رحل رجل عرف بإصلاح ذات البين ــ رحمه الله ــ

رحل رجل عرف بإصلاح ذات البين ــ رحمه الله ــ

الحمد لله القائل (كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) في يوم الجمعة الموافق 10/7/ 1430 هـ انتقل إلى جوار ربه العم/ ظافر بن محمد بن سليمان الشهري وهو صابر محتسب بعد معاناة مع المرض , فكان حقاً فراقه علينا أليماً، والتفكير بأننا لن نراه بعد اليوم جسيما. رحمه الله رحمة الأبرار, وأسكنه فسيح جناته . وإن الكلمات لتعجز عن الوفاء بما يختلج في قلوبنا نحوه من ذكريات, وبما عرف به من شهامة ونبل , وصدق القول, حيث لا يخشى في الله لومة لائم.
حقاً لقد خدم دينه ووطنه بكل تفان وإخلاص، وعندما تقاعد تفرغ للعبادة, ولكل ما فيه خير لأسرته وقبيلته ومجتمعه . عرف بمبادراته في إصلاح ذات البين وبخبراته الواسعة في تأليف القلوب, وإزالة الشحناء بين المتخاصمين. وأشهد أن له مواقف في هذا الباب كثيرة , واذكر أن فضيلة قاضي محكمة تنومه الشيخ عوض الشهري وفقه الله لكل خير قد أشاد بجهوده في مضمار إصلاح ذات البين قبل عدة سنوات , عندما كان يتردد على المحكمة لإبلاغ القاضي بإنهاء وإصلاح قضايا كثيرة محل تنازع واختلاف بين عدد من الأطراف, وقد حصل رحمه الله على جائزة تنومة للإبداع والتميُّز فـي فرع إصلاح ذات البين وذلك فـي صيف العام المنصرم. فهنيئاً له ما قدَّم من أعمال طيبة وخيِّرة سيجدها أمامه عند من لا تخفى عليه خافية، وما أحوجنا إلى الاقتداء به.
إن فقيداً بحجم الفقيد يستحق منا، ومن أسرة السلك القضائي والأهالى أن نترحم عليه وندعو له بالمغفرة والرضوان.
عزاؤنا الحار إلى شقيقه العم على بن سليمان وأبنائه, وأبناء الفقيد الشيخ/ عبد الله بن ظافر وإخوانه ، وإلى أقاربه، وكل أفراد أسرته، وأصدقائه وزملائه, وعلى وجه الخصوص أفراد قبيلة آل معافا الذين سيشعرون بفداحة فقدانه , لما عُرِف عنه من المواقف الجادة, والثبات على المبدأ , وقول كلمة الحق ومخافة الله في كل صغيرة وكبيرة. ولا نقول إلا ما قد قيل: إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا أبا عبد الله لمحزونون.
وإنا لله وإنا إليه راجعون

بقلم/ د. علي بن فايــز الجحني