×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تنومة لن تبق صغيرة

تنومة لن تبق صغيرة



بقلم / عبدالرحمن بن ظافر الشهري
آمل أن يعاد النظر في فكرة شق طريق دائري حول قرى تنومة إن صح ما سمعناه وما يدور بين الناس ، على الأقل في الوقت الراهن .. ليس من باب التقليل من أهمية المشروع ، ولكن لأن تنومة ليست في حاجته الآن ، ولا سيما أنها ولله الحمد - لا تعاني من وطأة الزحام والاختناقات المرورية ، والأولى إرجاؤه لما بعد اكتمال البنى التحتية للبلدة ، وصرف مقدراته المالية للأولويات فيها تباعا وفق خطط متتابعة ، تسهم في تحويل تنومة من بلدة عشوائية ذات قرى ، إلي مدينة عصرية ذات أحياء منظمة .
فالتحدي الأكبر الآن هو تغيير النمط التخطيطي للطرق المؤدية للقرى ، وتحويلها من طرق إفعوانية ضيقة إلي شوارع حديثة مستقيمة قدر الإمكان وفسيحة ، بحيث يصبح لكل قرية شارعها العصري المتفرع من الطريق العام ، أو على الأقل يصبح لكل مجموعة قرى شارع يخدمها ويربطها بالطريق الرئيسي للبلدة ، وعند الانتهاء من ربط القرى بالطريق العام يمكن بالتالي وضع لوحات عند كل تفرع من الطريق العام يكتب فيها أسماء جميع القرى الواقعة على هذا التفرع ، مما يخدم الأهالي والزوار على حد سواء ، فكثير من الأهالي يجد صعوبة بالغة في توصيف عنوان قريته لكثرة اعوجاج وتشعب الطرق المؤدية لها ، وكم من شخص أعرفه يأمل في الحصول على صندوق اشتراكات في صحيفته المفضلة ، لكن متاهات الطريق القروي وقفت أمامه حائلاً أمام تحقيق أمله ، كذلك إذا ما أرادت بعض المطاعم إدخال خدمة التوصيل إلي المنازل فإن ذلك يعد ضربا من المحال ولا يمكن تحقيقه على أرض الواقع ، أضف إلي ذلك ما يعانيه الناس حين ذهابهم لأعمالهم صباحاً وعودتهم للمنازل من تأخر وعرقلة جراء ضيق الطرق والتوائها ، وتزداد الصعوبة والمعاناة عند هطول الأمطار وسوء الأحوال الجوية لافتقار تلك الطرق لمعايير السلامة المرورية لاسيما أن أغلبها يمر عبر أودية أو ذات هبوط يسمح بتراكم المياه فيها ، ناهيك عن عدم وجود ما يعرف بـ ( عيون القطط ) التي تعكس الإضاءة في حالة الضباب الكثيف ، والخطوط البيضاء حول أكتاف الطريق مما يعرض المستخدمين لتلك الطرق لمزيد من الخطر ، لكن مع الشوارع الحديثة يمكن تفادي كل ما سبق الإشارة إليه ، فضلا عن التنظيم وجمالية التخطيط والاستعداد والجهوزية لمستقبل المدينة الزاهر ، فتنومة موعودة بإذن الله بقفزة حضارية هائلة، ونهضة عمرانية جبارة ؛ لاسيما بعد اعتماد الكثير من المشاريع التنموية فيها ، والتي من غير اللائق أن ننتظر تحققها ثم نبدأ بعدها إعادة التنظيم والهيكلة ، فالأجدى هو التخطيط الاستباقي لتلك التغيرات التنموية وتهيئة المدينة لاستيعابها ، وإن انتظرنا أو تقاعسنا في ذلك فسيأتي ذلك اليوم الذي نعض فيه أصابع الندم لتأخرنا في تخطيط المدينة حينما كانت جميع الإمكانات متاحة ، والبلدة لازالت تحت السيطرة ولم تنفجر سكانيا وعمرانيا ، حيث يجب أن نضع نصب أعيننا أن القرى في وضعها الحالي يمكن وبكل يسر إعادة تخطيطها ، فالعمران فيها متباعد والمساحات الخالية فيها لازالت واسعة ، ونزع الملكيات والتعويض أيسر ، مقارنة بحال تلك القرى بعد عقد أو عقدين من الزمن ، حينما تصبح الطرق الحالية أزقة ودهاليز ، ويصبح كل مبنى ملاصق للآخر ، وتصبح القرى حينئذ نماذج مصغرة للأحياء العشوائية ، ولنا في عشوائيات المدن الكبرى كمكة وجدة وما آلت إليه الأمور في أزقتها أبلغ العظات ، وعظيم العبر ، فهاهي الأمانات هناك تدفع ضريبة التأخر في تنظيمها وتصرف الأموال الطائلة من أجل إعادة ترتيبها ، والفطين من اعتبر بغيره ، فتنومة لن تبق صغيرة .

 0  0  3373