نجاح كبار السن في فن العلاقات العامة
نجاح كبار السن في فن العلاقات العامة
قديماً لم يكن هناك وسائل اتصال لمعرفة الاخبار والاحداث التي تدور في المجتمع فيعتمد الناس على الضيوف القادمين من خارج المنطقة لمعرفة الاخبار والمناسبات التي تقام خارج القبيلة او المنطقة التي يعيشون فيها .وكثيراً نسمع هذه العبارة والذين يرددهااغلب كبار السن وعادة تقال لمعرفة اخر الاخبار المستجدة عند الشخص الضيف فيبداء في حديثه بعبارة (علمنا ... سلامتكم ) ثم يتطرق في حديثة عن مشواره من اخر لقاء جمعه بالشخص المضيف شارحاً له كل مجريات حياته اليومية المهمة والمكان الذي اتى منه وكذلك المناسبات التي اقيمت والتطرق في علمه ( كلامه ) الى بعض اخبار اقاربه المتواجدين خارج المنطقة .
ويعطر الشخص المتحدث عباراته بكلمات رنانة وسجع جميل .
وبعد ان ينتهي الضيف من سرد علومه يأتي دور المضيف الذي ينقل له اخبار المنطقة والمناسبات والاحداث التي حدثت بالتفصيل .
ولازلت اتذكر في مناسبات الزواج عندما يقف احد كبار السن معطراً مناسبة الفرح بكلمات رائعة وتوجيهات مفيدة لحاضري المناسبة .
وهذه احدى فنون العلاقات العامة وهي القدرة على نقل التجارب اليومية بقالب اخباري وكم سمعنا من كبار السن بأن فلان من الناس ( المتكلم بأسم القبيلة ) والذي يسمى الان في أغلب الدوائر الحكومية بالمتحدث الرسمي .
وهذا دليل على أن كبار السن عندنا يمتلكون حساً أدبياً رائعاً وفناً راقياً من فنون العلاقات العامة وقد يمثل القبيلة رجلاً متمرساً ومحاور متمكناً ولديه لباقة جيدة في التحدث وبخاصة في المواقف التي تتطلب رباطة جأش وقوة حجة والثبات على الموقف.
ويسرني أن استشهد بهذه الطريقة المتبعة أثناء حديث كبار السن مع بعضهم البعض عند اللقاءات العامة والرسمية.
أولاً : الضيف : علومنا خير وهُدى وصلى الله على النبي المصطفى..
أما من ناحية الديار، والأعلام، والأخبار، فعلمها عند الواحد القهّار، أرضنا غُبرة وعند الله الشبرة، البيت أخضر، والوادي أغبر، والله عليمٌ بذلك واخبر، الولد لوالده فتين والماء يجحده الطين، والخصماء ما يستبقون على الدِين، صفّة آخر الزمان، حِماهم فيض، ورِحمهم غيض، هروجهم فلط، وقروشهم زلط، أما من ناحية الأسواق، فسوق شُرى يعلّم عن جميع القُرى، حكومتنا سارّهء قارّهء، ومن حكم نفسه فما عليه حاكم، أما من ناحية الحلال، فهي مثل المحال، واثمانها خيال، الثور الطيب باربعة قروش، والمخبور بخمسة، والغنم بثلاثة، منها ودون، حبَّهم نُصيف وشُطرة،ربيع ورابعة الى حد ثلاث زنِان (الزِنة) بالملح الخُليفي مِدء وشُطره.
لا بدوة ولا عدوة، الستر يدوم، غيرها لفيناك يا الشيخ فلان ونخيناك وقصدنا الله ثم قصدناك، تفزع لنا بعشرة قروش !!، هذا في قد أعلامنا، وما نفيدك به وسلامتك ومن يوحي.
ثانياً (الرد) وهو: رد المضيف على سياق علم الضيف ويقول: (سالم وغانم، حياك الله وعلمك، الديره مرّيت وريت، وما عنك بشي خافي، الأسواق والأسعار مثل ما عدَّيت. العُربان بخير، وما طاري خلاف ونحمد الله.
