المتهورون
المتهورون
لا أحد يمكنه إنكار أن الحوادث في المملكة باتت هاجسا يؤرق الجهات المعنية، وقبلها يؤرق كل أب وأم وأسرة كاملة على أبنائها وفلذات أكبادها الذين أصبحت الحوادث تفتك بهم ليس بشكل يومي فقط، بل على مدار الساعة، وهذه الحقيقة أصبحت واقعا مؤلما نعيشه ونتجرع مرارته ومن ينكرها فعليه أولا بزيارة المستشفيات ليشاهد على أرض الواقع حالات ما زال لها في العمر بقية بإرادة رب الأرض والسموات رغم ما تعانيه إما من شلل بأنواعه المتعددة أو كسور أو فقدان للوعي أو.. أو .. إلخ. وإن أراد أن تكتمل فصول الصدمة ويشيب رأسه فليقرأ وليطلع على الإحصائيات المرورية وسيجد ما يدمي القلب.
ما ذكره أعلاه ما هو إلا مقدمة، فالحوادث بشكل عام ليست حديثنا، الموضوع ينحصر في أولئك المتهورين الذين إضافة إلى أنهم قد يتسببون في إزهاق أنفسهم فهم كذلك قد يتسببون في إزهاق أنفس بريئة أخرى، بشكل أقل ما يقال عنه إنه متعمد، وسأورد أمثلة من الواقع.
شهر رمضان الذي انقضى قبل عدة أيام، نسأل الله تعالى أن يعيده علينا وعليكم بالخير، دائما ما تشهد اللحظات الأخيرة قبيل انطلاق موعد الإفطار وجود متهورين حيث يعمد البعض منهم إلى السير بسرعة عالية جدا وعدم التوقف عند الإشارات المرورية التي تقابله معرضا حياته وحياة الآخرين للخطر. والأمر نفسه يحدث عن اقتراب وقت السحور. رغم أن هؤلاء لو أمعنا النظر فيما أشغلهم حتى تأخر الوقت لوجدنا أنه لم يكن لديهم ما يستحق بالفعل أن يؤخرهم، والمؤسف أن ذلك يتكرر عند البعض بشكل يومي. وبسبب هؤلاء وأمثالهم عمدت الجهات الأمنية إلى التواجد بشكل كثيف أوقات الإفطار، خصوصا في المدن الكبرى كالرياض.
المثال الآخر من أمثلة التهور، التجاوز في أي مكان وزمان فإن أفسحت المجال لهذا المتهور وإلا فقد تجد نفسك خرجت بسيارتك عن الأسفلت غير عابئ هذا المتهور بمن في الطريق وكأنه يمتلكه وبالتالي له الحق بالسير فيه كيفما يشاء.
إننا بحاجة إلى توعية أكبر وأشمل، لا أعتقد أننا بحاجة إلى استحداث المزيد من المخالفات والطرق العقابية، بل التوعية والتوعية الفعالة المدروسة هي من يحقق نتائج مرضية، ولا مانع من أن تدخل هذه التوعية أغلب إن لم يكن كل مناشط الحياة سواء على مستوى التعليم في المدارس والجامعات وهي مهمة جدا لهؤلاء بالذات متى ما فُعلت بالشكل المطلوب وحرص منفذوها على أن تحقق الهدف المأمول. إضافة إلى ذلك فمن المناسب لو عمدت الإدارة العامة للمرور بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لاستحداث يوم ضمن أسبوع المرور بحيث يكون هناك ورش عمل في المدارس ينفذها رجال أمن من إدارة المرور في كل منطقة ومدينة لتوعية الطلاب سواء في المدارس أو الكليات أو الجامعات.
أيضا حبذا لو أسهم العلماء والمشايخ بدور آخر مكمل سواء عن طريق البرامج التلفزيونية أو المحاضرات أو الخطب.
أخيرا.. من الأهمية بمكان أن تستغل المناسبات التي اعتاد عليها المواطنين بشكل سنوي كفعاليات التنشيط السياحي في أبها والطائف ومدن المملكة الأخرى والتي دائما ما تحرص الأسر على الحضور بحيث يمكن التنسيق بين إدارة المرور والقائمين على هذه الفعاليات ويستقطع جزء من أوقات بعض الفعاليات التي تشهد حضورا كبيرا كي يتخللها برنامج مصور توعوي عن أخطار الحوادث والتهور وطريق حدوثها والأسباب الرئيسية، ومخاطر السرعة الجنونية وقطع الإشارة والتجاوز الخاطئ وغيرها، ومع نهاية كل برنامج يتم وضع عدة أسئلة مرورية يوضع لها جوائز كتحفيز للحضور، على أن توزع نشرات تحكي الواقع المؤلم للحوادث المرورية في المملكة.
