الشاب والروحانية
الشاب والروحانية
الشاب يملك القوة , والقوة لديه شيء غريزي كما أنها تزيد من قيمته بين قرنائه وتجعله محط الإحترام والتقدير فكانت القوة هي مقياس الأفضلية لدى الشاب ودائما ما تربط الهيمنة بها فبقدر امتلاكك للقوة يزيد ما يمكنك الهيمنة عليه , والهيمنة لا يمكن لأحد الوصول إليها دون جرح لصفاء مبادئه ومعتقداته وكلما زادت مساحة هيمنة الإنسان واستيلائه قل تمحوره حول مبادئه وقيمه ولهذا تجد الشاب قليل الإنخراط في الأعمال الخيرية التي تجعله أكثر تسامح وتكاتف وقلما تجد للأعمال الجماعية دور يذكر في أوساط الشباب لأنها تقلل من قوته وهيمنته وتجعله أكثر تكاتف مع قرنائه فقوة الشاب وحبه للهيمنة هو ما أذبل الروحانية لديه لأن الروحانية لا تكون إلا عند تمحور الإنسان حول مبادئه ومعتقداته ولأن القوة تجعل الإنسان طاردا لها أو معرضا عنها تجده لا يشعر بالإطمئنان والهدوء بل يشعر بالهيمنة والسيطرة والبطش فتناقض القوة والروحانية لدى الشاب شيء طبيعي أو يمكن القول أن تناقضها شيء غريزي.
الروحانية تشعر الإنسان بالإطمئنان والراحة والصفاء وتبعده عن حب التسلط وحب الأمتلاك والسطوة والشاب حينما يبحث عن روحانيته سيجد صعوبة في تكونها لديه لأنها تبعده عن ضجيج الشوارع والتجمعات التي يصاحبها ارتفاع في السعادة الوقتية له والتي تشعره بالملل حين انتهائها لأنها سعادة خارجية إلى الهدوء والتفكر والتأمل الذي يجعل الإنسان أكثر بعدا عن ضجيج التجمعات إلى الهدوء الداخلي ولهذا تجد الشاب بعيدا عنها لأنها أكثر تمحورا حول الإنسان وقلما تجد الشاب متمحورا حول ذاته لأنه ما زال يتشبع بالأفكار ويتغذى بها فلم يصل لمرحة النضج الفكري ومن هنا قلت معرفة الشاب بالروحانية وإدراكه بها قلل من استشعار معناها السامي.
فالروحانية تختلف أشكالها بإختلاف الثقافات والأديان فتجد أن الروحانية لدى أصحاب المعتقدات تختلف في طرائقها وأعمالها بين معتقد وآخر فالروحانية أقرب ما تكون إلى الرداء الذي يمكن لأي شخص أن يرتديه أثناء قيامه بالعبادة أيا كانت تلك العبادة حتى ولو كانت تمارين ذهنية فهي تقدم شعور بالراحة حين القيام بها فالروحانية رداء يرتديه أي شخص مهما كان دينه ومذهبه فهي شعور يكونه الإنسان بداخله حينما يصل لدرجة عالية من الهدوء والراحة الذهنية ومن هنا يمكن نفي العبارة التي تقول أن كل عبادة هي روحانية ولكن المسلم حين قيامه بأي عبادة يكون عنده أساس روحي لقيامه بتلك العبادة ويتجلى في المنهج الرباني المعصوم فلو تأملنا لأداء الصلاة عند المسلمين لوجدنا أن من يستشعرها بخشوع وخضوع وروحانية يكون ذا إيمان مرتفع فتظهر الروحانية جلية على وجه المؤمن بينما من يؤدونها كحركات رياضية أو على أنها عادة تجدهم أقل إيمان وأقل خشوع وروحانية ومن هنا يمكن القول أن الروحانية لدى المسلم هي سلوك أي أن لها دافع يحثها على التكون بنسب متفاوتة والإيمان من يدفعها فكلما زاد إيمان الفرد المسلم زاد استشعاره بالروحانية ومن القاعدة التي تقول(السلوك يسبقه الدافع )يمكن القول أن الروحانية سلوك ودافعها الإيمان على أقل تقدير لدى المسلم فيمكن أن نقول بقدر إيمان الشاب تكون روحانيته وإن كان يصحب الشاب في هذه الفترة انخفاض في مدى تدينه لبحثه عن الشهوات والملهيات أو ما يمكن وصفه بنضوب ينابيع الشعور بالإيمان والروحانية الذي أدى إلى الجفاف الروحي لدى الشاب فالشاب حال جفافه الروحي يشبه التائه في الصحراء والذي يبحث عما يروي عطشه مهما كان مصدر الماء وهذا يفسر ملء الشاب فراغه الروحي بالمغريات والشهوات وهنا نطرح سؤالا في غاية الأهمية وهو كيف يمكننا الوصول بالشاب إلى مرحلة الروحانية ومن هم الذين يستطيعون أن يوقظوا لدى الشاب ذلك الشعور المطمئن ؟؟؟
ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال من المهم تبيان دور المجتمع في تكون الروحانية لديه أو مدى معرفة المجتمعات وتطورها في نشوء الروحانية وكيف أثرت في نشوء روحانية الشاب أو كمونها ويمكن القول أن الروحانية في المجتمعات في تكونها تنقسم إلى قسمين :
1- الروحانية في المجتمعات المتخلفة
كثيرا ما تكون تلك المجتمعات أكثر جهلا وتخلفا وأقل علما ومعرفة ولهذا يكثر انتشار الخرافات والبدع والروحانيات التي كانت نتاج الجهل في ذلك المجتمع أي أن الروحانية فقدت معناها الحقيقي أو يمكن القول أن السلوك الروحاني لم يعد دافعه الإيمان أي أن خللا ما حدث في الدافع غير كليا معنى السلوك ولو تأملنا في تلك المجتمعات لوجدنا أن انتشار الروحانية كان سببه الجهل أو ما يمكن تفسيره بجعل الروحانيات والخرافات رداء يستر النقص المعرفي وغطاء على جهل تلك المجتمعات فحين لم يجدوا ما يخفي جهلهم وعجزهم المعرفي بدأوا بمداعبة خيالات الناس بأشياء غامضة كالروحانية ففقدت حينئذ الروحانية الحقيقية معناها السامي في تلك المجتمعات وكذلك نشأت الشاب في تلك المجتمعات فالشاب يتربى في المجتمع المتخلف وينشأ تلقائيا وفق قاعدة معرفية هشة قللت من مدى بحث الشاب عن العلم والمعرفة وهذا يفسر الجفاف الروحي لدى الشاب والناتج عن فراغ الوقت أو عدم استغلال الوقت حينما كان الشاب في تلك المجتمعات مجرد باحث عن الملهيات التي يمكن أن تملأ فراغه الروحي من هنا يمكن القول أن قلة المعرفة لدى الشاب في ظل الجهل المنتشر في المجتمعات المتدنية معرفيا وانتشار الخرافات والروحانية الساترة للجهل هي من أفقد الشاب استشعاره بالمعنى الحقيقي للروحانية ففقد الإطمئنان والهدوء أي أن الروحانية لدى الشاب تغير معناها كليا بتغير ثقافة تلك المجتمعات فلم يعد لها وقع في الراحة النفسية لديه بل جعلته أكثر شقاء
2- الروحانية في المجتمعات المتحضرة ( المتمدنة )
