موقع (فيس بوك) خطر يهدد الخصوصية الفردية
موقع (فيس بوك) خطر يهدد الخصوصية الفردية
عوض آل سرور الأسمري
مع ظهور الثورة الإلكترونية, التي سهلت انتشارها شبكة الإنترنت العالمية, ومع ازدياد المخترعين والمكتشفين في جميع أنحاء العالم, زادت المبتكرات التقنية والعلمية, وخصوصاً في عالم البرمجيات والحواسيب.
لم تعد المخترعات والاكتشافات العلمية حكرا على العلماء والباحثين الذين يبذلون جل أوقاتهم في معاملهم ومختبراتهم. عندما أصبح هذا العالم يشبه قرية كبيرة لخدمة البشرية بفضل التواصل الإلكتروني عن طريق شبكة الإنترنت, ووسائل الاتصالات الأخرى, ظهر عدد كبير من المخترعات التي تلبي طموحات كثير من سكان هذه القرية, ومنها على سبيل المثال: خدمات البريد الإلكتروني التي عززت التواصل بين أفراد المجتمعات, ومحركات البحث المتطورة, التي أصبحت تنوب عن المكتبات الكبيرة, بل تعد أكبر مراكز متجددة وثرية بالمعلومات. كما أن هناك عددا كبيرا من المواقع التي تدعم التواصل بين شعوب العالم. وما موقع التواصل الشخصي face book - الذي يتيح لمستخدميه عدة ميزات, وبعدد كبير من اللغات المختلفة - إلا مثالا آخر على المخترعات والابتكارات الجديدة, التي تسهم في خدمة العولمة ومبدأ القرية الكونية الواحدة التي تتيح التواصل بين شعوبها.
قصة اختراع «فيس بوك»
قام الطالب مارك جوكربيرج (23 عاما) من جامعة هارفرد الأمريكية في عام 2004 بتصميم موقع متواضع يخدمه وزملاءه لتبادل الرسائل والأخبار. كان مارك طالبا مولعا بتصميم المواقع والإنترنت. لم يكن يقصد الدخول في مشاريع استثمارية, ولكنه عندما دشن موقعه, اكتسب شهرة كبيرة, واشترك فيه عدد كبير من طلاب الجامعات والمدارس . بعد سنتين من تدشين الموقع, فُتِح للراغبين في الاشتراك, وارتفع عدد المشاركين إلى أكثر من 40 مليون عضو خلال سنة . ذكرت الإحصائيات أن عدد أعضاء الموقع تجاوز 60 مليونا ويدخله يوميا ما يزيد على 150 ألف مشترك, شكلت الإناث أكثر من 70 في المائة مما أحدث تغييراً جوهريا في شكل ومحتوى ووظائف وخدمات الموقع. وقد حصل جوكربيرج على عدة عروض لشرائه تتجاوز المليار, ولكنه رفض. سعت مايكروسوفت إلى شراء 5 في المائة من قيمة الموقع بمبلغ يصل إلى 500 مليون دولار لاحتكار إعلانات الإنترنت. وهذا يعني أن القيمة الإجمالية للموقع قد تصل إلى عشرة مليارات دولار. ويسعى مؤسس الموقع إلى تقديم مزيد من الخدمات التفاعلية تسمح لتبادل المعلومات بين المشتركين.
الـ «فيس بوك» يهدد الخصوصية الفردية
هناك من ينتقد الموقع قائلاً إنه يهدد خصوصية المستخدمين, وإن هناك قصورا واضحا في حمايتهم, خاصة صغار السن. وقد تعرض بعضهم لملاحقات جنسية من قبل المستخدمين. كذلك اشتراطات الخصوصية في الموقع تتيح استغلال صور المشتركين وبياناتهم ونشاطاتهم الاجتماعية للمتاجرة بها. وتعطي الحق للموقع في بيعها لشركات التسويق العالمية أو لجهات غير معروفة, وهذا يتيح للاستخبارات الدولية, أو بعض الجهات الإرهابية استغلال المعلومات الفردية, مما حدا بعدد من الجهات الرسمية العالمية إلى حظر الموقع. وخصوصاً الجهات الأمنية والعسكرية التي حظرت على أفرادها الدخول إلى موقع الفيس بوك. من عيوب هذا الموقع أنه يساعد على الإدمان على الإنترنت, ويجعل المستخدمين كتابا مفتوحا للجميع.
وأخيراً هل يبدو في الأفق البعيد نهاية لعالم الابتكارت الإلكترونية؟ أو يا ترى ما الاكتشاف المثير القادم في هذا العالم؟
الإقتصادية//