المطر ما جانا شيء، وعند الله خير، من جهة ملفاك، فحياك الله، لحاجة ولغير حاجة، أما من حيث ما تنحى فيه والله ان الأمور متعكرة، غير على قول القايل: (مالبخيل اللي يبخل بماله.. البخيل اللي يبخل بجاهه) وندور ما طلبت ان شاء الله بجاهنا وجهدنا، وهذا ما عندنا ونتقفى به علمك، وسلامتك ومن يوحي.
ويمتاز كبار السن عندنا بإجادة هذا الفن الرائع الذي يعتبر في عصرنا الحديث فن من فنون العلاقات العامة , ولا زلنا نسمع الى يومنا الحاضر فلان من الناس له دور كبير في حل المشاكل والمنازعات بسبب مايمتلكه من اسلوب مميز في فن التحاور من الاخرين .
ومن صفات المحاور الجيد :
1- الصدق في الكلام و حسن النية.
2- فهم طبيعة الشخص الذي تتحدث معه و مستوى فهمه للأمور.
3- الوعي بطبيعة الزمان و المكان و البيئة المحيطة و المجتمع الذي يتم فيه الحديث.
4- تحديد الهدف بدقة من الحوار أو النقاش أو الحديث.
5- مناقشة الأفكار السلبية,و الرد عليها بهدوء.
6- الموازنة بين مكاسب و أضرار الحوار المتوقعة.
7- الإلمام الجيد بموضوع الحديث أو الحوار و حسن تنسيق الأفكار و الأسانيد و البراهين اللازمة للمناقشة و عرضها بالتدريج.
8- البدء دائما في أي حوار بما يمكن الاتفاق عليه أو ما يسميه الآخرون بالمسلمات.
9- ان يمتلك بعض المهارات الخاصة مثل بشاشة الوجه و حسن الاستماع و عدم اللجوء إلى الاستئثار بالحديث
هذه الصفات توصل إليها بعض قادة تطوير المهارات البشرية بعد حصولهم على دورات تدريبية وحضورهم لمؤتمرات ومحاضرات متخصصة في هذا المجال .
ومع ذلك نلاحظ توفر هذه الصفات في كبار السن عندنا ومدى نجاحهم في هذا الفن الرائع .
(فهنيئاً لنا بهم رحم الله الميت منهم وأمد بعمر الحي منهم )
وأخيراً اقول لكم ( هذا علمنا ...... وسلامتكم)
ويعطر الشخص المتحدث عباراته بكلمات رنانة وسجع جميل .
وبعد ان ينتهي الضيف من سرد علومه يأتي دور المضيف الذي ينقل له اخبار المنطقة والمناسبات والاحداث التي حدثت بالتفصيل .
ولازلت اتذكر في مناسبات الزواج عندما يقف احد كبار السن معطراً مناسبة الفرح بكلمات رائعة وتوجيهات مفيدة لحاضري المناسبة .
وهذه احدى فنون العلاقات العامة وهي القدرة على نقل التجارب اليومية بقالب اخباري وكم سمعنا من كبار السن بأن فلان من الناس ( المتكلم بأسم القبيلة ) والذي يسمى الان في أغلب الدوائر الحكومية بالمتحدث الرسمي .
وهذا دليل على أن كبار السن عندنا يمتلكون حساً أدبياً رائعاً وفناً راقياً من فنون العلاقات العامة وقد يمثل القبيلة رجلاً متمرساً ومحاور متمكناً ولديه لباقة جيدة في التحدث وبخاصة في المواقف التي تتطلب رباطة جأش وقوة حجة والثبات على الموقف.
ويسرني أن استشهد بهذه الطريقة المتبعة أثناء حديث كبار السن مع بعضهم البعض عند اللقاءات العامة والرسمية.
أولاً : الضيف : علومنا خير وهُدى وصلى الله على النبي المصطفى..
