وزارة التربية والتعليم......النماص أنموذجاً
وزارة التربية والتعليم......النماص أنموذجاً
عندما تصف وزارة من وزارتنا عملا بأنه أنموذجا, تتهافت الأسماع والأنظار لمعرفة أدق التفاصيل حول هذا الأنموذج, ولكن نماذج وزارة التربية والتعليم التي يشاد بها مؤخرا أشبه ماتكون بالأنظمة المستبدة في مصادرتها للكفاءات وإقصاء المتميزين والباحثين التربويين وإذكاء روح العصبية القبلية والإبقاء على مدراء تربية وتعليم لما يربو عن عقدين من الزمن حتى تجرأ بعضهم فينصب احد أبناءه تارة وينحي الآخر تارة أخرى دون حسيب أو رقيب.
لقد فاجأتنا وزارة التربية والتعليم ممثلة في مستشارها الموسى عند زيارته لإدارة التربية والتعليم بالنماص الأنموذج المميز من وجهة نظر الوزارة الموقرة بوابل من الامتداح الذي لم أجد له وكثير من المتابعين مبررا, صارفاً النظر عن كثير من الممارسات المؤسفة في هذه الإدارة, كما صرف النظر غيره من زوار الوزارة لهذه الإدارة, إن الأنموذج التربوي ياسعادة المستشار الوزاري هو الذي يستثمر الكفاءات من حملة المؤهلات العليا والباحثين بدلاً من إقصائهم واستبعادهم حتى يأمن مدراء التربية والتعليم القدامى على مناصبهم ومناصب أبناء قبيلتهم, إن الأنموذج التربوي المعاصر يلغي التعصب القبلي المنتن الذي ذاع وشاع في إدارات التربية والتعليم ويغلّب جانب الحيادية والموضوعية في الاختيار, إن الأنموذج التربوي المعاصر يؤمن بتجديد القيادات بحسب دراساتهم وأبحاثهم التربوية والتعليمية لا لإعطائهم صكوكاً وحجج استحكام على هذه الإدارات ولأبنائهم وقبائلهم من بعدهم, إن اليابان وأمريكا رائدتا النماذج التربوية والتعليمية في العالم لم تتبوأن القمة عن طريق المحسوبيات والقبلية المقيته, ولا عن طريق الإبقاء على القيادات لفترات تزيد على عشرين عاماً كما في نماذجكم الفريدة, وإنما عن طريق الحيادية ونبذ التعصب, وختاماً فإن اختيار مدراء إدارات التربية والتعليم من أبناء تلك الإدارات يجر الكثير من الويلات المفضية إلى مستنقع العصبية القبلية والتحيز الجائر.
بقلم/ العنود مساعد
النماص