×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مَن المسؤول عن ترشيد استهلاك الكهرباء؟

مَن المسؤول عن ترشيد استهلاك الكهرباء؟



عوض آل سرور الأسمري
بحكم عملي ومجال دراستي، زرت عددا كبيرا من دول العالم، وحاولت النهل من معين المعارف قدر الإمكان, خصوصاً في مجال تخصصي، الذي قد لا يهم كثيراً من القراء، ولكن الموضوع الذي سأتطرق له اليوم، موضوع حيوي يهم الجميع، الفقير والغني، المنتج والمستهلك.

أصبحت الطاقة الكهربائية جزءاً من حياتنا يصعب الاستغناء عنها، بل أصبحت في بعض مناطق المملكة مثل الماء الذي هو أساس بقاء الحياة، خصوصاً في فصل الصيف. لذا فإنه يجب الحفاظ عليها والتعاون فيما بين المنتج والمستهلك في سبيل الحصول على طاقة كهربائية تمكننا من العيش بسعادة دون المساس براحتنا، مع الحفاظ على إنتاجيتها بكفاءة عالية دون التقليل من الأجهزة والمعدات المستخدمة لإنتاجها.

المشكلة التي تواجهنا في فصل الصيف، الضغط الشديد على شبكة الكهرباء وزيادة الأحمال، ما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

الحقيقة يجب ألا نضع كل اللوم على الشركة السعودية للكهرباء، إنما نحن كمستهلكين سواء الجهات الرسمية مثل البلديات ووزارة النقل، والمستهلك العادي، الجميع يسرف في استهلاك الطاقة.

الدين الإسلامي الحنيف يحث على الترشيد وعدم الإسراف، قال تعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» الآية. هذا أمر من الله ـ سبحانه وتعالى - بعدم الإسراف فيما من شأنه خدمة الإنسان.

ذكرت في بداية المقال زيارتي لعدد من الدول، بل سبق أن عشت في بعضها. كانت فاتورة استهلاك الكهرباء - أحياناً - أعلى من إيجار المنزل المستأجر، رغم صغره، وقلة الإضاءة، إذ إن إنارة البيت بالكامل ـ ودون مبالغة ـ أقل من إنارة إحدى غرف منزلي في السعودية.

أقول وبكل تجرد وشفافية، نحن قوم مسرفون في كل شيء. في وجباتنا ومناسباتنا، وفي استهلاك الماء والكهرباء، وحتى في بناء منازلنا وتأثيثها. سبحان الله .. قفزنا من استخدام السراج إلى استخدام الكشافات الكهربائية التي تستهلك آلاف الكيلو وات, ومن بيت الشعر أو بيت الطين أو بيت الحجر المتواضع إلى بيوت وقصور كبيرة جدا، وقد لا نستخدم إلا الجزء البسيط منها، بل هناك مساكن كبيرة جدا لا يستخدم فيها الغاز للطبخ أبداً.

يجب مقارنة شوارعنا بشوارع لندن وباريس وواشنطن ونيويورك، دول الحضارة والرقي. لماذا لا نختصر في إنارة الطرقات، اجعلها في الصيف تعمل بنصف الطاقة، وهذا له مميزات كثيرة، منها: التوفير في استهلاك الطاقة، المساهمة في تلطيف الجو وتقليل الحرارة، والشعور بالفرق بين الليل والنهار. لماذا لا نجعلها تعمل بنصف طاقتها، خصوصاً بعد الساعة الثانية عشرة.

كذلك مساجدنا تعمل بكامل طاقتها سواء أكان هناك صف من المصلين أو عشرة صفوف. أتمنى أن تكون هناك مراقبة لبعض المساجد التي تعمل بنفس طاقة صلاة الظهر يوم الجمعة. بعض المنشآت الحكومية لا تستخدم آخر ما توصلت له التقنية من طرق حديثة في الترشيد داخل المباني الكبيرة.

أخيراً أورد بعض النصائح ـ الخاصة بالتكييف ـ يعلمها كثير منا لكي نرشد استهلاك الطاقة الكهربائية، ومن ثم تخفيض قيمة فاتورة الاستهلاك.

التكييـف: يجب إغلاق النوافذ والأبواب وسد الثقوب لمنع دخول الهواء الحار إلى الداخل، وإسدال الستائر (العازلة) للنوافذ، وتفادي تركيب المكيفات في الأماكن الضيقة لضمان تهوية جيدة للجهاز، وتنظيف مرشحات أجهزة التكييف، وغسل المكيف قبل دخول فصل الصيف، وإطفاء المكيفات عند الخروج من الغرف، تركيب نوافذ من الزجاج العاكس للحرارة والمزدوج، وضبط درجة الحرارة عند 25 مئوية (75 فهرنهايت).

في المقال المقبل - إن شاء الله - سأتطرق ـ بشيء من التفصيل ـ إلى عملية الترشيد في إضاءة المنازل، والسخان الكهربائي، والتلفزيون، وغير ذلك من الأجهزة المنزلية.


// الإقتصادية
 0  0  3432