موقع «فيس بوك» حماية خصوصية فردية وظاهرة إدمان
موقع «فيس بوك» حماية خصوصية فردية وظاهرة إدمان
عوض آل سرور الأسمري
في مقال سابق بعنوان - موقع «فيس بوك» خطر يهدد الخصوصية الفردية - تحدثنا عن خطر هذا الموقع وأنه يهدد خصوصية المستخدمين وخصوصاً صغار السن. إذ إن هناك من تعرض لملاحقات جنسية من قبل المستخدمين. كذلك اشتراطات الخصوصية بالموقع تتيح استغلال صور المشتركين وبياناتهم ونشاطاتهم الاجتماعية للمتاجرة بها. وتعطي للموقع الحق في بيعها لشركات التسويق العالمية أو لجهات غير معروفة. وبناء على ذلك تقدم المركز الكندي لسياسات الإنترنت والصالح العام بشكوى إلى مكتب مسؤول الخصوصية في كندا يتهم فيها الموقع بأنه يجمع معلومات حساسة عن مستخدميه ويوزعها دون إذن أصحابها وهو ما يعد خرقاً للخصوصية. ويتهم الموقع أنه لا ينبه مستخدميه إلى كيفية استخدام هذه المعلومات، ولا يزيل بشكل صحيح المعلومات المتوافرة عن أشخاص بعد إغلاق حساباتهم. وقد تقدم المركز بقائمة تحتوي على 22 حالة خرق لقانون الخصوصية في كندا.
وفي مقابلة مع مديرة المركز ذكرت أن هناك أكثر من سبعة ملايين مستخدم في كندا، وأنه أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية في كندا، كما أنه مفضل لدى المراهقين والمراهقات. وقد رفضت إدارة «الفيس بوك» هذه الاتهامات، مؤكدة أن الموقع بدأ بوضع ضوابط تحمي المعلومات الشخصية مما جعله أكثر المواقع الاجتماعية استحواذاً على المستخدمين.
«الفيس بوك» يحمي الخصوصية في تعديله الأخير
أعلن موقع التعارف الاجتماعي «فيس بوك» عن سلسلة جديدة من إعدادات الخصوصية تسمح للمستخدم التحكم فمن يشاهدون صفحته الخاصة على الموقع. وستمكن تلك الخاصية المستخدم من اختيار من يريد لمشاهدة - كل أو بعض من - كتاباته على صفحته الخاصة. وبصفتي غير مستخدم لهذا الموقع، فإني لا أعلم فيما إذا أتيحت حماية الخصوصية - للجميع، أم أنها لا تزال حكرا على مجموعات خاصة. وقد أكد أحد مسؤولي حماية البيانات الشخصية على الموقع أن المستخدم بإمكانه التحكم فيما يكتبه وعرضه على من يشاء من أصدقائه أو أقاربه ومنع رؤيته عن أشخاص آخرين، وهذا يعطي العضو القرار في التحكم في معلوماته وكتاباته وإرسالها إلى أشخاص محددين على صفحاتهم الشخصية، وتصنيفهم إلى مجموعات حسب تخصصاتهم أو درجة قربهم منه.
«فيس بوك».. الظاهرة والإدمان
لم يعد موقع «الفيس بوك» مجرد موقع للتعارف بل أصبح موقعا عالميا للأفراد والمؤسسات الخاصة والحكومية ولعل أبرزها الاستخبارات الدولية, وبعض الجهات الإرهابية, مما حدا بعدد من الجهات الرسمية العالمية إلى حظر الموقع. و خصوصاً الجهات الأمنية و العسكرية التي حظرت على أفرادها الدخول إلى موقع «الفيس بوك».
من عيوب هذا الموقع أنه يساعد على الإدمان على الإنترنت, ويجعل المستخدمين كتابا مفتوحا للجميع. فقد تحول موقع فيس بوك إلى ظاهرة إلكترونية تستحق الدراسة والبحث خاصة أنه لم يعد فقط مجرد موقع للتعارف، بل اقتحم مناحي عديدة من أبرزها مجال التجسس والاستخبارات. وقد سبب الإدمان لمستخدميه لأنه لا يختلف كثيرا عن الدردشة التقليدية على الإنترنت والتي أدمنها المستخدمون لفترات طويلة. وقد أكد خبراء نفسيون أن ظاهرة إدمان استعمال موقع - فيس بوك - بدا واضحاً على المستخدم بحيث يفقده الصلة بالواقع المعاش ويؤثر في عمله وعلاقاته بالمحيطين به. وقد اشتكت بعض العائلات من إدمان بعض أفرادها على موقع «الفيس بوك» وأصبح مجالا للهرب من العالم الحقيقي إلى عالم «فيس بوك». هذا الموقع يتيح لمستخدميــــــه فرصة الهروب إلى عالم - مفبرك - من الخيال يناسب تطلعاتهم ورغباتهم النفسية.
وأخيراً أعتقد أنه قد يكون مصدرا مفيدا لمن أراد الاستفادة من خدماته، مع مراعاة أن المعلومات ستكون مكشوفة لإدارة الموقع، فهو إلى حد ما يشبه الـ Hot mail والـ Yahoo في جمع المعلومات.
الإقتصادية //