×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تنومة .. أرض الجمال وشيم الرجال

تنومة .. أرض الجمال وشيم الرجال

على الرغم من صغر مدينة تنومة جغرافيا بالمقارنة مع بقية المدن السياحية في المملكة العربية السعودية ، إلا أنها استطاعت أن تضع لها مكانا في خارطة السياحة المحلية ، وتحظى باهتمام الكثيرين من المصطافين بشكل لافت ، ويؤكد ذلك نسبة تزايد تزايد القادمين إليها عاماً بعد عام ، ومما ساعد على ذلك مناخها الصيفي المعتدل ، وصفاء نسيمها من آفة عوالق المدن الصناعية وضوضائها، كذلك ما تتمتع به من الهدوء الذي يلفها كا لنعاس على محيا الطفل الوديع ، بلا صخب وبلا ضجيج ، ناهيك عن ميزة الأمطار المتزامنة مع فصل الصيف ، وما تتركه من طمأنينة وبهجة ترش الوجدان بالعافية ، فينجلي عن القلب همومه ، وينزاح عن النفس الكدر والخمول . فضلاً عن غاباتها المنتشرة حول المدينة كالمعطف الأخضر يلثم الجبال مع الوديان في منظر يسكب الحسن في العين دمعاً رائقاً، ويسكب البهاء في النفس نشوة وألقاً .
وبالرغم من الهالة الإعلامية الضخمة المصاحبة لفعاليات التنشيط السياحي في معظم المدن الكبرى ، وما يصاحبها من تسويق فائق التطور لمنتجاتها السياحية التي تعنى بخدمة السائح بشكل مباشر ، إلا أن ذلك لم يثن الأخير عن شد الرحال إلي ربى الزهراء والتمتع بما حباها الله من حسن وجمال . ووفود السوّاح التزايدية خير شاهد وأكبر دليل ، ولعل مرد ذلك التزايد السنوي هو ما حمله الزائرين في الأعوام السابقة من انطباعات جيدة عن تنومة وأهلها .
نعم .. أهلها الذين أصبحوا جزء من الحركة السياحية التنموية للمنطقة ، فلا نهضة ولا تقدم ولا سياحة في أي بلد على وجه الأرض من دون الإنسان الذي يتصف بالأخلاقيات الحسنة ، والسلوكيات الإيجابية في التعامل مع السائح ، وهي ميزة يفتخر بها الإنسان التنومي ، بل وأنه زاد عليها كرم الضيافة ، وحس الإخوة في الدين ، والتفاخر بالانتماء للوطن الكبير ( المملكة العربية السعودية ) .
وفي سباق مع الزمن - و قبل أن يشرع الصيف أبوابه وتتقاطر وفود الاصطياف على المدينة - فقد أنجزت البلدية معظم المشاريع التجميلية على الشارع العام في وقت قياسي يحسب لرئيس البلدية والمجلس البلدي ، كالمجسمات واللوحات الفنية ، بالتزامن مع استكمال المرافق الخدمية في متنزهات المنطقة وتزويدها بالملاهي والجلسات المظللة ، وإتمام البنى التحتية للطرق المؤدية إليها كالإنارة والأرصفة وخلافه . ولم يبق أمام تنومة سوى أن تشرع أبوابها استعدادا للضيوف ، فمرحبا بالسائحين .
أخيرا .. اختم الحديث ببيت شعر لأبي الحياش الحجري في قصيدته الاستسقائية الشهيرة :

ومن الطود فالزَّنامات خضر ***** رويت فالتنومة الزهراء
( صفة جزيرة العرب ) للهمذاني ص 381


عبدالرحمن بن ظافر الشهري
 0  0  3874