في خدمة الأوطان ومجتمعاتهم بعيداً عن المدح واستجداء الثناء وتبادله مثلما يحدث الان.
ولأن الواقعية في كل ما يقال ويكتب مطلوبة في أي حين فإن التعامل من هذا المبدأ هو الأجدى والأمثل والاكتفاء بالعبارات التي تُطيّب الخاطر لمن يستحقها كقول ( بارك الله فيك - وفيت وكفيت - أحسنت أحسن الله إليك - شكر الله لك ) بعيداً عن التملق والمداهنة والمجاملات بأساليب المديح والتي لا تجلب للمادح والممدوح إلا وبالاً حتى إنه يثقل كاهل الممدوح أحياناً بالغلو في مدحه وتحميله مالايطيق سواء استحق ذلك أم لا . فالواقعية مطلوبة فأين ننحن منها ؟؟
ويكفينا الإقتداء بنبي الرحمة ورسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه ففي صحيح مسلم أن رجلاً جعل يمدح عثمان فعمد المقداد فجثى على ركبتيه وكان رجلاً ضخماًفجعل يحثو في وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب . صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وخير الكلام ما قل ودل وكفى .
بقلم الأستاذ
سعيد علي الشهري
سعيد علي الشهري