راعي غنم بخمسة الآف ريال !
في زيارة سريعة لمكتب العمل بالنماص وجدت إعلانا يلزم كل صاحب نشاط يعمل لديه عامل واحد إلى تسعة عمال بأن يوظف سعوديا ويؤمن عليه لدى جهات تأمينية معتبرة .
هذا القرار المفاجئ في ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب .
سألت الموظف عن الأنشطة التجارية المضمنة بالقرار فأخبرني بأنه حتى رعاة الأغنام . وفي حال كان فهم الموظف صحيحا فإن هذا القرار كارثة حقيقية وذلك للاعتبارات التالية :
أولا :فيه ترسيخ لمفهوم الرأسمالية المتوحشة والإقطاعية التجارية المتمثلة في القضاء على أصحاب الأعمال الصغيرة والذين لا يستطيعون تحمل كل هذه الأعباء وإفساح السوق إمام وحوش الوكالات وأصحاب الملايين الذين يتحكمون في كل مفاصل السوق على النحو الذي يشتهون دون حسيب أو رقيب . في حين كان يرضى أصحاب الأعمال الصغيرة بما تيسر .
ثانيا : كنتيجة طبيعية للاحتكار فسوف ترتفع الأسعار بشكل كبير منها على سبيل المثال أسعار المواشي لتعويض النفقات على توظيف المواطن .
ثالثا : إلزام البسطاء من أصحاب الأعمال الصغيرة وتجار الماشية بتحمل جزء كبير من التعهدات التي التزمت بها الدولة تجاه المواطنين والمتمثل في برنامج حافز . فمن المعلوم أن العاطل المنظم لبرنامج حافز سيتقاضى ألفي ريال شهريا وهو في فراشه فكم سيطلب من صاحب العمل الصغير مقابل مزاولة العمل ؟ لا أظنه سيقبل بأقل من خمسة الآف ريال شهريا .
أتمنى أن يكون القرار الذي قرأت حلم ليل عابر أو هفوة موظف صغير كتبها وهو يلهو على جهاز الحاسوب في مقر وزارة العمل .
عمر عبد الله ظافر
ا
