الوظيفة العامة أمانة ومسؤولية
الوظيفة العامة أمانة ومسؤولية
مسؤولية الوظيفة العامة وحمل أمانتها ليست محصورة في فئة معينة من الموظفين بل هي مسؤولية ذات طابع شمولي وتنطبق أحكامها على العاملين في كافة القطاعات الحكومية والأهلية على حد سواء من حيث الالتزام بشرف الوظيفة التي يشترك الجميع في تحمل مسؤوليتها كونها في الأساس تكليفاً لا تشريفاً وبالتالي فإنه ينطبق على المكلف بها مبدأ الثواب والعقاب متى ما تحققت شروط كل منهما, فعلى سبيل المثال وتعليقاً على جزئية مهمة في حياة بعض العاملين في قطاعات الدولة المختلفة ممن يعتقدون حسب وجهة نظرهم أن مجرد تربعهم على مسؤولية مكتب أو مجموعة بسيطة من الموظفين أو غير ذلك من الأمور أن ذلك يخولهم إستخدام هاتف الإدارة في تسيير الأمور الشخصية والثرثرة من خلاله مع الآخرين أو متابعة المشاريع الخاصة به وحركة الأسهم وتسديد خدمات المرافق العامة وأن من حقهم استخدام كل ما تقع عليه العين وتحيط به اليد من أدوات مكتبية وسيارة حكومية,كما يعتقدون أن من حقهم الحصول على مكاتب فخمة تليق بمكانتهم التي يرون أنها بحاجة إلى المزيد من البهرجة حتى يبدون أمام الآخرين وكأنهم في موقع مسؤولية تلك أدواتها ومقوماتها, ولاغرابة أن تشاهد مكتباً فخماً وقد أحاطت به كل مقومات البذخ من دواليب وكنبات فاخرة وجهاز حاسب آلي وملحقاته حتى وإن كان بعضهم لا يجيد استخدامه ومجموعة من الهواتف مباشرة وغير مباشرة وجهاز الناسوخ (الفاكس) وكذلك الحصول على الصحف المحلية كاملة ويعتقدون أيضاً أن من حقهم أن تصلهم هذه الصحف إلى باب المنزل في حالة عدم التواجد في مقر العمل من خلال تسخير بعض الموظفين المغلوبين على أمرهم للقيام بهذه المهمة مهما بعدت المسافة أو عظمت المشقة لأن الوظيفة في عرفهم الشخصي هي التكويش على كل شيء,كما أن الحضور في وقت متأخر يعتبر في نظرهم ضرورة يفرضها العرف القاصر لديهم وهو مايسمى (البريستيج) ومع ذلك فإنهم لا يتوانون في تأنيب الغير ممن يتأخر عن الدوام سواءً بعذر أو بغيره وهي المخالفة ذاتها التي يشترك فيها الرئيس والمرؤوس أو من له مكانة خاصة في الجهاز الحكومي الذي يجب على المسؤول عنه تطبيق الأنظمة بحق المتأخرين دون تمييز,ومثل هذه النماذج موجودة وإن كانت قلة إلا انها ذات تأثير سلبي على المهام المناطة بالموظف ولا شك انها تلحق الضرر بمصالح المواطنين فهي إذاً صفات ذميمة لا يتصف بها إلا من يجد في نفسه نقصاً بين بقية الموظفين ويعتقد أن هذه الطريقة أساساً في تكوين الشخصية لأن تقييم الذات عند هذه الفئة لا ينطلق من قاعدة تأنيب الضمير عند التقصير بل هي رغبة ملحة في تقمص شخصية المسؤول والتشبث بالمظاهر البراقة على حساب الإنتاجية حتى طغت هذه العادة السيئة على أصحابها وجعلتهم أقل الفئات إنتاجاً وأكثرهم غطرسة واستنزافاً للممتلكات العامة.
إن وجود حالات محدودة في بعض الأجهزة الحكومية ينبغي أن ينظر إليها على أنها داء عضال يجب استئصاله من خلال ترسيخ روح المسؤولية وتكثيف جرعات الوعي لمن يتقمص هذه الأدوار السيئة ويتخذها منهجاً وسلوكاً للوصول إلى أهداف لا تتوافق مع الأهداف الأساسية لشغل الوظيفة العامة أو المنصب المترتب عليها وهذه في نظري خطوة مهمة للقضاء على هذه الظاهرة السيئة والله الموفق,,,
إن وجود حالات محدودة في بعض الأجهزة الحكومية ينبغي أن ينظر إليها على أنها داء عضال يجب استئصاله من خلال ترسيخ روح المسؤولية وتكثيف جرعات الوعي لمن يتقمص هذه الأدوار السيئة ويتخذها منهجاً وسلوكاً للوصول إلى أهداف لا تتوافق مع الأهداف الأساسية لشغل الوظيفة العامة أو المنصب المترتب عليها وهذه في نظري خطوة مهمة للقضاء على هذه الظاهرة السيئة والله الموفق,,,
عبد الله محمد فايز الشهري