خواطر حول جائزة بلحُصين
الحمد لله الذي أكرم الإنسان بالعقل وزينه بالبصيرة ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ صاحب الهدي الرشيد والرأي السديد ، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار ، أما بعد ؛
فقد أسعدني وأدخل السرور إلى نفسي حضور حفل ( جائزة بلحصين لتحفيظ القرآن الكريم والتفوق العلمي ) في عامها الأول الذي جرى في قاعة الملك عبد العزيز بمدينة النماص عصر يوم الأربعاء 19 شعبان 1432هـ ، ولعل مما زاد من سعادتي أنني كنت برفقة أخي الأستاذ الدكتور / علي بن فايز بن جحني الذي أعده بحق ( شيخ الأكاديميين ) من أبناء تنومة في وقتنا الحاضر .
أما الجائزة التي حملت اسم واحدةٍ من القبائل العريقة على مستوى المنطقة ، فهي - بلا شك - جائزةٌ متميزةٌ وتنطلق من منطلقاتٍ فكريةٍ واعيةٍ ، ونظرةٍ مستقبليةٍ ثاقبةٍ تفرّد بها أبناء قبيلة بلحُصين الكرام ، وأتوقع أن تكون على مدى السنوات القليلة القادمة إضافةً جديدةً ورائعةً إلى رصيد قبيلتهم الزاخر بالمفاخر في شتى الميادين والمجالات في الماضي والحاضر .
وفيما يلي بعض الوقفات التي جالت بخاطري أثناء وبعد حضوري لحفل الجائزة والتي يمكن الإشارة إليها في هذه العُجالة على شكل نقاطٍ تتمثل في التالي :
1= أن هذه الجائزة تحمل اسم القبيلة الأمر الذي يمنحها تميزًا لافتًا للنظر إذ إن اختيار ذلك الاسم يدُل على ذكاءٍ وحكمة فهي بذلك ستكون مهمة جميع أبناء القبيلة الذين - لا شك ولا ريب - أنهم حريصون على نجاحها واستمراريتها لأنها منهم وإليهم .
2= أن هذه الجائزة وسيلةٌ فاعلةٌ وإيجابيةٌ - متى أُحسن استثمارها - في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتوثيق الروابط المشتركة بين أفراد القبيلة على وجه الخصوص ، وهذا في حد ذاته هدفٌ سامٍ ومقصد نبيلٌ ، ولاسيما في هذا الوقت الذي يحتاج فيه الجميع إلى الترفع عن الصغائر والعناية بعظائم الأمور .
3= أن الجائزة دليلٌ قاطعٌ على نجاح أبناء قبيلة بلحُصين ( بارك الله فيهم ولهم ) في تجاوز الكثير من المثالب القبلية ، والعمل الجاد للقضاء على إفرازات العنصرية القبلية المقيته التي طالما عصفت بمصير كثير من القبائل وقضت على وحدتهم وفرّقت شملهم والعياذ بالله .
4= أنها جائزةٌ جمعت ( بإذن الله تعالى ) بين خيري الدنيا والآخرة ؛ فهي تهتم في المقام الأول بالقرآن الكريم وحفظه وتلاوته وتدبر معانية وتطبيق منهجه وكفى بذلك شرفًا وفخرًا ، كما أنها تهتم في الوقت نفسه بجوانب التفوق العلمي في شتى مجالات العلوم والمعارف المعاصرة .
5= أنها جائزةٌ تسعى لتحقيق عددٍ من الأهداف المرسومة والمحددة مسبقًا ، وهذا يعني أنها عمليةٌ منظمةٌ وغير عشوائية ، ولاسيما أنها تعتمد في آليتها المعلنة على لجانٍ تنظيميةٍ عمليةٍ تتولى مهام التنظيم والتخطيط والإشراف والتنفيذ ، وهي بذلك تسعى إلى أن تكون رافدًا من روافد دعم مسيرة أبناء وبنات القبيلة الكرام ، وحثهم على بذل المزيد من العطاء العلمي المثمر - بإذن الله تعالى - في مختلف المجالات والميادين لخدمة الدين ثم الوطن .
6= أنها تُعد أنموذجًا واقعيًا لتطوير وتشجيع ودعم مسيرة الحركة الثقافية والإبداعية في منطقتنا التي عانت كثيرًا من تأخر العناية والاهتمام بالجوانب الثقافية والمعرفية ، وهو ما نجحت فيه الجائزة من خلال بث الحماس في نفوس أبناء وبنات القبيلة من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية ، والعمل على تفعيل مشاركاتهم الايجابية في المجتمع والإعلان عنها إعلاميًا واجتماعيًا .
