ليست كل العادات حميدة ( 5 )
زيارة المرضى
في الآونة الأخيرة - وبعد توفر المستشفيات واستقبال الحالات السريرية - جراء الأمراض المزمنة أو الشيخوخة أو حوادث الطرق وما الى ذلك أجارنا الله وإياكم يقوم الكثير من الناس بالزيارة للمريض أو المرضى والدعاء لهم بالشفاء وهذه حميدة فديننا الحنيف يحث على هذا التواصل والدعاء مع اخواننا المرضى والعرف الاجتماعي أيضاً يشجع على مثل هذه اللفتة من التكاتف والتعاون على البر والتقوى .
لكن الغير محمود رفع الصوت وإزعاج المرضى واقلاق العاملين في القسم وكثرة أسألة المريض أو المصاب والدخول بشكل جماعات والإكثار من الكلام والمزاح الذي يكون غالباً في غير مكانه والذي لا يمت بصلة للتخفيف عن المريض بل يسهم في إزعاجه و إزعاج المرضى المجاورين نزلاءالعنبر بشكل عام ثم الانتقال من غرفة لآخرى دون أن يعرف من هم في الغرف بل يدخل بشكل غير لائق وغالباً ما يكون هناك عائلات ومحارم هؤلاء المرضى يقومون بواجب الزيارة .
ثم أن البعض من الزائرين سامحهم الله يدلون بتوجيهات وإرشادات منها ( المستشفى هذا ماهو طيب ، يقولون في المكان الفلاني دكتور مشهور ، انقله للمستشفى العسكري ، ودوه للمستشفى الالماني والعلاني ، احسن له البيت ........... الخ )
ومن هذه الاقوال التي تدل على عمى البصيرة وضحالة التفكير وانعدام الوعي نستجير بالله ما ينعكس على صحة المريض والإحباط والوهم وازدياد سوء الحالة سواء للمريض أو لأقاربه ونحن في غنى عن إرشادات وتوجيهات مثل هذه الفئة من الناس
والأفضل ( بلا هالزيارة ) باللهجة الشامية .
وحتى أن المرافقين للمرضى يبدون إمتعاضاً شديداً من كثرة الأسئلة ورفع الأصوات ولكنهم على سبيل المجاملة يصبرون والأكثر من المرضى لايحب هذا النوع من الزيارات
وإن كانت عيادة المريض أمر مستحب فالزيارة الهادئة المحترمة الخالية من مظاهر الرياء والنفاق وبعيداً عن المبالغة في الأسئلة والأزعاج هي الزيارة المقبولة وما سواها فلا أظنه إلا نوعاً من الترفية او التمشية وليس القصد هو الأجر إذا خرج عن مضمونه والله أعلم بالنيات ، ولكن زيارات المرضى بالصورة التي ذكرت بعض جوانبها السلبية أصبحت من العادات المملة للمرضى على الأسرة البيضاء ومرافقيهم والطاقم القائم على العناية بهم إضافة الى أنه يمكن نقل عدوى المرض الى الزائرين او العكس سواء كانت إنفلونزا أو رشح أو بعض الأمراض الاخرى كفانا الله وإياكم وجميع المسلمين .
وطرح مثل هذا الموضوع هو التوعية وليس لمنع زيارة المرضى أو طلب إلغائها ولكن للتقليل من تكرارها والألتزام بالصمت والهدوء قدر الامكان إحتراماً لذات الشخص نفسه وللمرضى وبقية الموجودين أثناء الزيارة واحتراماً للمرفق الطبي الذي يسخر كل إمكاناته في الرعاية والخدمة والعناية بالحالات المرضية
فليتنا نتقبل التوعية ويصبح لدينا مجتمعاً يعي ما يقوم به وما يدور حوله ويحترم المشاعر له وعليه، شفانا الله وإياكم وكل مريض وهو المستعان في كل أمر .