الغربال 1
قال ابن حجر: (عن الهرماس بن صعصعة الهدلمي عن أبيه حدثني أبو ذئب الشاعر، قال: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلوا جميعًا بالإحرام).
فقلت مه؟
فقال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ... (و) ساق قصيدة رثا بها النبي صلى الله عليه وسلم منها:
قلت: وهذا الشاعر هو صاحب القصيدة العينية المشهورة في رثاء أولاده الخمسة الذين أصابهم الطاعون: (فماتوا في عام واحد، وكانوا رجالاً، ولهم بأس ونجدة) فقال: (2)
شك هنا أنه تناول شعري ممتاز، والمثير للأحاسيس يظهر في قوله السابق الأول:
(وتزعزت آطام بطن الأبطح)
لله هذا الفوات: محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام يصطفيه ربه، ويلحق بالرفيق الأعلى، ويغيب هذا النور، فلا مشاحة، ولا بخس في إظهار هذا الوجد، وبسط هذا الشعور، أمَّ هذا الشاعر طيبة الطيبة: مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وملتقى الصِّحابة عليهم الرضوان، حتى إذا نزلها أدرك نعى هذا النبي عليه السلام، فاستقل بأحاسيسه، وبكى هذا الواقع المرير واستبكى العناصر، ولكنه يتفوق في عجز بيته نفسه ليجعل تلك الثوابت الصَّماء تحزن وتمور، إنها المصيبة حقاً.
(1) الإصابة 466 ، 67
(2) المصدر نفسه 466
(3) المصدر نفسه 466
فقلت مه؟
فقال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ... (و) ساق قصيدة رثا بها النبي صلى الله عليه وسلم منها:
كسفتْ لمصرعه النجوم وبدرها =وتزعزعت آطام بطن الأبطح(1)
قلت: وهذا الشاعر هو صاحب القصيدة العينية المشهورة في رثاء أولاده الخمسة الذين أصابهم الطاعون: (فماتوا في عام واحد، وكانوا رجالاً، ولهم بأس ونجدة) فقال: (2)
أمن المنون وريبها تتوجع =والدّهر ليس بمعتب من يجزع
وتجلدي للشامتين أريهم =أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها =ألفيت كل تميمة لا تنفع
والنفس راغبة إذا رغبتها =وإذا ترد إلى قليل تقنع(3)
وتجلدي للشامتين أريهم =أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها =ألفيت كل تميمة لا تنفع
والنفس راغبة إذا رغبتها =وإذا ترد إلى قليل تقنع(3)
شك هنا أنه تناول شعري ممتاز، والمثير للأحاسيس يظهر في قوله السابق الأول:
(وتزعزت آطام بطن الأبطح)
لله هذا الفوات: محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام يصطفيه ربه، ويلحق بالرفيق الأعلى، ويغيب هذا النور، فلا مشاحة، ولا بخس في إظهار هذا الوجد، وبسط هذا الشعور، أمَّ هذا الشاعر طيبة الطيبة: مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وملتقى الصِّحابة عليهم الرضوان، حتى إذا نزلها أدرك نعى هذا النبي عليه السلام، فاستقل بأحاسيسه، وبكى هذا الواقع المرير واستبكى العناصر، ولكنه يتفوق في عجز بيته نفسه ليجعل تلك الثوابت الصَّماء تحزن وتمور، إنها المصيبة حقاً.
أ.د ـ عبد الله بن محمد أبوداهش
الحواشي: (1) الإصابة 466 ، 67
(2) المصدر نفسه 466
(3) المصدر نفسه 466