7= أنها تفتح باب التنافس بين أبنائها وبناتها في مجالات العلم والمعرفة من خلال تشجيع وتحفيز أبناء القبيلة وبناتها لنيل الدرجات العلمية في مختلف العلوم ، وتكريم المتفوقين منهم ، وتعزيز الثقة فيهم ، واكتشاف الموهوبين والمبدعين والعمل على دعمهم وإبرازهم إعلاميًا واجتماعيًا .
وليس هذا فحسب ، فالجائزة خطوةٌ مباركةٌ - بإذن الله تعالى - لتنمية مسيرة الثقافة في منطقتنا بعامة ، وهي رافدٌ من روافد الحركة الثقافية والعلمية والاجتماعية والإبداعية ( إن شاء الله تعالى ) ، وستُسهم بفعاليةٍ في إثارة التنافس الشريف بين أفراد القبيلة ، ولا أملك أمام هذا النجاح الحُصيني سوى الدعاء لمن فكّر فيها ، ولمن عمل على تحقيقها ، ولكل من أسهم في إظهارها ونجاحها أن يجزيهم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة ، وأن يجعل ما قدّموه وما بذلوه في موازين الحسنات ، وأن نرى بقية القبائل تحذو حذو قبيلة ( بلحُصين ) في هذا الشأن بصورةٍ أو بأُخرى ، فتهتم وتعتني بكل ما من شأنه استثمار طاقات أبناء وبنات القبيلة وتشجيع مواهبهم وتُنمية قدراتهم من خلال العناية بشؤون الشباب على وجه الخصوص وعدم إغفال دور الكبار وخبراتهم في دعم وتشجيع كل نافعٍ ومفيد فكل ذلك سبيلٌ إلى تحقيق مزيدٍ من التقدُّم والتنمية المجتمعية ، ووسيلةٌ ناجحةٌ في خدمة مسيرة الوطن الحضارية ، واحتواء أبنائه وبناته بصورةٍ إيجابيةٍ وفاعلةٍ و مثمرة .
وختامًا أسأل الله تعالى للجميع مزيدًا من التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .
بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُشارك بكلية التربية
في جامعة الملك خالد بأبها
فقد أسعدني وأدخل السرور إلى نفسي حضور حفل ( جائزة بلحصين لتحفيظ القرآن الكريم والتفوق العلمي ) في عامها الأول الذي جرى في قاعة الملك عبد العزيز بمدينة النماص عصر يوم الأربعاء 19 شعبان 1432هـ ، ولعل مما زاد من سعادتي أنني كنت برفقة أخي الأستاذ الدكتور / علي بن فايز بن جحني الذي أعده بحق ( شيخ الأكاديميين ) من أبناء تنومة في وقتنا الحاضر .
أما الجائزة التي حملت اسم واحدةٍ من القبائل العريقة على مستوى المنطقة ، فهي - بلا شك - جائزةٌ متميزةٌ وتنطلق من منطلقاتٍ فكريةٍ واعيةٍ ، ونظرةٍ مستقبليةٍ ثاقبةٍ تفرّد بها أبناء قبيلة بلحُصين الكرام ، وأتوقع أن تكون على مدى السنوات القليلة القادمة إضافةً جديدةً ورائعةً إلى رصيد قبيلتهم الزاخر بالمفاخر في شتى الميادين والمجالات في الماضي والحاضر .
وفيما يلي بعض الوقفات التي جالت بخاطري أثناء وبعد حضوري لحفل الجائزة والتي يمكن الإشارة إليها في هذه العُجالة على شكل نقاطٍ تتمثل في التالي :
1= أن هذه الجائزة تحمل اسم القبيلة الأمر الذي يمنحها تميزًا لافتًا للنظر إذ إن اختيار ذلك الاسم يدُل على ذكاءٍ وحكمة فهي بذلك ستكون مهمة جميع أبناء القبيلة الذين - لا شك ولا ريب - أنهم حريصون على نجاحها واستمراريتها لأنها منهم وإليهم .
2= أن هذه الجائزة وسيلةٌ فاعلةٌ وإيجابيةٌ - متى أُحسن استثمارها - في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتوثيق الروابط المشتركة بين أفراد القبيلة على وجه الخصوص ، وهذا في حد ذاته هدفٌ سامٍ ومقصد نبيلٌ ، ولاسيما في هذا الوقت الذي يحتاج فيه الجميع إلى الترفع عن الصغائر والعناية بعظائم الأمور .
