الطب الروحي .. علم نَدَرْ !!
سمعنا عن الطب الشعبي .. الطب البديل .. الطب النفسي .. الطب النبوي وأنواع أخرى من مهارات الاستطباب ، لكن حتماً ليس من ضمنها الطب الروحي ؟ هذا النوع الذي لم أعرفه ولا أظن غيري سمع به إلا من كان قد وردته ذات الرسالة العشوائية التي اقتحمت بريدي قبل أيام ، كانت مبعوثة من شيخ هذه الطريقة المدعو " محمد الروحاني " ،الذي تقول الرسالة عنه " ساهم الشيخ محمد الروحاني - طيلة مسيرته العلاجية - في التأسيس لمنهج روحاني خاص في العلاج ينطلق من القرآن و يتشرب من مناهل العلم الروحي الخالص " يعني ( خلي بالكم فيه علم روحي مخلوط وشبه مخلوط .. الروحاني وبس ) .
عموماً أنا شبه متيقن أن اسمه الذي ذيل به رسالته اسم حركي لا علاقة له بهويته الحقيقية ؛ لسبب بسيط .. أن المجرمين دوماً لا يصرحون بأسمائهم أو بما يدل على كنههم وحقيقة أمرهم ، ولعل اختياره لاسم محمد من باب الروحانية أيضاً والإيهام أنه على قدر عال من التدين والورع .. طبعاً والدليل اسم محمد ( على اسم سيدنا النبي عليه أزكى الصلوات وأتمها ) ناهيكم عن المقدمة التي افتتح بها رسالته .. يعني بالمصري ( الراجل سره باتع .. وبتاع ربنا ) . هذا من ناحية كنه الشيخ والأسباب الموجبة للوثوق به .. فماذا عن آلية التطبيب والمعالجة ؟
أبان الشيخ الروحاني في رسالته المتطفلة هذه ؛ أهمية هذا النوع من المعالجة ، مؤكداَ على حتمية المعافاة به من معظم الأمراض ( بس كما قلنا سلفاً .. يجب أن تكون المعالجة بإشراف الشيخ زات نفسه ) ، حيث قال : " أكد الطب الروحي فعاليته وجدواه في مقاربة و علاج العديد من الأمراض المستعصية .. التي ظلت إلى عهد حديث تصنف تحت مسميات جانبت الصواب ( كالأمراض النفسية ، الأمراض الكامنة ، ..إلخ ).. و هي في حقيقتها أمراض ذات خلفية روحية سواء كانت مسا أو سحرا أو رصدا روحيا كيفما كان نوعه " الله الله .. لا أخفيكم أني لم أفاجأ إلا بمرونة الدجل وسرعة مسايرته لعصر التكنولوجيا والإنترنت !! فقد فهمت من الرسالة أن الشيخ لا يطلب أكثر من أن يكون بين يديك جهاز كومبيوتر مرفق به كاميرا صغيرة للمعاينة !! ومن يثم يرسل لك العلاج ( فيدكس ) ؛ وطبعاً بعد ما تعسل المعلوم .. والمذهل .. أنه لم يترك مرضاً إلا وأدرجه ضمن قائمة قدراته الروحية " كالعوارض و الثقاف !!! و العنين و البوار و العقد و الرجمية !!! والخيالية !! و التابعة !! و التسليط و التجرية !!! و غيرها كثير " ، ( طبعاً بعض هذه الأمراض أول مرة أسمع بها ) أظنه ليحاصر الفريسة بأشياء يجهلها !!
كل ما آسف عليه .. أن هناك من الناس من يغرق في قنوطه وبحيرات يأسه لا يلوي على شيء إلا أن يجد الخلاص من مرضه !! وحينما ترده مثل هذه الرسالة الخادعة فلن يجد بداً من إتباعها والوقوع في حبائلها فالغريق يتشبث بأي شيء ، فحسبنا الله على من يستغل أمراض الناس وحاجتهم ليتاجر بها ونعم الوكيل ،
عبدالرحمن ظافر الشهري
Abo_dhafer3@hotmail.com