×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ذكرى حزينةُ في شوارع الموت

حسين بن شار
بواسطة : حسين بن شار
ذكرى حزينةُ في شوارع الموت




بقلم / حسين بن شار
نبتهج .. نأسى .. نفرح .. نحزن .. نحب .. ونكره .. نغادر .. ونعود , نعيش واقعنا ونسعى لنجمله لكي نتحمله , وكل ذلك من أجل هذا " العمر " .. وفي أيامه نسعى لأن نجعله " واقعاً طيباً " .
وتأتي إليه الحضارة لتجعله في حالة خطرة , لأنها تسابقه في التطور والرحيل , وبينهما خرج الإنسان إلى هذا الواقع " بقدرة الله " عز وجل , وأصبح يعيش هذا العمر على وقع الحضارة المذهل .
وأثناء وجود الإنسان في هذا الكون كفلت له الشريعة الإسلامية كل فصول الكرامة والحياة , إلا إنه في الوقت الحاضر أصبح للحضارة " نصيب الأسد " من حياة هذا المسكين .
لن أتحدث عن كل جوانب التمدن والتحضر " المفيد وغير المفيد " , لكنني سأختصر على نقطة واحدة فقط , ولعل هذا الخبر الذي أسوقه إليكم ينقل هذه النقطة التي " أصبت بها سابقاً " ورغم إنها ذكرى حزينة , إلا إنني أحمد الله على ذلك .
إن الدول الغربية تحترم النفس البشرية كثيراً , ربما لأنها تحترم بصدق هذه النفس البشرية , وتؤمن بأن الجميع هم بشر حتى ولو بين شعوبهم , والأدلة على ذلك كثيرة .... لعل منها .. " المشروع الفرنسي الذي صاغ قانون سنة 1975م وتم تعديله سنة 1994م " والذي ينص على " احترام الحياة الإنسانية منذ أول بداياتها " , وأصبح فيما بعد علماً قانونياً يطلق عليه علم الحياة الأخلاقي Bioehigue" " , وهذا لايعني بأننا في عالمنا الإسلامي لا نحترم النفس البشرية , ولكن هذا الاحترام قتلته الحضارة تحت مسمى " التأمين " .
إن الحياة والموت , كلها من عند الله عز وجل , ولايمكن أن نقول عنها إلا " قضاء وقدر " , ونحمد الله عليه , ونرحل مع هذا الواقع ومعنا التوكل الدائم على الله وحده , لكن الشئ الذي لايطاق هو التهور الذي يسود مدننا وطرقنا السعودية , فهناك شباب وللأسف يمتلكون أنواعاً كثيرةً من المركبات وقد قام الأغلبية منهم بـ"التأمين " له وعليه , ثم ينطلق ولا يبالي بأرواح البشر أمامه , فيعيق , ويقتل , وتحميه " شركات التأمين " ويترك خلفه الكثير من المآسي , شوارع ملطخة بالدماء , ومستشفيات مزدحمة بالأبرياء , وبيوتاً تهتز من البكاء , وهو متأكد بأنه سيخرج بالكفالة ولديه وثيقة لشركة تأمين , ويكفيه منها صورة لتضمن له العودة لممارسة حياته دون النظر أو السؤال عن كل ماحدث بسببه لأسرة مسكينة , يتم لها الأطفال , وزرع في حياتها الحزن والأسى والدموع .
إنني لا أعترض على أن ما يحدث قضاء وقدر , وأنا مع القضاء والقدر , إذا كان ذلك بسبب خلل فني في المركبة أو غلب على قائدها النعاس , أو غير ذلك من الأمور الفنية , ولكن المؤسف جداً عندما يكون هناك أمور أخرى استخدمها هذا الشاب ثم يصول ويجول في الشوارع العامة وهو على مثل هذا الحال من عدم التركيز .
بواسطة : حسين بن شار
 0  0  8030