فارس بين الريف والواو
فارس بين الريف والواو
عاش "فارس" أجواء الريف
براءة وعطاء ... صَادَقَ الناس وقالوا:
"صدق من سمَّاك فارس"
يحمل اللّبَنَ والبيض البلدي إلى معلميه
وفي اليوم التالي يوسعونه ضَرباً
برمج فارس عقله وذاته نحو العطاء
وسار ببراءته وطموحه الجامح
فصاحبه التوفيق ... ووصل
تسنم مواقع القرار
وأصبح من تحت يده
تتحقق طموحات وتتحدد مصائر
مارس فارس مبادئ يرددها دائماً
"العدل بين الناس"و"العمل المؤسسي" و"متى نتقدم"
بدأت ضده الثورات الاجتماعية وهجمات القدح
"ما يخدم" ..."لا يقدم ولا يؤخر" وفارس "ما يسوي شيء"
أصبح فارس نشازاً "ومخطئ من سمَّاه فارس"
الثورة الكبرى والتساؤلات الصعبة كانت في داخله
هل أبقى على مبادئي وقيمي مهما اشتدت الأعاصير ؟
هل أتخلى عن البريق وصدور المجالس ؟
وأمام الاجتياحات تفتتت بقايا الصمود
ومارس "فارس" عمليات "الواو" الظالمة وهو يقطر خجلاً
برر بالشفاعة وفي الصدر ما يحيك
وبحال المجتمع وفي العقل ما ينفيه
انطلق في مسارات "الواو" الواسعة حتى غادر الكرسي
انفض الناس من حوله وفي ذاته
أصالة الريف وبراءته
عاد "فارس" إلى قريته في حال رغيد
وفي ذاته ثورات صامتة على "واو" الظلم وصرعاه
يستعيد ذاكرته المشرقة في زوايا الريف
لكنها سرعان ما تعكرها ... ذكرى "الواو" المظلمة
صَرَمت "الواو" من قواه الكثير
ومات "فارس" وفي نفسه أشياء من ..."واو" .
زهير عبدالكريم