×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

صورة تهز المشاعر

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري

صورة تهز المشاعر



image




مؤسفٌ ومحزن حال المسلمين اليوم في ظل ما يشهده العالم من حملات مسعورة للنيل من الإسلام وأهله بشتى الطرق، بينما بعض قنواتنا وإعلاميينا وصحافتنا مشغولين بالتباري بالمقالات المجللة لسب الإداري الفلاني أو لدعم فريقه العلاني، بل نراهم في بعض الأحيان على شاشات التلفاز وعلى مرأى ومسمع من الجميع يتبادلون الاتهامات والشتائم وقد تصل في بعض الأحيان إلى القذف والتشهير .. ثم من أجل ماذا؟ من أجل أن يظهر أمام مشجعي ومحبي ناديه المفضل أنه المنتصر، "يا للعار" إلى هذه الدرجة وصلنا؟ نسيء إلى بعضنا كإخوة أبناء ديانة واحدة نعتز بانتمائنا لها وكذلك أبناء بلد واحد من أجل تعصب مقيت لا فائدة ولا جدوى منه.
عموما ليس هذا موضوعنا، رغم أن ما قلت قليل من كثير مما يظهر في إعلامنا خصوصا (المرئي والمقروء)، موضوعنا الأهم هو تلك الصورة التي ظهرت عبر وسائل الإعلام خصوصا الإعلام الإلكتروني، حيث تظهر فتاة فلسطينية لا تتجاوز السابعة من عمرها ملقاة على الأرض بينما جندي صهيوني واقف وقد وضع قدمه على صدر هذه الطفلة، وأمها بجانبها تضع يدها على رأسها من هول ما رأيت. إنه أمر يدمي القلب فأين المسلمين؟ وأين إعلامهم؟
أين هؤلاء الذين أزعجونا صباح مساء في القنوات لا هم لهم إلا الظهور وبطرق مخجلة، أين هم من هذه الصورة؟ لماذا لم يحرك إعلامنا المحلي ساكنا؟ لماذا على أقل تقدير لم يحظ هذا الموضوع بالنصيب الأكبر في صحافتنا بحيث تتصدر هذه الصورة صفحات جميع الصحف لعل وعسى أن تُشاهد من بعض كتابنا فيكون لها النصيب الذي تستحق من الكتابة.
أما الدول الغربية أمريكا وأخواتها ومجلسهم الموقر "مجلس الأمن" وحقوق الإنسان فلم نعول عليها سابقا حتى نعول عليهم اليوم لنصرة المسلمين، وهذا أمر طبيعي، فإذا كان بعض المسلمين مشغولين بتوافه الأمور وغائبين أو مغيبين عما يحدث لإخوانهم المسلمين في كافة أصقاع الأرض من إذلال وتعذيب وقتل واستباحة الحرمات ـ وإخواننا في فلسطين مثالٌ حي ـ المهم إن لم يهتم المسلمون لمثل ذلك ويظهروا هذه الانتهاكات ويبروزها في وسائل الإعلام المختلفة، وإلا فما الفائدة من هكذا إعلام إن لم يكن صوتا وصورة للمسلمين ولنصرتهم؟
أما إسرائيل بجنودها وأسلحتها وعدتها وعتادها فليس غريبا مثل هذه التجاوزات من دولة محتلة ومغتصبة، وهذه الصورة هي جزء من فصول الانتهاكات والحماقات والمجازر والتنكيل الذي ترتكبه دولة صهيون بحق الفلسطينيين "وما خفي كان أعظم" تحت حماية أمريكية دولية، (أو ليس أمن إسرائيل من أولويات أمريكا ـ كما قال أوباما ـ في كلمته التي أتى ليلقياها في أرض العرب كي يسمعوها ويفهموها جيدا).



وقفة أخيرة
تجاوز النظام السوري مرحلة قتل الشعب السوري وتعذيبه إلى قصف دور العبادة "المساجد"، حيث أظهرت الصحف صورة لمئذنة مسجد في مدينة دير الزور شمال شرق سوريا تعرضت للقصف عن طريق دبابات النظام.
إنها مؤشر نهاية هذا النظام بإذن الله. نسأل الله تبارك وتعالى أن يرينا في "بشار وزمرته وأعوانه من الرافضة وغيرهم" عجائب قدرته، وأن يرحم ويغفر لجميع الشهداء، وأن ينزلهم منازل الأبرار.. اللهم آمين.






عامر الشهري
الرياض
Am_alshry@hotmail.com

بواسطة : عامر الشهري
 0  0  4892