دائما ما يصاحب أي تقدم حضاري وعمراني انخفاض في مستوى التدين لأن مع كل تقدم عمراني وحضاري تزداد المغريات والملهيات وتفقد الروحانية معناها في صخب المدن وشوارعها والإزدحام فيها لأن الروحانية تحتاج إلى قدر عالي من الهدوء والراحة ولا يمكن إيجادها في ظل كثرة الأعمال فالإنسان المتمدن أكثر عملا وانتاجا فهو دائما مشغول في أعماله لهذا تجد الروحانية لدى تلك المجتمعات كامنة أو لا يمكن الوصول إليها في ضجيج المدن وازدحامها فلا تجد في أوساط الشباب أي استشعار للروحانية في حين تكثر الملهيات التي تعطل الصفاء الروحي في صخب التجمعات الشبابية وحينما كان الشاب المتمدن شابا تقنيا كان أكثر بعدا عن الروحانية لأن التقدم التقني والعلمي يخاطب العقل ومنطقياته أكثر من خطاب الروح وعواطفها وللتقدم العلمي والتقني دور بارز في تغيير المبادئ والقيم لدى الشاب ومن الملاحظ في وقتنا الحالي التغير البارز في المبادئ والقيم أو التراتيبية في المجتمعات المتمدنة فقد كان يقال للشاب صالح مستقيم طيب خلوق وغيرها من المبادئ التي تخاطب الفلاح وحين التمدن والتطور العلمي أصبح يقال للشاب مجتهد أثبت وجوده طور نفسه وغيرها من المبادئ التي تخاطب النجاح فكان النجاح للفلاح هو من يسير التراتيبية لدى المجتمعات المتمدنة وهذا ما أثر سلبا على روحانية الشاب لأن الروحانية تزيد كلما زدنا تمسكا بالمبادئ ,ومن هنا يمكن القول أن الروحانية دائمة التغير بين المجتمعات على قدر جهلها أو علمها وتتأثر بمدى المعرفة وتتغير أهدافها بتغير المستوى المعرفي والتطور التقني وغيرها من المتغيرات الفكرية لدى الشاب وإذا أردنا الإجابة عن السؤال السابق يمكننا القول أنه على الشاب إن أراد الوصول إلى معنى الروحانية السامي فعليه أولا الخروج من التلقائية التي نشأ عليها والتي شكلته بشكلها وطبعته بطابعها والتي تغير جذريا في معنى الروحانية لديه بتغير مستوى العلم أو الجهل حسب ثقافة أي مجتمع فالروحانية شيء داخلي ولا يمكن لأحد أن يستطيع إيصال الشاب إلى الروحانية سوى ذاته وعلى الشاب أن يعلم أن بقدر تمسكه بمبادئه وقيمه بقدر ما يشعر بالروحانية ولو سعى الشاب إلى تفضيل مبادئه على حساب مصالحه وسعى إلى بناء نظمه الفكرية على مبادئ نبيلة توصله إلى معنى الروحانية التي تجعله أكثر سعادة وعطاء وأكثر بحثا عن التطور والرقي.
على الشاب أن يعلم أن الروحانية لن تكون بداخله إلا إذا سعى لوجودها بمعناها الحقيقي فلا أحد يوصل الشاب إلى روحانيته سواه هو الذي يستطيع أن يجعلها شعورا ملازما له عند ترسيخه للمبادئ والقيم التي تجعل منه أكثر سعادة وبهجة وأكثر بذلا وعطاء لمجتمعه فرفاهية الروح لا تكون إلا بالبذل والعطاء
الروحانية تشعر الإنسان بالإطمئنان والراحة والصفاء وتبعده عن حب التسلط وحب الأمتلاك والسطوة والشاب حينما يبحث عن روحانيته سيجد صعوبة في تكونها لديه لأنها تبعده عن ضجيج الشوارع والتجمعات التي يصاحبها ارتفاع في السعادة الوقتية له والتي تشعره بالملل حين انتهائها لأنها سعادة خارجية إلى الهدوء والتفكر والتأمل الذي يجعل الإنسان أكثر بعدا عن ضجيج التجمعات إلى الهدوء الداخلي ولهذا تجد الشاب بعيدا عنها لأنها أكثر تمحورا حول الإنسان وقلما تجد الشاب متمحورا حول ذاته لأنه ما زال يتشبع بالأفكار ويتغذى بها فلم يصل لمرحة النضج الفكري ومن هنا قلت معرفة الشاب بالروحانية وإدراكه بها قلل من استشعار معناها السامي.
