×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ليست كل العادات حميدة (3)

مناسبات الأعراس


وفي هذه الحلقة الثالثة من نقدنا الإجتماعي للمارسات الخاطئة ولمحاولة توعية مجتمعنا للحد منها فأقول

إننا نشجع ونحث على الزواج للحد من العنوسة لدى شبابنا من الجنسين وفي الدرجة الأولى أكمال الدين ودرء المفاسد والذي يحض عليه ديننا وقيمنا ولكن تحت طاءلة الاثر الخالد( أفضل الزواج أيسره مئونة ) ولأن أقامة مناسبات الأفراح أصبحت هماً وهاجساً للمتزوج وأسرته وعلى أسرة الزوجة أيضاً فقد اقتبسنا أو صُبغنا بعادات وممارسات أو أبتكرناهاومنها ما فرضته ظروف التقليد الأعمى والصرعات المصطنعة التي دخلت على مجتمعنا من بهرجة ومظاهر تحولت الى تنافس بين الأسر بعضهاببعض فلا بد من اسئجار صالة أو قصر بمبالغ ربما تفوق الإمكانية لمعظم العرسان وذويهم و التوسع بتهيئة وليمة العشاء نسبة للذين سيحضرون رجالاً ونساء وأحيانا يفوق العدد ما هو متوقع خاصة في المناسبات المقامة في العطل الصيفية حتى يحضر الكثير ممن لا توجه لهم دعوات خاصة من العائلات بأعداد متفاوته كأن تقوم بعض الاسر أو المدعوات بدعوة أقاربها وجيرانها أو تطفلاً فتغص الصالة المخصصة للنساء بالحاضرات وفي كثير من الحالات حسب ما سمعت لا يجدن أماكن للجلوس أو على سفرة الطعام إلا على دفعات متتالية وعلى كّلِ فإن المذبوحات تتراوح بين الخمسة عشر والعشرون وأكثر وأقل حسب الوضع فالوليمة ستكفي وتزيد لكن ما يزيد يُساء استخدامه وتوزيعه إن تم فيرمى أكثرها ولما لهذا من آثار سلبية صحية كإنبعاث الروائح وتوالد وانتشار الحشرات والإضرار بالبيئة حتى القطط والكلاب والقردة أصبحت تعاني من التخمة والسمنة .

وقبل هذا كله التعمد في الإكثار وإهدار هذه النعم التي سيحاسب عليها المتسبب والمجتمع من حوله ديناً ودنيا وآخرة .

أما ما يقام للنساء من وجود ( مطبلات ومغنيات ) وبهرجة فشيء مفروغ منه وبحسب المثل المصري الدارج ( حكم الأوي عالضّعيف ) و أدخلت تقليعات جديدة منها (البوفيه المفتوح ) وتضم المعقول وغير المعقول من الحلويات والمرطبات بالاضافة الى الهدايا التي توزع على الحاضرات وهذا لا يعني اننا لانشجع على اظهار الفرح والتشهير بالزواج ولكن في حدود المنطق والمعقول وبعيداً عن التكلف مع ما نشهده من غلاء عرضنا بعض جوانبه في الحلقات السابقة .

وقبل هذا أيضاً بطاقات الدعوة والتي يتم التفنن في إخراجها من مطابع الدعاية والإعلان ووضع عبارات هي أقرب الى الضحك على الذقون من كونها دعوة لحضور مناسبة زواج مثل ( زواج فلان إبن الشيخ فلان على إبنة أو شقيقة الشيخ علّان ) فقد أصبح الجميع شيوخاً وجرد هذا اللقب من محتواه إذ أنه من ألقاب شيوخ العلم ورؤساء القبائل وكبار السن على سبيل التقدير بينما يمكن استبدال هذه العبارات بالفاضل - المحترم - السيد وهكذا.

أما ما يصرف على هذه المناسبات فإن الزوج أولى بها أو بنصفها على الأقل وحتى لو كانت المناسبة مشتركة بين طرفي الزواج فإن العروس أيضا أولى بمهرها أو شيئاً منه للإسفادة من هذه المبالغ المهدرة في تهيئة السكن ومتطلباته المعروفة ودفع إيجاره الذي أصبح باهضاً في كل مكان إذا كان الزوج لا يملك مسكناً او وسيلة نقل أو قضاء دين أو جعله رصيداً للظروف المستقبلية بدلاً من التبذير والتنافس في التكلّف والمظاهر السلبية إذ لا نجد التنافس أو نراه في التسابق للخير لبناء الاسرة وتنمية مستوى المعيشة التي تتطلبها ظروف الغلاء الحالية وبدلاً من أن يكبل بالديون التي تثقل كاهله وهو في بداية انطلاقه للحياة الأسرية

فاتقوا الله وعوّ فإن الكثير منا لا يؤمن بهذه الممارسات وربما تحمل الكثير من الأباء الأعباء المادية والنفسية في سبيل مسايرة المجتمع في هذه المناسبات وأمثالها والله المستعان
.




بقلم الأستاذ
سعيد علي محمد الشهري
تنومة
 0  0  3158