عين جالوت باللسمر
عين جالوت باللسمر
في طريقي إلى أبها لفتت نظري المسميات الجديدة التي حظيت بها قرى بللسمر وطرقها , ومع أن هذه الأسماء لا تزيد العارف بهذه القرى والأماكن إلا جهلاً بها لأنها لا تمثل الأسماء الحقيقية التي حملتها هذه القرى والأماكن مئات السنين إلا إن أكثر ما لفت نظري طريق أو حي أطلق عليه (عين جالوت) فقلت في نفسي يالله هل أنا في طريق الطائف أبها أم في طريق بيسان جنوب لبنان!
الذي أعرفه أن عين جالوت بلدة في شمال الأرض المحتلة - حررها الله - وأنها كانت ميداناً لمعركة من المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام بين المسلمين والمغول انتهت بهزيمة المغول وطردهم من بلاد الشام في شهر رمضان المبارك سنة 658هــ
والذي أعرفه أيضاً أن العلم اسم إذا ذكر لا ينصرف الذهن إلى غيره عند جماعة المخاطبين , فحين تذكر عين جالوت لأي مسلم على سطح المعمورة وخصوصاً من درس تاريخ المسلمين لا ينصرف ذهنه إلى غير البلدة الواقعة شمال فلسطين المحتلة , فهل ضاقت الأسماء حتى نسمي حياً أو طريقاً أو قرية بهذا الاسم وأجدادنا منذ أن وطئت أقدامهم تراب هذه الأرض لم يتركوا جبلا ولا سهلا ولا وادياً ولا قطعة زراعية إلا سموها وتعارفوا عليها بل إنهم كانوا يسمون الحيوانات التي يملكونها , ويدعونها بأسمائها فتستجيب لهم!
ومع اعتزازنا بتاريخنا , وما قدمه أسلافنا الأبطال من تضحيات إلا إن الله ــ عز وجل ــ لم يتعبدنا بتغيير أسماء قرانا وطرقنا ومدارسنا إلى أسماء الصحابة أو أسماء الأحداث أو الأماكن الهامة في تاريخ المسلمين , وإنما غير النبي - صلى الله عليه وسلم- اسم يثرب إلى المدينة المنورة لأن الثرب في اللغة العربية إِمَّا مِنْ التَّثْرِيب الَّذِي هُوَ التَّوْبِيخ وَالْمَلَامَة , أَوْ مِنْ الثَّرْب وَهُوَ الْفَسَاد , وَكِلَاهُمَا مُسْتَقْبَح , وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبّ الِاسْم الْحَسَن ، وَيَكْرَه الِاسْم الْقَبِيح.
لقد أسعدني وأثلج صدري التعميم الذي صدر مؤخراً بمنع تغيير أسماء القرى والجبال والأودية والأماكن , وتكليف لجنة في كل قبيلة تقوم بحصر الأسماء التاريخية وتوثيقها , لما لهذه الأسماء من قيمة دلالية من جهة , ولما لها أيضاً من قيمة تاريخية وثقافية , وما ينطبق على الأحياء والقرى والطرق من وجهة نظري يجب أن ينطبق على المدارس فقبل تغيير أسمائها كنا نعرف المدرسة بمجرد ذكرها (مدرسة قنطان , القذال , ترج .... وهكذا ) وحين طالتها فكرة التغيير أصبحت مجهولة فلا نحن عرفنا من سميت به من الصحابة الكرام , ولا وجدنا سهولة في التعرف على المدرسة من مجرد ذكر اسم القرية التي توجد بها , فماذا أستفيد حين اسمي قرية أو مدرسة أو طريقاً باسم مدينة أسسها المسلمون في الأندلس , ثم أضاعوها حين اهتموا مثلنا بالقشور , وتركوا الجوهر الثمين وهو المحافظة على أصول هذا الدين العظيم عقيدة وعبادة , وليس مجرد أسماء وشعارات براقة؟
الذي أعرفه أن عين جالوت بلدة في شمال الأرض المحتلة - حررها الله - وأنها كانت ميداناً لمعركة من المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام بين المسلمين والمغول انتهت بهزيمة المغول وطردهم من بلاد الشام في شهر رمضان المبارك سنة 658هــ
والذي أعرفه أيضاً أن العلم اسم إذا ذكر لا ينصرف الذهن إلى غيره عند جماعة المخاطبين , فحين تذكر عين جالوت لأي مسلم على سطح المعمورة وخصوصاً من درس تاريخ المسلمين لا ينصرف ذهنه إلى غير البلدة الواقعة شمال فلسطين المحتلة , فهل ضاقت الأسماء حتى نسمي حياً أو طريقاً أو قرية بهذا الاسم وأجدادنا منذ أن وطئت أقدامهم تراب هذه الأرض لم يتركوا جبلا ولا سهلا ولا وادياً ولا قطعة زراعية إلا سموها وتعارفوا عليها بل إنهم كانوا يسمون الحيوانات التي يملكونها , ويدعونها بأسمائها فتستجيب لهم!
ومع اعتزازنا بتاريخنا , وما قدمه أسلافنا الأبطال من تضحيات إلا إن الله ــ عز وجل ــ لم يتعبدنا بتغيير أسماء قرانا وطرقنا ومدارسنا إلى أسماء الصحابة أو أسماء الأحداث أو الأماكن الهامة في تاريخ المسلمين , وإنما غير النبي - صلى الله عليه وسلم- اسم يثرب إلى المدينة المنورة لأن الثرب في اللغة العربية إِمَّا مِنْ التَّثْرِيب الَّذِي هُوَ التَّوْبِيخ وَالْمَلَامَة , أَوْ مِنْ الثَّرْب وَهُوَ الْفَسَاد , وَكِلَاهُمَا مُسْتَقْبَح , وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبّ الِاسْم الْحَسَن ، وَيَكْرَه الِاسْم الْقَبِيح.
لقد أسعدني وأثلج صدري التعميم الذي صدر مؤخراً بمنع تغيير أسماء القرى والجبال والأودية والأماكن , وتكليف لجنة في كل قبيلة تقوم بحصر الأسماء التاريخية وتوثيقها , لما لهذه الأسماء من قيمة دلالية من جهة , ولما لها أيضاً من قيمة تاريخية وثقافية , وما ينطبق على الأحياء والقرى والطرق من وجهة نظري يجب أن ينطبق على المدارس فقبل تغيير أسمائها كنا نعرف المدرسة بمجرد ذكرها (مدرسة قنطان , القذال , ترج .... وهكذا ) وحين طالتها فكرة التغيير أصبحت مجهولة فلا نحن عرفنا من سميت به من الصحابة الكرام , ولا وجدنا سهولة في التعرف على المدرسة من مجرد ذكر اسم القرية التي توجد بها , فماذا أستفيد حين اسمي قرية أو مدرسة أو طريقاً باسم مدينة أسسها المسلمون في الأندلس , ثم أضاعوها حين اهتموا مثلنا بالقشور , وتركوا الجوهر الثمين وهو المحافظة على أصول هذا الدين العظيم عقيدة وعبادة , وليس مجرد أسماء وشعارات براقة؟
بقلم الأستاذ
عبد الله بن مرعي الشهري
عبد الله بن مرعي الشهري