×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تنومة في التاريخ

التحرير
بواسطة : التحرير


image


تقع تنومة بين درجتي العرض 52 18 درجة شمالا ، 10 19 درجة شمالا ، وبين درجتي الطول 04 42 درجة شرقا ، 34 42 درجة شرقا ، على ارتفاع يقدر (2000 ) متر فوق مستوي سطح البحر .

يحدها شمالا النماص ، ومن الجنوب بللسمر ، وغربا المجاردة وثلوث المنظر ، وشرقا صمخ ، وتعود نسبة ساكنيها في الازد ، وهم من ربيعة بن شهر ، ومنهم : بنو أثلة من بني نصر ابن ربيعة ولها ذكر واسع في التاريخ إذ يقول فيها الشاعر الجاهلي حاجز الازدي :

ويوم صبحنا الحي يوم تنومة بملمومة يهوى الشجاع وئيدها .

ولئن ذكرت تنومة في الجاهلية فان ذكرها في الإسلام أوسع واشمل اذ تكاد تتميز عن غيرها من البلدان بوفرة رجالها السابقين للإسلام والذين آتو من بعدهم من المحدثين والفقهاء والشعراء ، وهي إلى جانب ذلك من البلاد الشهيرة ذات الهواء المعتدل والبيئة الطبيعية الخضراء يقول فيها الهمداني ( 280 334 هـ ) في كتابة صفة جزيرة العرب (( ثم يتلو سراة عنز سراة الحجر بن الهنو من الازد ، ومدنها الجهوة ومنها تنومة )) وقال (( وتنمة والأشجان ، ونحيان ، ثم الجهوة قرى لبني ربيعة بن حجر )) وقال أيضا : (( تنومة واد فيه ستون قرية أسفله لبني يسار ، وأعلاه لبلحارث بن شهر )) وقال عنها أبو الحياش الحجري : في إحدى قصائده المشهورة :

ومن الطود فالزنامات خضر رويت فالتنومة الزهراء

وذا أدرك موقع تنومة ، وما قيل عنها في بعض كتب التراث ، فإنها قد اشتهرت حينذاك مكانتها الاقتصادية وبخاصة في ميدان الزراعة شأنها في ذلك مثل شأن بقية بلدان رجال الحجر ، يقول الهمداني في معرض حديثة عن هذا الجانب : (( وبسراة الحجر : البر، والشعير، والبلس، والعنز، واللوبياء، واللوز ، والتفاح، والخوخ ، والكمثرى، والأجاص، والعسل غربيها ، والبقر أهل الصيد وشرقها من نجد آهل الغنم والإبل وخيل للاصابغة )) ولعل ما يلفت النظر نحو أهمية تنومة أنها عرفت بعدد من مشاهير الرجال الذين اشتهروا في تراثنا بالسبق العلمي ، والمكانة الفكرية من أمثال الشاعر : حاجز بن عوف الازدي ، والشاعر الشنفري الحجري ، والفقيه احمد بن محمد بن سلامة الطحاوي (( 239-321هـ)) والفرضي سعيد بن علي الحجري والحافظ عبد الغني بن سعيد (( 332-321هـ) وآبو الحياس الحجري وغيرهم .

وإذا تبين شي من حال تنومة في الجاهلية وصدر الإسلام فان حالها في العصر الحديث يزداد وضوحا ومكانة ، فلقد كان لهذه المنطقة شرف الانضواء تحت راية الدولة السعودية الأولى سنة 1216هـ - 1801م ، إذا دل على ذلك ما ورد في إحدى الوثائق الخطية المهمة إذا اخذ المخلصون من أبنائها يسهمون بشي من جهودهم في سبيل نشر مبادئ الاتجاه السلفي الذي أيده ونهض به حين ذاك الأئمة الاماجد من آل سعود فلقد بدأ الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ((1179-1218هـ)) رحمه الله يأخذ بأسباب نصرة الدين ويدفع المنكرات فلقد وفقه الله تعالى الى رفع شعار الإسلام ومحاربة البدع والقضاء عليها , وكانت تنومة حين ذاك تحيا حياة جادة مستقرة يشهد بذلك شيوع التعليم فيها ووجود المكتبات الخاصة عند فقهائها وما بذلة مشائخها من الجهاد والدعوة الى الله .

ولما وجد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله تعالى أجزاء هذه البلاد السعودية كان لبلدان عسير بعامة ، ومنها تنومة نصيب وافر من عطفة ورعايته ، فقد وجه منذ 1338هـ الدعة والمرشدين الى قبائلها وقراها ، وذلك من أجل : وعظ الناس وإرشادهم ، فلقد وفقه الله لنشر تعاليم الدين وتشجيع العلم اذ عم نفعهما القبائل والقرى واصبح العلم ميسرا لمن يبحث عنه ، ولئن كان عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه قد حفل بأسباب التمكين لهذا الواقع فان بنيه من بعده قد سعوا في تحقيقه واظهاره .

وذا أدرك هذا الحال تبين للناظر في تاريخ بلادنا في ضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله مدى اهتمامه بجانب الشريعة الإسلامية وما تحقق على يديه من نهضة شاملة وامن مستتب فلا مظلمة لفرد ولا ثأر لقبيلة إذ حفظت حقوق الناس وامن سبل الحج وقام شعار الدين وعاش الناس في طمأنينة ورخاء, وانصرف أبناء هذه المنطقة الى بناء حياتهم الفكرية والاجتماعية فلقد عمت وسائل الثقافة أنحاء البلاد وانفتح المجال العلمي لكل باحث عن العلم والمعرفة ولله در القائل :

ها نحن في عصره الزاهي على دعة وصفو عيش رغيد ما به كـــــدر

فالدار عـامــرة والســـحب ماطــــرة والأرض زاهرة والدين منتشــــر

والناس في ظــل أمن أصبحت معـــه هذه الحصون كلا شئ ولا القصر
يأوي الغــريب إذا ما اللـيل أدركـــــه في مهمة مابه نبت ولا شـجـــــر

كأن ما القـفـــر دار والخـــــلا وطــن لابن السبيل ومن قد ضمه السفر

وحــولـــه سيف عـــــدل لا يفـارقـــه يدور حيث تحل البدو والحضــــر

ومن تكــــن هـكـــذا أيــام دولـتـــــــه يطيب للناس في أخباره السـمـــر


من كتاب تنومة بني شهر//
بواسطة : التحرير
 0  0  8531