فالروحانية تختلف أشكالها بإختلاف الثقافات والأديان فتجد أن الروحانية لدى أصحاب المعتقدات تختلف في طرائقها وأعمالها بين معتقد وآخر فالروحانية أقرب ما تكون إلى الرداء الذي يمكن لأي شخص أن يرتديه أثناء قيامه بالعبادة أيا كانت تلك العبادة حتى ولو كانت تمارين ذهنية فهي تقدم شعور بالراحة حين القيام بها فالروحانية رداء يرتديه أي شخص مهما كان دينه ومذهبه فهي شعور يكونه الإنسان بداخله حينما يصل لدرجة عالية من الهدوء والراحة الذهنية ومن هنا يمكن نفي العبارة التي تقول أن كل عبادة هي روحانية ولكن المسلم حين قيامه بأي عبادة يكون عنده أساس روحي لقيامه بتلك العبادة ويتجلى في المنهج الرباني المعصوم فلو تأملنا لأداء الصلاة عند المسلمين لوجدنا أن من يستشعرها بخشوع وخضوع وروحانية يكون ذا إيمان مرتفع فتظهر الروحانية جلية على وجه المؤمن بينما من يؤدونها كحركات رياضية أو على أنها عادة تجدهم أقل إيمان وأقل خشوع وروحانية ومن هنا يمكن القول أن الروحانية لدى المسلم هي سلوك أي أن لها دافع يحثها على التكون بنسب متفاوتة والإيمان من يدفعها فكلما زاد إيمان الفرد المسلم زاد استشعاره بالروحانية ومن القاعدة التي تقول(السلوك يسبقه الدافع )يمكن القول أن الروحانية سلوك ودافعها الإيمان على أقل تقدير لدى المسلم فيمكن أن نقول بقدر إيمان الشاب تكون روحانيته وإن كان يصحب الشاب في هذه الفترة انخفاض في مدى تدينه لبحثه عن الشهوات والملهيات أو ما يمكن وصفه بنضوب ينابيع الشعور بالإيمان والروحانية الذي أدى إلى الجفاف الروحي لدى الشاب فالشاب حال جفافه الروحي يشبه التائه في الصحراء والذي يبحث عما يروي عطشه مهما كان مصدر الماء وهذا يفسر ملء الشاب فراغه الروحي بالمغريات والشهوات وهنا نطرح سؤالا في غاية الأهمية وهو كيف يمكننا الوصول بالشاب إلى مرحلة الروحانية ومن هم الذين يستطيعون أن يوقظوا لدى الشاب ذلك الشعور المطمئن ؟؟؟
ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال من المهم تبيان دور المجتمع في تكون الروحانية لديه أو مدى معرفة المجتمعات وتطورها في نشوء الروحانية وكيف أثرت في نشوء روحانية الشاب أو كمونها ويمكن القول أن الروحانية في المجتمعات في تكونها تنقسم إلى قسمين :
1- الروحانية في المجتمعات المتخلفة
كثيرا ما تكون تلك المجتمعات أكثر جهلا وتخلفا وأقل علما ومعرفة ولهذا يكثر انتشار الخرافات والبدع والروحانيات التي كانت نتاج الجهل في ذلك المجتمع أي أن الروحانية فقدت معناها الحقيقي أو يمكن القول أن السلوك الروحاني لم يعد دافعه الإيمان أي أن خللا ما حدث في الدافع غير كليا معنى السلوك ولو تأملنا في تلك المجتمعات لوجدنا أن انتشار الروحانية كان سببه الجهل أو ما يمكن تفسيره بجعل الروحانيات والخرافات رداء يستر النقص المعرفي وغطاء على جهل تلك المجتمعات فحين لم يجدوا ما يخفي جهلهم وعجزهم المعرفي بدأوا بمداعبة خيالات الناس بأشياء غامضة كالروحانية ففقدت حينئذ الروحانية الحقيقية معناها السامي في تلك المجتمعات وكذلك نشأت الشاب في تلك المجتمعات فالشاب يتربى في المجتمع المتخلف وينشأ تلقائيا وفق قاعدة معرفية هشة قللت من مدى بحث الشاب عن العلم والمعرفة وهذا يفسر الجفاف الروحي لدى الشاب والناتج عن فراغ الوقت أو عدم استغلال الوقت حينما