×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

وطن ورجال: يصنعون التاريخ ويرسمون الجغرافيا


د. فايز بن عبدالله الشهري

بلا مزايدات وبدون عواطف يمكن القول إنّ مَن منح نفسه فرصةً لاستقراء التاريخ وقراءة تفاصيل مراحل الدولة والمجتمع في بلادي يمكن الخلوص إلى نتيجة تقول إن المعادلة السعودية في الحكم والحياة معادلة فريدة التركيب سهلة التحضير عجيبة النتائج، ولا يجيد تركيبها غير السعوديين.

تأملوا صفحات التاريخ الوطني بلا أحكام مسبقة وادرسوا تفاصيله دون استعارة أدوات الشرح والتفسير من خصم "فضائي" أو مجهول (انترنتي) وسترون كم هي فعلا فريدة معادلتنا الوطنية.

حين غاب عنّا "سلطان بن عبدالعزيز" رحمه الله جسدا خلّدته مواريث الخيرات والطيبات ذكرى وضاءة لكل المعتبرين كرجل استثنائي عبر الدنيا كريما، وعركها حكيما، وغادرها مقيما في وجدان كل من تابع سيرته وعاش مسيرته.

وفي بلد غني بالقادة بحيث "اذا غاب منّا سيد قام سيد" فلم يكد يغب صاحب "البسمة الخالدة" حتى التقى "الرجال" "الكبار" في نادي المحبة ليقدّموا" نايف بن عبدالعزيز" قامة شامخة تأهلت لحمل ثقل الأمانة والاضطلاع بشرف المهمّة ليكون بحول مولاه خير خلف لخير سلف. وهكذا ستمضي بنا قوافل التنمية وتطلّعات المستقبل مباركين "نايف بن عبدالعزيز" اختيار القائد وخيار الشعب.

هذه معادلة بلادي باختصار .. وهذا هو وطني قبلة بلاد الله وهاهم أبناء صانع الوحدة وعطر التاريخ الحديث يتقدّمون بهيبة القادرين وتواضع الفرسان لترى الدنيا كلها مشهدا استثنائيا لسادة السياسة وحكّام التاريخ وهم يعطون درسا لا يجيده غيرهم ملخصه أن كلّ شدّة تؤكد -بكل ثبات- أنّ رجالات بلادي قامات وهامات لا ترى صغائر من يثرثرون أو يتخرّصون في بلاد تُفاخر بين المفتونين بجمع الألقاب أنّ لقب حكيمها وكبيرها "خادم" الحرمين الشريفين.

نعم كانت جنازة "سلطان" بمثابة استفتاء عالمي أكّد هيبة المكان فوق كل مكان وهي في ذات الوقت فاصل تاريخي جدّد فيه الحزن على الفقيد إعلان سمو قامات الرجال وقيمة الوطن أمام شعوب الأرض.

وفي مكونات المعادلة السعودية شهدنا وشاهدنا كيف توافدت الجموع من كل فجّ عميق في منظر فريد رأينا فيه كيف وصل الشقيق الحزين والصديق المهموم، وأبصرنا بين الوافدين كثيرين منكسرين ممن تاهت بهم حسابات المصالح أتوا معزين أوّابين يلتقطون الرضا من عيون الحاكمين، والسماح من تعابير المحكومين، وفي كل حال كانت صدور الكبار كبارا وكانت أجواء الوطن كما هي ابداً - نقيّة لكل أوّاب منيب.

معادلة فريدة .. ففي كل المحطات وعلى كل أبواب المراحل ..هو ..هو .. وطنٌ ترسّخ مكانه في عمق أعماق التاريخ معلنا للدنيا كلّها أن مبدأه ثابت ثبات الحق أمام الباطل مصانا ببركات الخالق ورجاله الميامين يرفعون راية التوحيد بكل إباء.

هو وطنٌ - كما يحكي التاريخ- لم يساوم عليه رجاله في مزادات "القومية"، ولم تتيه مراكبه في بحار الفتنة رغم ريح التطرّف والجحود العاتية التي هبّت مريبة بألوان بدت مرّات غربيّة ومرّات شرقية فهنيئا للوطن شرف المكان ومباركٌ لرجاله شرف المكانة.

*مسارات:

قال ومضى: وطنٌ لا تتعطّر (بترابه)، لا تطالب بقطرة من (شرابه).
 0  0  2460