3= أن الجائزة دليلٌ قاطعٌ على نجاح أبناء قبيلة بلحُصين ( بارك الله فيهم ولهم ) في تجاوز الكثير من المثالب القبلية ، والعمل الجاد للقضاء على إفرازات العنصرية القبلية المقيته التي طالما عصفت بمصير كثير من القبائل وقضت على وحدتهم وفرّقت شملهم والعياذ بالله .
4= أنها جائزةٌ جمعت ( بإذن الله تعالى ) بين خيري الدنيا والآخرة ؛ فهي تهتم في المقام الأول بالقرآن الكريم وحفظه وتلاوته وتدبر معانية وتطبيق منهجه وكفى بذلك شرفًا وفخرًا ، كما أنها تهتم في الوقت نفسه بجوانب التفوق العلمي في شتى مجالات العلوم والمعارف المعاصرة .
5= أنها جائزةٌ تسعى لتحقيق عددٍ من الأهداف المرسومة والمحددة مسبقًا ، وهذا يعني أنها عمليةٌ منظمةٌ وغير عشوائية ، ولاسيما أنها تعتمد في آليتها المعلنة على لجانٍ تنظيميةٍ عمليةٍ تتولى مهام التنظيم والتخطيط والإشراف والتنفيذ ، وهي بذلك تسعى إلى أن تكون رافدًا من روافد دعم مسيرة أبناء وبنات القبيلة الكرام ، وحثهم على بذل المزيد من العطاء العلمي المثمر - بإذن الله تعالى - في مختلف المجالات والميادين لخدمة الدين ثم الوطن .
6= أنها تُعد أنموذجًا واقعيًا لتطوير وتشجيع ودعم مسيرة الحركة الثقافية والإبداعية في منطقتنا التي عانت كثيرًا من تأخر العناية والاهتمام بالجوانب الثقافية والمعرفية ، وهو ما نجحت فيه الجائزة من خلال بث الحماس في نفوس أبناء وبنات القبيلة من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية ، والعمل على تفعيل مشاركاتهم الايجابية في المجتمع والإعلان عنها إعلاميًا واجتماعيًا .
7= أنها تفتح باب التنافس بين أبنائها وبناتها في مجالات العلم والمعرفة من خلال تشجيع وتحفيز أبناء القبيلة وبناتها لنيل الدرجات العلمية في مختلف العلوم ، وتكريم المتفوقين منهم ، وتعزيز الثقة فيهم ، واكتشاف الموهوبين والمبدعين والعمل على دعمهم وإبرازهم إعلاميًا واجتماعيًا .
وليس هذا فحسب ، فالجائزة خطوةٌ مباركةٌ - بإذن الله تعالى - لتنمية مسيرة الثقافة في منطقتنا بعامة ، وهي رافدٌ من روافد الحركة الثقافية والعلمية والاجتماعية والإبداعية ( إن شاء الله تعالى ) ، وستُسهم بفعاليةٍ في إثارة التنافس الشريف بين أفراد القبيلة ، ولا أملك أمام هذا النجاح الحُصيني سوى الدعاء لمن فكّر فيها ، ولمن عمل على تحقيقها ، ولكل من أسهم في إظهارها ونجاحها أن يجزيهم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة ، وأن يجعل ما قدّموه وما بذلوه في موازين الحسنات ، وأن نرى بقية القبائل تحذو حذو قبيلة ( بلحُصين ) في هذا الشأن بصورةٍ أو بأُخرى ، فتهتم وتعتني بكل ما من شأنه استثمار طاقات أبناء وبنات القبيلة وتشجيع مواهبهم وتُنمية قدراتهم من خلال العناية بشؤون الشباب على وجه الخصوص وعدم إغفال دور الكبار وخبراتهم في دعم وتشجيع كل نافعٍ ومفيد فكل ذلك سبيلٌ إلى تحقيق مزيدٍ من التقدُّم والتنمية المجتمعية ، ووسيلةٌ ناجحةٌ في خدمة مسيرة الوطن الحضارية ، واحتواء أبنائه وبناته بصورةٍ إيجابيةٍ وفاعلةٍ و مثمرة .
وختامًا أسأل الله تعالى للجميع مزيدًا من التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .
بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُشارك بكلية التربية
في جامعة الملك خالد بأبها