أما من ناحية الديار، والأعلام، والأخبار، فعلمها عند الواحد القهّار، أرضنا غُبرة وعند الله الشبرة، البيت أخضر، والوادي أغبر، والله عليمٌ بذلك واخبر، الولد لوالده فتين والماء يجحده الطين، والخصماء ما يستبقون على الدِين، صفّة آخر الزمان، حِماهم فيض، ورِحمهم غيض، هروجهم فلط، وقروشهم زلط، أما من ناحية الأسواق، فسوق شُرى يعلّم عن جميع القُرى، حكومتنا سارّهء قارّهء، ومن حكم نفسه فما عليه حاكم، أما من ناحية الحلال، فهي مثل المحال، واثمانها خيال، الثور الطيب باربعة قروش، والمخبور بخمسة، والغنم بثلاثة، منها ودون، حبَّهم نُصيف وشُطرة،ربيع ورابعة الى حد ثلاث زنِان (الزِنة) بالملح الخُليفي مِدء وشُطره.
لا بدوة ولا عدوة، الستر يدوم، غيرها لفيناك يا الشيخ فلان ونخيناك وقصدنا الله ثم قصدناك، تفزع لنا بعشرة قروش !!، هذا في قد أعلامنا، وما نفيدك به وسلامتك ومن يوحي.
ثانياً (الرد) وهو: رد المضيف على سياق علم الضيف ويقول: (سالم وغانم، حياك الله وعلمك، الديره مرّيت وريت، وما عنك بشي خافي، الأسواق والأسعار مثل ما عدَّيت. العُربان بخير، وما طاري خلاف ونحمد الله.
المطر ما جانا شيء، وعند الله خير، من جهة ملفاك، فحياك الله، لحاجة ولغير حاجة، أما من حيث ما تنحى فيه والله ان الأمور متعكرة، غير على قول القايل: (مالبخيل اللي يبخل بماله.. البخيل اللي يبخل بجاهه) وندور ما طلبت ان شاء الله بجاهنا وجهدنا، وهذا ما عندنا ونتقفى به علمك، وسلامتك ومن يوحي.
ويمتاز كبار السن عندنا بإجادة هذا الفن الرائع الذي يعتبر في عصرنا الحديث فن من فنون العلاقات العامة , ولا زلنا نسمع الى يومنا الحاضر فلان من الناس له دور كبير في حل المشاكل والمنازعات بسبب مايمتلكه من اسلوب مميز في فن التحاور من الاخرين .
ومن صفات المحاور الجيد :
1- الصدق في الكلام و حسن النية.
2- فهم طبيعة الشخص الذي تتحدث معه و مستوى فهمه للأمور.
3- الوعي بطبيعة الزمان و المكان و البيئة المحيطة و المجتمع الذي يتم فيه الحديث.
4- تحديد الهدف بدقة من الحوار أو النقاش أو الحديث.
5- مناقشة الأفكار السلبية,و الرد عليها بهدوء.
6- الموازنة بين مكاسب و أضرار الحوار المتوقعة.
7- الإلمام الجيد بموضوع الحديث أو الحوار و حسن تنسيق الأفكار و الأسانيد و البراهين اللازمة للمناقشة و عرضها بالتدريج.
8- البدء دائما في أي حوار بما يمكن الاتفاق عليه أو ما يسميه الآخرون بالمسلمات.
9- ان يمتلك بعض المهارات الخاصة مثل بشاشة الوجه و حسن الاستماع و عدم اللجوء إلى الاستئثار بالحديث
هذه الصفات توصل إليها بعض قادة تطوير المهارات البشرية بعد حصولهم على دورات تدريبية وحضورهم لمؤتمرات ومحاضرات متخصصة في هذا المجال .
ومع ذلك نلاحظ توفر هذه الصفات في كبار السن عندنا ومدى نجاحهم في هذا الفن الرائع .
(فهنيئاً لنا بهم رحم الله الميت منهم وأمد بعمر الحي منهم )
وأخيراً اقول لكم ( هذا علمنا ...... وسلامتكم)
محمد بن السويدي