توريث الرعب
توريث الرعب
ماذا لو انتصر الرئيس السوري بشار الأسد على شعبه في حرب غير متكافئة وبقي في السلطة ضد إرادة معارضيه الأحياء منهم والأموات .. والنازحين والصامتين والمهاجرين .. وكل من رفع شعار السقوط جهراً أو سراً ؟ اسئلة كثيرة تتوقف أمام المشهد السوري الذي تلفه غموض حلول عبثية تظهر مع احصائية القتلى حيناً وتختفي بعد المسيرة في تشييع ضحايا الحرّية القاتلة!!
وهي حرية لم يفقدها السوريون لأنها لم تكن موجودة أصلاً منذ سجلت الاحداث الكثير من المحطات في تاريخ شعب ظل يعاني من التسلط والقمع لسنوات طويلة. ومنذ أن كان يتعامل قبل التوريث مع اجهزة التنصت على أعمدة الكهرباء وفي مداخل ومخارج المصالح ذات العلاقة بمرور وتحركات الناس.
وبالتالي فإن تاريخ الرعب ليس جديداً على نظام يتقن حرسه القديم كيف يزرع أدواته وكيف يقوم بتوزيعها على خارطة وطن أدرك أهله أن نشيده الوطني لا يعنيهم في صياغة العبارة ولا في لحن نضال أسقطته التفاصيل!
اليوم في مرحلة تتقاسمها اخطار التركيبات الجغرافية والسياسية والمذهبية .. وخارطة مختلفة في محيطها الاقليمي. تبرز الكثير من الاسئلة ومنها: ما هو حجم التهديد التركي ..وإلى أي مسافة سوف يصل رجب أوردغان الذي وأن أقر بداخلية المشكلة إلاّ أنه حذر من انعكاساتها على بلاده.
وعلى الجانب الآخر تقف إيران بخطاب سياسي معلن تجاه سوريا .وهو أن اي تحرك نحو دمشق يعني خطاً أحمر بالنسبة لطهران .. وهنا تأتي عملية الرضاعة الغير طبيعية التي فرضتها العلاقة بين البلدين منذ أن قرر النظام السوري الارتماء في حضن إيران من أجل استخدامها قوة استراتيجية عند الطلب الذي يبدو أن النظام السوري كان يتوقع أن تهب عواصف تحدياته في أي وقت .سواء كانت هذه التحديات من الداخل أو من الخارج.
ورغم كل ما تقدم وما تأخر .. وما يحصل الآن ومالم يأت بعد.. تظل الاجابة على بداية السؤال: ماذا لو انتصر الرئيس السوري؟
والجواب : هو أن هذا الانتصار في نظري سيكون بعيداً .. لكن دعونا نفترض أنه هو الأقرب . وفي هذه الحال: سيتم تحويل سوريا إلى سجن كبير وإلى مسلخ لضحايا ثورة سوف يتم تعذيب وقتل كل من سار في ركابها وحتى الصامتين في أروقة خيام البادية وحانات المدينة على امتداد الأراضي السورية.. الجميع لن يسلم من العقاب ..
وبالمقابل ستضيع دماء الضحايا ثمناً لأوراق سياسية خادعة .. واصلاحات وهمية مات طلاّبها ويموت منتظروها قبل رحيل ظلام ليل سوريا الطويل .. وغياب شمس حرية اغتالتها عدالة توريث الرعب
وهي حرية لم يفقدها السوريون لأنها لم تكن موجودة أصلاً منذ سجلت الاحداث الكثير من المحطات في تاريخ شعب ظل يعاني من التسلط والقمع لسنوات طويلة. ومنذ أن كان يتعامل قبل التوريث مع اجهزة التنصت على أعمدة الكهرباء وفي مداخل ومخارج المصالح ذات العلاقة بمرور وتحركات الناس.
وبالتالي فإن تاريخ الرعب ليس جديداً على نظام يتقن حرسه القديم كيف يزرع أدواته وكيف يقوم بتوزيعها على خارطة وطن أدرك أهله أن نشيده الوطني لا يعنيهم في صياغة العبارة ولا في لحن نضال أسقطته التفاصيل!
اليوم في مرحلة تتقاسمها اخطار التركيبات الجغرافية والسياسية والمذهبية .. وخارطة مختلفة في محيطها الاقليمي. تبرز الكثير من الاسئلة ومنها: ما هو حجم التهديد التركي ..وإلى أي مسافة سوف يصل رجب أوردغان الذي وأن أقر بداخلية المشكلة إلاّ أنه حذر من انعكاساتها على بلاده.
وعلى الجانب الآخر تقف إيران بخطاب سياسي معلن تجاه سوريا .وهو أن اي تحرك نحو دمشق يعني خطاً أحمر بالنسبة لطهران .. وهنا تأتي عملية الرضاعة الغير طبيعية التي فرضتها العلاقة بين البلدين منذ أن قرر النظام السوري الارتماء في حضن إيران من أجل استخدامها قوة استراتيجية عند الطلب الذي يبدو أن النظام السوري كان يتوقع أن تهب عواصف تحدياته في أي وقت .سواء كانت هذه التحديات من الداخل أو من الخارج.
ورغم كل ما تقدم وما تأخر .. وما يحصل الآن ومالم يأت بعد.. تظل الاجابة على بداية السؤال: ماذا لو انتصر الرئيس السوري؟
والجواب : هو أن هذا الانتصار في نظري سيكون بعيداً .. لكن دعونا نفترض أنه هو الأقرب . وفي هذه الحال: سيتم تحويل سوريا إلى سجن كبير وإلى مسلخ لضحايا ثورة سوف يتم تعذيب وقتل كل من سار في ركابها وحتى الصامتين في أروقة خيام البادية وحانات المدينة على امتداد الأراضي السورية.. الجميع لن يسلم من العقاب ..
وبالمقابل ستضيع دماء الضحايا ثمناً لأوراق سياسية خادعة .. واصلاحات وهمية مات طلاّبها ويموت منتظروها قبل رحيل ظلام ليل سوريا الطويل .. وغياب شمس حرية اغتالتها عدالة توريث الرعب
ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد
مدير تحرير صحيفة البلاد