×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ليست كل العادات حميدة(1)

ليست كل العادات حميدة(1)

ظلت مجتماعاتنا تحت وطأة العادات والتقاليد عقود وعقود لم تستطع الأنعتاق منها خوفاً من نقمة المجتمع أو بعضه من ذوي النظرة الضيقة سواء في القرية أو القبيلة أو حتى أجزاء من التجمعات السكانية المتأثرة ببعض رواسب الماضي سواء كانت تنتسب إلى قبلية أم نتيجة التجاور والأندماج.
والكثير من العادات والتقاليد التي لازالت موجودة وعادات أو تقاليد وافدة على مجتمعنا المحلي خاصة , وهي بمثابة إهدار للوقت والمال ومدعاة للتبذير والإسراف والمداهنة ومنها موضوع ( الصلح )

فهذه التسمية المحلية وضعت في غير مكانها لأن معنى الصلح المصالحة بين طرفين أو أكثر في نزاع أو سوء تفاهم لكن الصلح السائد الذي نتحدث عنه وفي المفهوم المحلي هو بعد أن يتم الأتفاق بين أسرة واخرى بقصد الزواج وبعد إجراء العقد الشرعي بين الزوجين أو خلاله تقوم أسرة الزوجة سواء عن طريق الأب أو الأخ بإقامة مأدبة عشاء لأستقبال اسرة الزوج والرجال من أقاربه وأبناء عمومته وثلة من جماعته يتراوح العدد بين العشرين والأكثر أو الأقل من هذا التقدير ويتم عمل ( مقدم ) أحياناً عبارة عن أكلات شعبية متنوعة مثل ( المعاصيب و الفطير من القمح وعصيد الذرة ) يضاف إليه أو بعضه السمن و العسل واللبن والمرق
وهذا قبل العشاء ثم يحضر العشاء بعد ذلك بفترة لاتزيد على الساعتين تقريباً وهو لايقل عن خروف أو اثنان لا يقل سعر الواحد عن ألف وخمس مئة ريال بعد الغلاء الفاحش الطارئ على المواشي أو من الماعز الذي لا يقل سعره كثيراً عن سعر الخراف وفي بعض المناسبات المماثلة تزيد المذبوحات عن الاثنتين والتكلف في الأشياء المصاحبة أكثر. وهذا كله قبل الزواج أما بشهر أو أشهر أو أسابيع أو حتى عام وأكثر ( أما عند الزواج فحدث ولا حرج )

فأن هذه العادة سواء كانت قديمة أو حديثة أو مطوّرة ليست حميدة ويمكن اختصارها لتضم أسرة الطرفين للتعارف تتخلله الهدايا المعقولة ووجبة معقولة دون المبالغة في المصاريف التي ما أنزل الله بها من سلطان فالزواج أفضله أقله مؤونة ,والرحمة بنا وبمجتمعنا من هذه العادة وامثالها أصبحت ملحة بعد أن وصل الغلاء مداه في سلع كثيرة ومنها الأغنام أضافة لما يتبعها أو يسبقها أو يتخللها من مشهيات كالحلويات ... الخ
ويدخل في هذه العادة الغير مستحبة المباهاة أو ( مجبر أخاك لابطل ) فاتقو الله في الكثير من الممارسات الخاطئة بعيداً عن ادخالها في موضوع أو ذريعة الكرم والله المستعان.


بقلم الأستاذ
سعيد بن علي آل عباس الشهري
تنومة
 0  0  3431