كان الشاب في تلك المجتمعات مجرد باحث عن الملهيات التي يمكن أن تملأ فراغه الروحي من هنا يمكن القول أن قلة المعرفة لدى الشاب في ظل الجهل المنتشر في المجتمعات المتدنية معرفيا وانتشار الخرافات والروحانية الساترة للجهل هي من أفقد الشاب استشعاره بالمعنى الحقيقي للروحانية ففقد الإطمئنان والهدوء أي أن الروحانية لدى الشاب تغير معناها كليا بتغير ثقافة تلك المجتمعات فلم يعد لها وقع في الراحة النفسية لديه بل جعلته أكثر شقاء
2- الروحانية في المجتمعات المتحضرة ( المتمدنة )
دائما ما يصاحب أي تقدم حضاري وعمراني انخفاض في مستوى التدين لأن مع كل تقدم عمراني وحضاري تزداد المغريات والملهيات وتفقد الروحانية معناها في صخب المدن وشوارعها والإزدحام فيها لأن الروحانية تحتاج إلى قدر عالي من الهدوء والراحة ولا يمكن إيجادها في ظل كثرة الأعمال فالإنسان المتمدن أكثر عملا وانتاجا فهو دائما مشغول في أعماله لهذا تجد الروحانية لدى تلك المجتمعات كامنة أو لا يمكن الوصول إليها في ضجيج المدن وازدحامها فلا تجد في أوساط الشباب أي استشعار للروحانية في حين تكثر الملهيات التي تعطل الصفاء الروحي في صخب التجمعات الشبابية وحينما كان الشاب المتمدن شابا تقنيا كان أكثر بعدا عن الروحانية لأن التقدم التقني والعلمي يخاطب العقل ومنطقياته أكثر من خطاب الروح وعواطفها وللتقدم العلمي والتقني دور بارز في تغيير المبادئ والقيم لدى الشاب ومن الملاحظ في وقتنا الحالي التغير البارز في المبادئ والقيم أو التراتيبية في المجتمعات المتمدنة فقد كان يقال للشاب صالح مستقيم طيب خلوق وغيرها من المبادئ التي تخاطب الفلاح وحين التمدن والتطور العلمي أصبح يقال للشاب مجتهد أثبت وجوده طور نفسه وغيرها من المبادئ التي تخاطب النجاح فكان النجاح للفلاح هو من يسير التراتيبية لدى المجتمعات المتمدنة وهذا ما أثر سلبا على روحانية الشاب لأن الروحانية تزيد كلما زدنا تمسكا بالمبادئ ,ومن هنا يمكن القول أن الروحانية دائمة التغير بين المجتمعات على قدر جهلها أو علمها وتتأثر بمدى المعرفة وتتغير أهدافها بتغير المستوى المعرفي والتطور التقني وغيرها من المتغيرات الفكرية لدى الشاب وإذا أردنا الإجابة عن السؤال السابق يمكننا القول أنه على الشاب إن أراد الوصول إلى معنى الروحانية السامي فعليه أولا الخروج من التلقائية التي نشأ عليها والتي شكلته بشكلها وطبعته بطابعها والتي تغير جذريا في معنى الروحانية لديه بتغير مستوى العلم أو الجهل حسب ثقافة أي مجتمع فالروحانية شيء داخلي ولا يمكن لأحد أن يستطيع إيصال الشاب إلى الروحانية سوى ذاته وعلى الشاب أن يعلم أن بقدر تمسكه بمبادئه وقيمه بقدر ما يشعر بالروحانية ولو سعى الشاب إلى تفضيل مبادئه على حساب مصالحه وسعى إلى بناء نظمه الفكرية على مبادئ نبيلة توصله إلى معنى الروحانية التي تجعله أكثر سعادة وعطاء وأكثر بحثا عن التطور والرقي.
على الشاب أن يعلم أن الروحانية لن تكون بداخله إلا إذا سعى لوجودها بمعناها الحقيقي فلا أحد يوصل الشاب إلى روحانيته سواه هو الذي يستطيع أن يجعلها شعورا ملازما له عند ترسيخه للمبادئ والقيم التي تجعل منه أكثر سعادة وبهجة وأكثر بذلا وعطاء لمجتمعه فرفاهية الروح لا تكون إلا بالبذل والعطاء
بقلم :
محمد عوض الأسمري
محمد عوض الأسمري