خاتمة
عيدكم مبارك.. كل عام وأنتم بخير.
ما ذكره أعلاه ما هو إلا مقدمة، فالحوادث بشكل عام ليست حديثنا، الموضوع ينحصر في أولئك المتهورين الذين إضافة إلى أنهم قد يتسببون في إزهاق أنفسهم فهم كذلك قد يتسببون في إزهاق أنفس بريئة أخرى، بشكل أقل ما يقال عنه إنه متعمد، وسأورد أمثلة من الواقع.
شهر رمضان الذي انقضى قبل عدة أيام، نسأل الله تعالى أن يعيده علينا وعليكم بالخير، دائما ما تشهد اللحظات الأخيرة قبيل انطلاق موعد الإفطار وجود متهورين حيث يعمد البعض منهم إلى السير بسرعة عالية جدا وعدم التوقف عند الإشارات المرورية التي تقابله معرضا حياته وحياة الآخرين للخطر. والأمر نفسه يحدث عن اقتراب وقت السحور. رغم أن هؤلاء لو أمعنا النظر فيما أشغلهم حتى تأخر الوقت لوجدنا أنه لم يكن لديهم ما يستحق بالفعل أن يؤخرهم، والمؤسف أن ذلك يتكرر عند البعض بشكل يومي. وبسبب هؤلاء وأمثالهم عمدت الجهات الأمنية إلى التواجد بشكل كثيف أوقات الإفطار، خصوصا في المدن الكبرى كالرياض.
المثال الآخر من أمثلة التهور، التجاوز في أي مكان وزمان فإن أفسحت المجال لهذا المتهور وإلا فقد تجد نفسك خرجت بسيارتك عن الأسفلت غير عابئ هذا المتهور بمن في الطريق وكأنه يمتلكه وبالتالي له الحق بالسير فيه كيفما يشاء.
إننا بحاجة إلى توعية أكبر وأشمل، لا أعتقد أننا بحاجة إلى استحداث المزيد من المخالفات والطرق العقابية، بل التوعية والتوعية الفعالة المدروسة هي من يحقق نتائج مرضية، ولا مانع من أن تدخل هذه التوعية أغلب إن لم يكن كل مناشط الحياة سواء على مستوى التعليم في المدارس والجامعات وهي مهمة جدا لهؤلاء بالذات متى ما فُعلت بالشكل المطلوب وحرص منفذوها على أن تحقق الهدف المأمول. إضافة إلى ذلك فمن المناسب لو عمدت الإدارة العامة للمرور بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لاستحداث يوم ضمن أسبوع المرور بحيث يكون هناك ورش عمل في المدارس ينفذها رجال أمن من إدارة المرور في كل منطقة ومدينة لتوعية الطلاب سواء في المدارس أو الكليات أو الجامعات.
أيضا حبذا لو أسهم العلماء والمشايخ بدور آخر مكمل سواء عن طريق البرامج التلفزيونية أو المحاضرات أو الخطب.
أخيرا.. من الأهمية بمكان أن تستغل المناسبات التي اعتاد عليها المواطنين بشكل سنوي كفعاليات التنشيط السياحي في أبها والطائف ومدن المملكة الأخرى والتي دائما ما تحرص الأسر على الحضور بحيث يمكن التنسيق بين إدارة المرور والقائمين على هذه الفعاليات ويستقطع جزء من أوقات بعض الفعاليات التي تشهد حضورا كبيرا كي يتخللها برنامج مصور توعوي عن أخطار الحوادث والتهور وطريق حدوثها والأسباب الرئيسية، ومخاطر السرعة الجنونية وقطع الإشارة والتجاوز الخاطئ وغيرها، ومع نهاية كل برنامج يتم وضع عدة أسئلة مرورية يوضع لها جوائز كتحفيز للحضور، على أن توزع نشرات تحكي الواقع المؤلم للحوادث المرورية في المملكة.
خاتمة
عيدكم مبارك.. كل عام وأنتم بخير.