ليست كل العادات حميدة (4)
مجالس العزاء
ولأننا لا نعترض على مشاركة أسرة المتوفى في أحزانها ولأن هذا دليل على الترابط الأسري والجيرة والعرف المحلي علاوة على أنه من واجبات المسلم تجاه أخيه لكن المبالغة في تجهيز مخايم كبيرة وتكاثر القبيلة أو سكان الحي والبقاء لثلاثة أيام متتالية لأستقبال المعزين هي التي يجب التنبيه إليها
يلي ذلك وجود ممارسات خاطئة منها :
1 - قيام بعض أقارب المتوفى أو جيرانه بتجهيز وجبات للموجودين بالمخيم وللأسرة ولا تقل هذه الوجبة عن ذبيحتين في معضم الأحيان ويكون بالتناوب أو حسب الأسبقية
2 - قيام النساء باحضار الكثير من أنواع الاطعمة المحلية وتوابعها
3 - يتخلل هذه المجالس غالباً سواء الرجال أو النساء الكثير من الهرج والمرج والقيل والقال ونقل الأشاعات وربما لا تخلو من النميمة
لذا فأن الحلول في نظرنا كما يلي :
1 - عدم المبالغة في تضخيم الأماكن المعدّة للعزاء واختصار المشاركين في العزاء على الاقارب وقد تم التنبيه الى ذلك شرعاً مع عدم ترك الأعمال والمشاركة في العزاء إلا لمن كان الأقرب للمتوفى
2 - اختصار وجبات الطعام على أسرة المتوفى أو الاقارب إذا كان لا بد من ذلك
3 - الإقلال من إحضار المأكولات المزودة بالدهون ومشتقاتها والاختصار قدر الامكان في عدد المشاركات من النساء حيث يكون تواجدهن ومع اطفالهن عبئاً على أسرة المتوفى علاوة على تكاثر الذباب والحشرات على روائح (الزفر) وبواقي الاطعمة مع ان بعض من يقوم باحضار مثل هذه الوجبات يعتبرها صدقة بينما تميل شكلاً بأنها عزيمة
والجدير بالتنويه أن معضم اقارب المتوفين لا يحبذون مثل هذه المظاهر ولكنها تفرضها عليهم عادات القبيلة أو المجتمع فليت النصائح والتعليمات تنفع لتلافي إهدار اللحوم والأرز والفواكة وما إلى ذلك وربما كان الفائض يساء توزيعه أو حفظه والخشية من تعرضه للتسمم أو التلوث اضافة الى ما يرمى منه في الحاويات ويكون سبباً في تكاثر الذباب والحشرات وانتشار الامراض بواسطتها هي والقطط والكلاب التي ترتادها، فهل اصبحت مجالس العزاء وسيلة من وسائل الافساد لكثير من الاطعمة مثلما يحدث من افساد في المناسبات الفرائحية؟ والتي اشرنا اليها في حلقات سابقة مما اصبح يضيق به المجتمع ذرعاً وعسى أن يكون للوعي نصيب من ذلك لنكون مجتمعاً واعياً يحسب للأمور ما تستحقه من دراية ومراس واحترام للنعم المهدرة (تحت طائلة العادات) فبئس لمثل هذه العادات التي تقربنا من الآثام وتبعدنا عن مبادء وقيم الإسلام .
والله المستعان
