×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

امتياز التعدين في تنومة يضم غابات وقرى وليس حصرا على جبل واحد

امتياز التعدين في تنومة يضم غابات وقرى وليس حصرا على جبل واحد



الدكتور عبدالرحمن محمد هشبول - الوطن
جريدة الوطن- الثلاثاء 1 جمادى الأولى 1429هـ
الوطن : الدكتور عبدالرحمن محمد هشبول ... الثلاثاء 1 جمادى الأولى 1429هـ
تعليقا على ما نشرته الوطن بتاريخ 13/4 و 16/4 للكاتبين صالح الشيحي وعلي الموسى حول كارثة التعدين فيما سمي بـ"جبل الصفحه" غرب تنومة بني شهر. أقول لقد أصابا أيما إصابة إذ ذكر صالح الشيحي أن المواطنين في تنومة غاضبون أشد الغضب و تبرير غضبهم ناتج عن ثمن ذلك التعدين إذ هو عبارة عن تهجير السكان وتدمير البيئة. وقد أجاد الدكتور الموسى حينما قال كلمة قليلة المبنى عظيمة المعنى هي "اغتيال الطبيعة". وما يترتب على ذلك من آثار على السكان والسياحة. إن عدد أشجار الزيتون والعرعر التي ستقتلعها آلة التعدين الجبارة، وعدد السكان الذين سيهجرون من قراها هربا من أذية تلك الآلة. وعدد السائحين وأنواع الحياة الفطرية التي ستنفر من الموقع، وعدد ذرات الهواء التي سيلوثها التعدين كبير جداً جداً ولا يستهان به. وأبين ما أجمل في المقالين بالقول: إن الجهة الرسمية المعنية بالموضوع وهي وزارة البترول، قد ارتكبت أخطاء بخصوص التعدين في تلك المنطقة، وعلى وزارة البترول والثروة المعدنية أن تسأل نفسها عن الأسباب. ومن هذه الأخطاء: 1- تسمية الموقع: إذ أسمته من تلقاء نفسها "بجبل الصفحة" في حين أن هذه التسمية غير موجودة لأي موقع في المنطقة. وهذه التسمية توهم بسلامة الإجراء. لأن التعدين عادة ما يكون في الجبال والصخور. 2- اسم "الصفحة" اسم لقرية عريقة مأهولة بالسكان وضليعة في الإنتاج الزراعي كالقمح والشعير والذرة، وشتى الفاكهة وعريقة في الإنتاج الحيواني وليست جبلا كما حددت الوزارة. 3- أغفلت الوزارة أسماء المتنزهات التي ضمها الامتياز وإغفال الإمكانات السياحية كمتنزهات الشرف الشهيرة، ومتنزهات الأربوعة والمتنزهات المجاورة والملاصقة للامتياز كمتنزه المحفار المشهور، الذي يضم فندقا ومنتجعا سياحيا. 4- لماذا السكوت عن أسماء القرى ومحتويات المنطقة التي ضمها الامتياز كالأربوعة والشرف وآل عضاه والصفحة والمزراع والمساجد والغابات والطرق والمنتجعات السياحية وخدمات الدولة. كل ما تقدم ذكره أسمته الوزارة "جبلا". هل تتسع اللغة العربية لتسمية كل ما ذكر بـ "جبل". والغريب أن تؤكد الوزارة في خطاباتها الرسمية أن موقع الامتياز هو عبارة عن قمة جبل صخري وليست به أشجار. أين هي هذه القمة التي مساحتها 3600 ألف متر مربع وليست بها أشجار, هل يوجد في العالم قمة صخرية صماء ملساء بهذه المساحة وبهذه الصفة؟. وإذا تساءلنا عن سبب وضع الامتياز على هذا الموقع المأهول بالسكان، وإدخال المساكن والمزارع والمدارس والغابات ضمنه، لم نجد سببا مؤهلا لذلك إلا الرغبات والمصالح الخاصة و عدم الالتفات إلى هذا الموقع. وحق الإنسان في العيش بموطنه وقريته. وما ارتبطت به مصلحته الشرعية، وعدم الاكتراث بالمقومات الطبيعية للوطن واستسهال تدميرها. ما الذي حدا بهم إلى ارتكاب هذه الجرأة على المواطن لينتزعوه من أرضه وبيئته ويجبروه على مغادرة قريته والهجرة منها وإحلال شركة ذات مصلحة خاصة في مكانه. أين الموانع الدينية والموانع النظامية المحلية منها والدولية وكل موانع الجمعيات والمؤسسات والهيئات المحلية والعالمية. كل هذا في سبيل ماذا ولمصلحة من؟. ما ذنب هؤلاء المواطنين البسطاء، حين يصبحون ويمسون على وقع أصوات المعدات والآلات والضوضاء والإزعاج, فضلا عن تلويث الهواء وتدمير البيئة. و لمصلحة من، تعطيل استراتيجية السياحة في هذا الموقع الذي أجزم ويجزم غيري أنه من أجمل المواقع على الإطلاق في المملكة وهو القابل للاستثمار السياحي. ومن عجب أن تمكن الشركة من العمل في هذا الموقع، برغم معارضة عدد كبير من الجهات الرسمية المعنية. بالإضافة إلى معارضة المواطنين وشكاواهم لمدة ثمان سنين متواصلة. كل هذه الموانع رفعت جهات رسمية مسؤولة بطلب إلغاء الامتياز لما يسببه من آثار سلبية جمة على المواطنين والبيئة والسياحة. وأهيب بالجميع إلى ممارسة دورهم في جلاء غمة المواطنين في تنومة وأن يتحركوا لحماية الإنسان والبيئة وتلك المقومات الطبيعية الخلابة مما يمر بها. الدكتور عبدالرحمن محمد هشبول - جامعة الملك فيصل


المقالة منقولة من قسم قضية التعدين بالموقع الذي تم اغلاقة .( بهدف ارشفتها والأحتفاظ بها .)..بعد قرار الغاء لامتياز وانتهاء القضية ....ولله الحمد
 0  0  6400